أعلنت وزارة الدفاع التونسية الخميس تفاقم حصيلة الاعتداء الذي استهدف الاربعاء حافلة عسكرية في شمال غرب تونس الى خمسة قتلى بوفاة جندي متأثرا بجروحه.
واعلن رشيد بوحولة المسؤول الإعلامي في الوزارة ان الجندي الذي “أصيب بجروح بليغة توفي”.
واستهدف مجهولون بالرصاص الحافلة التي كانت تنقل عسكريين في بلدة نبر بين محافظتي الكاف وجندوبة شمال غرب البلاد على مسافة حوالى عشرة كلم من الحدود الجزائرية.
وقرر الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إعلان الحداد الوطني الخميس مع تنكيس الأعلام على مؤسسات الدولة.
وقال خبراء عسكريون إن العملية الإرهابية التي استهدفت حافلة تقل عسكريين وعائلاتهم، تعد تحولا نوعيا جديدا في طبيعة العمل الإرهابي لأنه لم يسبق أن استهدف الإرهابيون حافلة عسكرية بها مدنيون، ما ينم عن سبق الترصد والتخطيط للهجوم الذي لا تتكافأ فيه موازين القوى.
وربط هؤلاء بين ما تشهده مدينة سيناء في مصر من استهداف واضح للحافلات العسكرية المقلة للجنود أثناء فترة الإجازات وما حدث في تونس، لأن الرسم التكتيكي واضح، ضرب العسكريين الذين لا يحملون سلاحا، معتبرين ذلك جبنا تحركه عقلية عصابات غادرة.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع المقدم بلحسن الوسلاتي إنّ عنصرين من المجموعة الإرهابية أرادا الاقتراب من الحافلة للقضاء على بقية الجرحى وقتلهم، إلا أن أحد الجنود كان مسلحا وأطلق النار عليهم مما دفعهم للهروب والفرار.
وبيّن الخبراء أن التنظيمات الإرهابية تتغذى من نفس الإناء الجهادي، وتتبادل الأفكار والخطط بطريقة متواترة. وأكدوا أن هذه العملية جاءت على خلفية العمليات الاستباقية الناجحة التي قامت بها الأجهزة الأمنية والعسكرية لضرب معاقل المتشددين.
وقتلت قوات الأمني التونسي في شهر أكتوبر/تشرين الأول قبل الانتخابات البرلمانية بيومين فقط ستة متشددين من بينهم خمس نساء في مواجهة مع مسلحين بضاحية وادي الليل قرب العاصمة تونس.
ويرى مراقبون أن الهدف من هذه العملية الإرهابية هو تعكير صفو الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 23 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، وترهيب التونسيين لدفعهم إلى العزوف عن أداء واجبهم الانتخابي.
وقال هؤلاء أن العمليات الإرهابية المشابهة التي وقعت في مدينة سيناء أثبتت التحريات أنها تقف خلفها ايادي إخوانية لزعزعة أمن مصر، بعد خسارة نفوذهم منذ عزل الرئيس الاخواني محمد مرسي في يوليو/تموز سنة 2013.
وأفاد المراقبون أن الإخوان يريدون العودة إلى الحكم في بلدان الربيعي الربيع من منافذ غير شرعية بعد خسارتهم في تونس وليبيا، مستخدمين ورقة التنظيمات المتشددة، وتطبيق سياسية الأرض المحروقة لتقويض المسار الانتقالي. وتساءل هؤلاء “من يحرك هذه العمليات الإرهابية ذات المنهج والغاية الاخوانية؟”
ولم تتبنى أي جهة رسمية العملية الإرهابية التي استهدفت الحافلة العسكرية.
ويذكر أن هدد تنظيم إرهابي يحمل إسم “كتيبة عقبة إبن نافع” التي بايعت في وقت سابق تنظيم “الدولة الإسلامية” هدد في وقت سابق بتنفيذ هجمات إرهابية جديدة في تونس تستهدفا قوات الأمن والجيش.
ومنذ الاطاحة مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، قُتل عشرات من عناصر الجيش والأمن في أكمنة وهجمات نسبتها السلطات الى جماعات اسلامية متطرفة مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
اترك تعليقاً