أبوظبي – ناقش قادة القوات البحرية في عدد من دول العالم مع نظرائهم الخليجيين الاربعاء سبل مواجهة ارتفاع التهديدات البحرية في الخليج العربي.
وحصر مشاركون ابرز التهديدات التي تلوح في وجه الملاحة بمنطقة الخليج العربي بـ”التهديدات الايرانية” مع تراجع مخاطر عمليات القرصنة، واتخاذها اشكال ماكرة عبر التهديدات تحت الماء كالغواصات والالغام.
واشار المشاركون الى ان المخاطر الجديدة اصبحت الهم الرئيسي لامن الخليج العربي مع تراجع عمليات القرصنة البحرية.
وانتقد مشاركون الممارسات الايرانية حيال تهديد الامن البحري للخليج العربي والممرات البحرية التي تزود العالم بنحو 20 بالمئة من احتياجاته النفطية.
وكان اللواء راشد السعدي قائد كلية الدفاع الوطني الإماراتية افتتح الدورة الثانية لـ”مؤتمر قادة القوات البحرية لدول الخليج” الذي تنظمه مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري “إينغما” بمشاركة 300 مختص وعسكري بحسب ما نشرته وكالة الانباء الاماراتية الاربعاء.
وشدد السعدي على ان “بث الألغام البحرية في مياه الخليج التي تتميز بضحالتها تشكل تحديا للامن البحري بالإضافة الى الغواصات الصغيرة وتهديدات اخرى غير متماثلة”.
وأكد على ضرورة توفير قدرة لمواجهة التهديدات البحرية والحصول على صورة وقتية لها كما حث على ضرورة العمل المشترك بين مختلف قوات الدفاع الجوي والبحري والبري.
اما رياض قهوجي المدير العام التنفيذي لمؤسسة إينغمــا فاعتبر ان الاخطار الايرانية المحدقة في مضيق هرمز باتت تؤرق دول المنطقة، خاصة مع اعتماد وسائل اكثر خبثاً لاثارة المشاكل كالالغام والغواصات.
واشار الى تعقيدات الامن البحري التي جاءت في ظل ازدياد كبير في عدد الغواصات التي تقتنيها ايران والتقدم الملحوظ في انواع الالغام الذكية التي حصلت عليها مؤخرا بالاضافة الى التقدم الكبير لقدرة القراصنة على رصد السفن.
واشار الى ان هذه التهديدات دعت الى جمع القوات البحرية للدول المشاركة في امن الخليج العربي والمحيط الهندي من الدول الحليفة والصديقة لمراجعة الخبرات والتكتيكات والاستراتيجيات الجديدة المقترحة للتعامل مع هذه التهديدات المستجدة والمتطورة مؤكدا اننا نهدف من ذلك الى الحفاظ دائما على استقرار وأمن الخليج العربي.
واضاف ان الامارات ودول الخليج دائما تعطي الاولوية للدبلوماسية في حل المشكلات السياسية ولكن عليها في نفس الوقت ان تحافظ على مستوى عال من الجهوزية العسكرية من اجل تثبيت هيبة الردع الخاصة بها والتي توفر الامن والامان للدولة.
واكد قهوجي اهمية الخليج العربي ومضيق هرمز لدول الخليج نظرا لاستيرادها اكثر من 80 بالمئة من احتياجاتها عن طريق البحر الامر الذي يتطلب ان يكون الامن البحري في مقدمة اولوياتها لذا فان اغلاق الممرات المائية يؤدي الى تهديد استراتيجي لدول الخليج ومن هنا كان الاستثمار الكبير لمثل هذه اللقاءات في تجهيز قواتها البحرية.
وسلط اللواء إبراهيم المشرخ قائد القوات البحرية الإماراتية الضوء على التحديات التي تواجه التخطيط للقيام بالمهام في ظل التهديدات في المناطق الممنوع الولوج إليها والمناطق المحظورة في المساحات البحرية الضيقة والمياه الضحلة ببعض مناطق الخليج العربي.
وأشار أن 20 في المائة من صادرات البترول العالمي تمر عبر مضيق هرمز ووجود أية معوقات في الطرق البحرية ينعكس مباشرة على اقتصاد دول الخليج، ويرمي بعواقب وخيمة على سبل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وأكد اللواء المشرخ ان الامارات سباقة في ايجاد طرق بديلة لمضيق هرمز بافتتاح خط حبشان الفجيرة الذي مكنها من تصدير جزء من انتاجها النفطي عبر بحر عمان مباشرة واصفا هذه الخطة بالانجاز الاستراتيجي في ظل التهديات الايرانية باغلاق مضيق هرمز امام الملاحة.
واشار الى ان التهديدات تدفع الى تغيير خطوط الملاحة منوها الى اعادة فتح خط انابيب العراق القديم في المملكة العربية السعودية لتصدير الوقود الخام عبر البحر الأحمر.
من جانبه اشار أنطوني وينز رئيس شركة لوكهيد مارتن لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا الى ان بناء القدرات البحرية ضرورة ملحة خاصة في هذه المنطقة التي تواجه تهديدات القرصنة والارهاب مما يتطلب امتلاك مهارات وقدرات خاصة لمواجهتها والتصدي لها.
وتناول اللواء أنطوان بوسانت قائد منطقة المحيط الهندي في البحرية الفرنسية، المصالح المتغيرة وعواقبها بالنسبة للخليج والعالم البحري.
وقال “التهديد الإيراني للمنطقة بالإضافة الى خطري القرصنة والإرهاب هي مخاطر غير تقليدية علينا التعامل معها خلال السنوات القادمة”.
واشار الفريق البحري اندرياس كراوس نائب قائد القوات البحرية الألمانية، الى ضرورة إنشاء منظومة متكاملة تتضمن جمع المعلومات وتحليلها وتحديد الأهداف وتقييم الأخطار حتى يتاح الوقت الكافي للرد الناجح والفعال وعدم اقتصار العملية على المراقبة فحسب.
وأكّد على ضرورة التعاون مع القوات البحرية كاسلوب اسهل بكثير من التعامل مع قوات إنفاذ القانون التي لديها رؤية مختلفة لتحقيق الأمن.
واشار الى ان احد اصعب العوامل التي تواجه عمل القوات البحرية هي سرية المعلومات لذا يتوجب اتخاذ قرار بشان نوع المعلومات التي يمكن مشاركتها من حيث من يحتاجها، وما هي المعلومات المتاحة والتي يجب عدم مشاركتها مع الاخرين.
وشدد مشاركون على أهمية بناء قدرات مدمجة متعددة الجنسيات للإجراءات المضادة للألغام البحرية مستفيدة من الدروس التي تم تعلمها من أحدث المهام والمناورات التي قام بها أسطول الخليج العربي.
اترك تعليقاً