يبدو أن الفعل المُنفّر “للثوم” لا يقتصر على البشر فقط بل يتعداه إلى الجراثيم المُمرضة أيضاً، إذ أن وجوده في مطبخك يقلّل من فرص إصابتك بالتسممات الغذائية، هذا ما أكدته مجموعة من العلماء الأمريكيين الثلاثاء.
ووجد باحثو جامعة ولاية واشنطن أن أحد المركبات الموجودة في الثوم أكثر فعالية بألف مرة في محاربة نوع شائع من البكتيريا المسببة للتسمم الغذائي (كامبيلوباكتر) وذلك مقارنة بمضادين حيويين شهيرين هما “الأريثرومايسين” و”السيبروفلوكساسين”، ناهيك عن كونه يستغرق وقتاً أقل من تلك الأدوية لينجز تلك المهمة، اكتشاف قد يفتح المجال أمام طرق جديدة لمعالجة اللحوم والأطعمة النيئة والمُصنّعة والتي تعتبر الحاضن الأساسي لهذه الجرثومة.
هذا وتُعد جرثومة “الكامبيلوباكتر” أكبر مسبّب للأمراض المنقولة عبر الأطعمة في الولايات المتحدة وربما العالم، حيث يصاب بها حوالي 2.5 مليون أمريكي كل عام – حسب مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها – مسبّبة أعراضاً كالإسهال والمغص البطني والحمى.
وتنجم معظم الإصابات عن تناول الدجاج النيئ أو غير المطهو بشكل جيد وكذلك عن تناول الأطعمة التي سبق وتلوثت عبر احتكاكها مع سطوح أو أوعية تستخدم لإعداد لحوم الدجاج.
ويقول الباحث الرئيسي في هذه الدراسة زياونان لو “إني أرى هذا الإنجاز شيقاً ومثيراً كونه يُظهر أن هذا المركّب يملك إمكانية تقليص البكتيريا المسببة للأمراض في بيئتنا التي نسكنها وفي طعامنا الذي نتناوله”.
لقد نظر لو وزملاؤه في قدرة المركّب المستخلص من الثوم الذي يُدعى “دي أليل سلفيد” على قتل البكتيريا عندما تكون محميّة بطبقة رقيقة تجعلها أكثر مقاومة للمضادات الحيوية بـ 1000 مرة، حيث وجدوا أن هذا المركّب قادر – وبسهولة – على اختراق دفاعات الجرثومة وقتلها.
ويُذكر أن بحثين – نُشرا العام الفائت – كانا قد وجدا في الدي أليل سولفيد والمركبات القريبة منه قاتلات قوية وفعالة لبعض المُمرضات التي تنتقل مع الطعام كالليستيريا والإي كولاي.
تقول باربرا راسكو الباحثة المساعدة في الدراسات الثلاثة: “بإمكان الدي أليل سولفيد أن يجعل تناول الطعام أكثر أماناً”، وتكمل “كما يمكن استخدامه لتنظيف السطوح التي يتم تحضير الطعام عليها، وكذلك كمادة حافظة ووقائية في الأطعمة المعلبة”.
اترك تعليقاً