عين ليبيا / مريم الحجاب
في الآونة الأخيرة زادت حالات استخدام الأسلحة الكيميائية على أراضي سورية والعراق. إذا كان الحادث في خان شيخون السورية مسرحية تمثيلية من أجل اتهام القوات الحكومية السورية بالتورط في الهجوم الكيميائي عليها فحسب بل يختلف الوضع في الموصل العراقية حيث إرهابيو داعش وقعوا في المأزق وقرروا استخدام الأسلحة الكيميائية غاز الكلور وغاز الخردل ضد القوات العراقية بنشاط.
ظهرت التقارير الأولى عن عمل مسلحي داعش في مجال انتاج الأسلحة الكيميائية في نوفمبر عام 2015. ثم قالت وكالة أنباء أسوشيتد برس نقلا عن المعلومات الواردة من ممثلي المخابرات الأمريكية والعراقية إنه شارك الإرهابيون في تطوير المواد الكيميائية السامة وجذبوا المتخصصين المؤهلين تأهيلا عاليا من سورية والعراق والدول الأخرى في الشرق الأوسط.
من المعروف أن تنظيم “الدولة الإسلامية” استخدم الأسلحة الكيميائية في أنحاء مختلفة من سورية والعراق مرارا وتكرارا منذ ظهوره. على وجه الخصوص استخدم الإرهابيون الغاز السام ضد الجيش السوري في دير الزور في أبريل عام 2016 وفي حي الشيخ مقصود بمدينة حلب في مارس وأبريل عام 2016.
نفذ إرهابيو داعش الهجمات الكيميائية في مدينة الموصل العراقية عشرات مرات. في نوفمبر عام 2016 نشرت مؤسسة “IHS للأبحاث وتحاليل الصراعات” تقريرا جاء فيه أن الدولة الإسلامية استخدمت الأسلحة الكيميائية 52 مرة على الأقل منذ بداية عام 2014 حتى نوفمبر 2016.
في البداية استخدم الإرهابيون غاز الكلور وهو يعتبر أسلحة مرتجلة الصنع واستخدامه عادة لا يؤدي إلى الموت. وخلافا من الكلور تعتبر غازات السارين والخردل المواد الكيميائية السامة وإنتاجها يطلب توفر المعدات الصناعية اللازمة والمتخصصين المؤهلين.
في هذا الصدد وفقا لمسؤولين عراقيين وأمريكيين كبار استولى مسلحو داعش على مختبر جامعة الموصل في عام 2015 واستخدموه لتطوير الأسلحة الكيميائية. وأكد الخبير الكيميائي السوري نوري بريمو في لقاء خاص مع “أخبار الآن“16 يناير عام 2017 توفر عند الإرهابيين قدرة على صناعة أسلحة كيميائية أكثر تطوراً في مختبر جامعة الموصل.
وفي الوقت نفسه كانت دول حلف ناتو عرفت عن امتلاك داعش للأسلحة الكيميائية ولكن حاولت لإخفاء ذلك بعناية في الآونة الأخيرة. اعترف مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان في فبراير 2016 أن تنظيم “الدولة الإسلامية” قادر على صنع ذخائر كيميائية. في دورها اتهمت تركيا عضو آخر في حلف ناتو خلال عملية “الدرع الفرات” للمرة الأولى في نوفمبر 2016 الجهاديين في استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المعارضة السورية في شمال سورية وبالتالي هذا تؤكد توفرها عند داعش.
منذ الأيام القليلة أكد مصدر في الأركان العامة للقوات المسلحة التركية الذي طلب عدم الكشف عن اسمه للمركز الإعلامي “سورية. النظر من الداخل” تقارير وسائل الإعلام عن تعرض الجيش العراقي للهجوم الكيميائي من قبل داعش في سياق عملية تحرير الموصل. على وجه الخصوص 15 أبريل عام 2017 في غرب الموصل قصف مسلحو “الدولة الإسلامية” بقذائف الهاون التي تحتوي على مواد سامة من نوع غير معروف.
في هذه الحالة نتيجةً للهجوم الكيميائي في الموصل تعرضت سبعة من ضباط الشرطة العراقية اللذين تم نقلهم إلى المستشفى مع أعراض الاختناق، دمعان العين واحمرار شديد في الجلد.
وأضاف مصدر في الاركان العامة للقوات المسلحة التركية أنه من المتوقع في المستقبل القريب سيتم إرسال مستشارين عسكريين إلى العراق الذين شاركوا في تدريب مقاتلي الجيش السوري الحر بالتعاون مع ممثلي قوات العمليات الخاصة الأمريكية في مدينة الباب. وقال العسكري التركي إن شملت دراسة طرق وأساليب تحديد وجود مواد سامة في الهواء واستخدام معدات الوقاية الشخصية.
من الواضح أن دول حلف ناتو مطلعة جيدا عن توفر الأسلحة الكيميائية عند داعش في أراضي سورية والعراق. لكن في ضوء الأحداث الأخيرة تحاول إخفاء من المجتمع الدولي قدرات الإرهابيين على انتاج المواد الكيميائية السامة واستخدامها وبيعها إلى الجماعات المتطرفة الأخرى العاملة في المنطقة. هذا لا يطابق للاتهامات الأمريكية والتركية غير المؤكدة بأن الحكومة السورية تحمل مسؤولية عن الهجوم الكيميائي في خان شيخون الذي تم نشره في وسائل الإعلام بالشكل الواسع خلافا من أخبار عن أحداث في الموصل.
اترك تعليقاً