أشار تقرير سري للأمم المتحدة اطلعت عليه وكالة “رويترز” اليوم الأربعاء، إلى أن مجموعة شركة “فاغنر” الأمنية الروسية الخاصة نشرت نحو 1200 فرد في ليبيا لتعزيز قوات خليفة حفتر.
وجاء في التقرير المؤلف من 57 صفحة والذي أعده مراقبو العقوبات المستقلون وقُدّم للجنة العقوبات الخاصة بليبيا والتابعة لمجلس الأمن الدولي إن الشركة الروسية المتعاقدة نشرت قوات في مهام عسكرية متخصصة تشمل فرق قناصة.
وقال مراقبو العقوبات إنه على الرغم من أنهم لا يستطيعون التحقق بشكل مستقل من حجم انتشار عناصر “فاغنر” في ليبيا إلا أنه “بناء على ما هو متاح من مصادر ومشاهدات محدودة يشير إلى أن أقصى عدد للأفراد العسكريين غير النظاميين المنتشرين لا يزيد عن 800 إلى 1200”.
وقال مراقبو العقوبات: “نشر هؤلاء الأفراد كان بمثابة قوة فعالة مضاعفة لقوات حفتر”.
يُشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما سُئِل في يناير الماضي، عما إذا كانت مجموعة فاغنر تُقاتل في ليبيا قال إنه إذا كان هناك روس في ليبيا فإنهم لا يمثلون الدولة الروسية ولا يحصلون على رواتب من الدولة.
هذا ولم ترد مجموعة “فاغنر” حتى الآن على طلب للتعليق من قِبل وكالة “رويترز”.
مصدر دبلوماسي: تقرير للجنة خبراء يوثق دعم مرتزقة “فاغنر” الروسية لحفتر
وفي سياقٍ ذي صلة، كشف دبلوماسي رفيع لشبكة “الجزيرة” عن تقرير للجنة خبراء عقوبات ليبيا يُوثق مشاركة مرتزقة روس بدعم خليفة حفتر، الأمر الذي أثار قلقا أممياً.
وأكد المصدر الدبلوماسي في مجلس الأمن الدولي لـ”الجزيرة” أن المجلس تلقى تقريرا سريا من فريق خبراء العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا يوثق مشاركة مرتزقة روس من مجموعة فاغنر في جهود واسعة النطاق في البلاد لدعم خليفة حفتر.
وتقوم هذه المجموعة بتقديم الدعم الفني المباشر والانخراط في العمليات القتالية وحملات معقدة على وسائل التواصل للتأثير على الرأي العام.
وبحسب المصدر، فإن التفاصيل التي وردت في مقال لوكالة “بلومبيرغ” بشأن الموضوع صحيحة، بما في ذلك وجود ما بين 800 و1200 من المرتزقة من مجموعة فاغنر في ليبيا لدعم حفتر منذ عام 2018، بينهم 39 قناصا روسيا على الأقل في الخطوط الأمامية.
ويقول مقال “بلومبيرغ” إن التقرير السري يتضمن نسخا من خريطة باللغة الروسية تظهر وجود معسكر تدريب لمرتزقة شركة فاغنر جنوب شرق ليبيا تم إنشاؤه في أواخر 2019.
كما يتضمن التقرير صوراً لأشخاص قيل إنهم مرتزقة روس في ليبيا، وصورا لأنواع محددة من أسلحة، مثل قنبلة يدوية من نوع “VOG-25” من عيار 40 مليمترا، والتي استخدمها عناصر فاغنر في شرق أوكرانيا وسوريا.
كما يكشف التقرير عن توترات في العلاقة بين الجانب الروسي وحفتر، حيث تُلبي موسكو معظم طلباته، في حين كانت ردوده في كثير من الأحيان “أقل من ودية”، بحسب التقرير.
وأضاف التقرير أن حفتر قيّد حركة مقاتلي فاغنر والمعلومات المتاحة للشركة، مع إبقائها خارج عملية اتخاذ القرار.
وأشار التقرير إلى أن كياناً مرتبطا بشركة فاغنر يُشارك في حملة شاملة ومعقدة للغاية على وسائل التواصل الاجتماعي لدعم حفتر وعملياته البرية، وأن هذا النوع من العمليات محظور بموجب حظر الأسلحة المفروض على ليبيا.
وبحسب التقرير، فإن خبراء العقوبات لا يزالون يحققون في وجود مقاتلين سوريين في ليبيا، ويُشير إلى تقارير تُفيد بأن السوريين في بلدة دوما يتم تجنيدهم براتب شهري قدره 800 دولار.
تقرير “البنتاغون” يكشف معطيات جديدة عن “فاغنر” في ليبيا
هذا وقالت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، في وقت سابق العام الجاري، إن الوجود الروسي في ليبيا “يضر بأنشطة الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، ويقوض التعاون بين واشنطن وشركائها في غرب إفريقيا”.
جاء ذلك في تقرير قدمته المفتشية العامة في البنتاغون، حول أنشطة مكافحة الإرهاب في شرقي وشمالي وغربي إفريقيا، في الفترة ما بين 31 أكتوبر و 31 ديسمبر 2019.
وأشار التقرير، إلى زيادة أعداد المرتزقة الروس المرتبطين بشركة “فاغنر” الأمنية الروسية، في الربع الأخير من العام الماضي في ليبيا بشكل ملحوظ.
وأضاف أن الروس عملوا على دعم قوات خليفة حفتر.
وأشار التقرير إلى ارتفاع أعداد المرتزقة الروس من 200 في سبتمبر 2019، إلى ما بين 800 و1400 مرتزق في نهاية ذات العام.
وحول التواجد الروسي في ليبيا، قال التقرير إن القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا “أفريكوم” تُشير إلى أنه من الممكن أن يشكل ازدياد التواجد الروسي في ليبيا عائقا أمام حلفاء الولايات المتحدة العسكريين، وأمام كفاح واشنطن ضد الإرهاب”.
وأضافت بحسب التقرير، إن تواجد روسيا في شمال إفريقيا، يمثل تحديا هاما للولايات المتحدة وحلفائها.
وأشار إلى أن التواجد الروسي في شمال إفريقيا، شكل عائقا أمام تحرك الولايات المتحدة بحرية في جنوب المتوسط.
وأوضح التقرير، أن طائرة أميركية بدون طيار أسقطتها أنظمة الدفاع الجوي الروسية، و”المرتزقة الروس” الذين يقاتلون إلى جانب حفتر، في 21 نوفمبر الماضي.
وأضافت أنه سيتم في الجزء السري من التقرير تسليط الضوء على مدى تأثر التواجد الأميركي في المنطقة، نتيجة استهداف قوات حفتر لحركة الطائرات هناك.
وتابع التقرير أن واشنطن تتمتع بعلاقات تعاون محدودة في مجال مكافحة الإرهاب، مع حكومة الوفاق الوطنية الليبية، والمعترف بها دوليا.
وذكر التقرير، أن روسيا تقوم بتقديم الدعم والتدريب العسكري لدول غرب إفريقيا عبر شركة فاغنر، وغيرها من الشركات الأمنية، لتكون بديلا عن الدول الغربية في إفريقيا.
اترك تعليقاً