الأبحاث والدراسات والتجارب لا تتوقف وهى فى استمرار، ومجال امراض سكر الدم هى من بين ما يزداد الاهتمام بها وتصرف ألاف الملايين فى مجالات الابحاث والتجارب المعملية، كل ذلك من اجل الوصول الى ما يساعد المرضى على التغلب والتعايش مع سكر الدم سواء من النوع الاول او الثانى.
فى حالة ضعف او توقف البنكرياس على انتاج الانسولين فيتم اللجوء الى المنتجات الدوائية لتوفير ما يحتاجه الجسم من الانسولين، ومن المعروف ان المرضى الذين لا يعتمدون على الحبوب فهم يعتمدون على ابر او اقلام او مضخات الانسولين.
لقد استغرق الباحثون عقودا للوصول إلى النقطة التي يمكنهم فيها توصيل أجهزة داء السكر المختلفة، باستخدام مزيج من الكابلات والمستشعرات والتكنولوجيا اللاسلكية، لإنشاء نظام يمكن أن يحاكي ما يفعله البنكرياس الصحي، ومن خلال مراقبة مستويات الجلوكوز وتوصيل الأنسولين عند الحاجة، وبالتالى فإن ما يطلق عليه “البنكرياس الصناعى” هو في الأساس عبارة عن مضخة إنسولين موصولة بجهاز مراقبة جلوكوز مستمر، يتم التحكم فيه عبر نوع من المتلقي (عادة ما يكون هاتفا ذكيا) باستخدام خوارزميات برمجية متطورة لجعل كل شيء يعمل متكاملا، والفكرة هي أتمتة التحكم في نسبة الجلوكوز في الدم قدر الإمكان، بحيث لم يعد من الضروري أن يأخذ مرتديها قراءات سكر الدم بالأصابع، ثم يقوم بعمليات حسابية معقدة لتحديد كمية الإنسولين التي يجب جرعها، أو مقدار تقليل الإنسولين بناء على قراءات منخفضة، ويمكن لبعض الأنظمة حتى إيقاف توصيل الأنسولين تلقائيا استنادا إلى قراءات السكر في الدم منخفضة بالكشف عن طريق المراقبة المستمرة للجلوكوز، وتقوم بعض الأنظمة بتجربة حمل الجلوكاجون في المضخة جنبا إلى جنب مع الأنسولين لجلب نسبة السكر في الدم عند الضرورة.
المنتجات التكنولوجية المضمنة في أنظمة البنكرياس الصناعى هى:
- مضخة الأنسولين التي توفر تدفق مستمر للأنسولين إلى الجسم عبر “موقع التسريب” أو قنينة صغيرة مدرجة في الجلد.
- جهاز مراقبة الجلوكوز المستمر والذى يأخذ قراءات مستمرة لسكر الدم عن طريق جهاز استشعار صغير يلبس على الجلد، يحتوي على قنينة منفصلة خاصة به من المضخة.
- جهاز تحكم (عادة ما يكون جهاز هاتف ذكى يتضمن شاشة العرض، حيث يمكن للمستخدم رؤية بيانات الجلوكوز.
- برمجيات الخوارزمية وهى “الدماغ” في النظام، وبالتالى فهى عبارة عن مجموعة من الإرشادات الرياضية خطوة بخطوة لحل مشكلة متكررة والتي تحدد بالأرقام للتنبؤ بالمكان الذي تتجه إليه مستويات الجلوكوز، ثم تخبر المضخة ماذا تفعل.
- في بعض الأحيان يضاف الجلوكاجون وهو هرمون يزيد من سرعة جلوكوز الدم، ويستخدم هنا كمضاد لنقص السكر في الدم اى انخفاض نسبته في الدم.
وختاما ففي حين أن مزايا البنكرياس الصناعى عديدة، فإن التكنولوجيا تأتي معها عيوب، حيث يقيس جهاز مراقبة الجلوكوز المستمر مستوى الجلوكوز في سائل الأنسجة، والذي لا يتغير بسرعة مثل مستوى الجلوكوز في الدم وهذا يمكن أن يؤدي إلى جرعات غير مناسبة من الأنسولين عندما يكون جلوكوز الدم مرتفعا جدا أو منخفضا جدا، وبالتالى يحتاج المرضى إلى حمل جهاز إضافي وهو متوفر حاليا فقط للتجارب السريرية.
على الرغم من أن الإبداع الطبي البيولوجي أبعد ما يكون عن الكمال، إلا أنه يجب حل عدد من القضايا قبل تقديم البنكرياس الصناعى للاستعمال العادى، حيث يتم العمل باستمرار على حل هذه المشاكل، مثل ما يحدث في مجالات الأطراف الصناعية أو القلب الصناعى التي تسبق البنكرياس الصناعى، وبغض النظر عن عيوبها الحالية فليس هناك شك في أن البنكرياس الصناعى لديه القدرة على إعطاء حياة جديدة لملايين الأشخاص الذين يعانون من مرض السكر وخاصة من النوع الأول.
اترك تعليقاً