اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس أنه على الفرنسيين التعايش مع فيروس كورونا، محذرا من موجة ثانية فتاكة. وفي سعي للحد من انتشار الوباء، أصدر كاستكس قرارا بإلزامية وضع الكمامة في كامل العاصمة الفرنسية باريس.
حيث تجمّع بين 200 و300 شخص بهدوء أمس السبت، في باريس للتنديد بفرض وضع الكمامات هاتفين “حرية، حرية!”، في أول تظاهرة مماثلة في فرنسا.
واحتشد المتظاهرون في ساحة “لا ناسيون” في شرق باريس، واتّهموا خصوصاً الحكومة بـ”التلاعب بالناس عبر الخوف” وبفرض وضع الكمامات في عدة مدن كبيرة “من دون أي مبرر علمي”.
وهذه أول تظاهرة لناشطين معارضين لوضع الكمامات في فرنسا حيث يسعون للظهور، على عكس دول أخرى مثل ألمانيا حيث جمعت تظاهرة ضد التدابير المفروضة لاحتواء وباء كورونا المستجد السبت حوالى 18 ألف شخص في برلين بحسب مانقلت إذاعة “مونت كارلو”.
وفي باريس، طوّق عشرات الشرطيين المتظاهرين بسرعة وسطّر بعضهم مخالفات بقيمة 135 يورو بحق متظاهرين لم يضعوا الكمامات.
وقال أحد المتظاهرين عبر مكبر الصوت وسط التصفيق “الناس لا يريدون الكمامة، يضعونها فقط لأنهم يخشون الحصول على غرامة”.
وجاءت صوفي التي تقيم في باريس وهي في أواخر الأربعينات، للتظاهر من أجل “حرية الاختيار”. وقالت “أنا مجرّد مواطنة غاضبة ضد التدابير المناهضة للحرية التي ليس لديها أي مبرر طبي”.
وأضافت “لماذا هذا الفرض، في وقت ورغم تضاعف عدد الإصابات في العالم، لم يعد هناك ناس في المستشفيات؟”.
وإلى جانبها، رفع متظاهرون لافتات كُتب عليها “أوقفوا الكذب والفساد”.
وقال سعيد البالغ 53 عاماً والذي جاء من بانيو في ضاحية باريس “هناك كذبة في مكان ما لأنه في البداية كانوا يقولون إنه يجب عدم وضع الكمامة. نريد أن نعرف لماذا ثمة هذا التناقض؟”.
ومن جهتها، قالت أناييس البالغة 26 عاماً والطالبة علم اجتماع، “ليس هناك أدلة علمية على جدوى وضع الكمامة في الخارج. كوفيد-19 ليس خطيراً إلى هذا الحدّ، يقتل فقط الناس الذين تتجاوز أعمارهم ستين سنة”.
وكان في صفوف المتظاهرين بعض ناشطي “السترات الصفر” الذين أعربوا عن تضامنهم معهم وانتقدوا واقع أن الكمامة ليست مجانية. وقال أحدهم “إنه مبرر إضافي لعدم فرض وضعها وجعل الشعب يدفع”.
اترك تعليقاً