الرئيس المصري يوقّع اتفاقيات مع قطر بقيمة تقارب «8 مليار دولار»

بدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، جولة خليجية تشمل قطر والكويت، واستهلها بالوصول إلى العاصمة القطرية الدوحة.

وبحسب بيان نشره المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية، “فقد أسفرت المباحثات عن توقيع اتفاقية استثمارية كبرى، حيث اتفق الجانبان على حزمة استثمارات قطرية مباشرة في مصر تبلغ قيمتها 7.5 مليار دولار أمريكي، وأكد الطرفان أن هذه الاستثمارات ستدعم التنمية الاقتصادية المستدامة في البلدين، وتعكس متانة العلاقات الثنائية”.

وبحث السيسي مع أمير دولة قطر، في الدوحة، “سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، إلى جانب مناقشة عدد من التطورات المتعلقة بالقضايا الإقليمية”.

وجاء في مسودة بيان مشترك بين البلدين إنه “في إطار العلاقات الأخوية الراسخة، والروابط التاريخية المتينة، وحرص البلدين الشقيقين على تعزيز التشاور والتنسيق على مختلف الأصعدة، قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بزيارة رسمية إلى الدوحة يومي 13 و14 أبريل 2025”.

وأضاف: “قد عكست المباحثات التي جرت في جو تسوده الأخوة والتفاهم بين حضرة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر والرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، عمق العلاقات الثنائية، وما تتميز به من رسوخ وثقة متبادلة، حيث تناولت سبل تطوير التعاون في العديد من المجالات بما يعزز المصالح المشتركة ويفتح آفاقا جديدة للتكامل والشراكة”.

وحسب البيان فقد “شدد الطرفان على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتم التوافق على استمرار العمل المشترك نحو تعزيز مجالات الاستثمار والتبادل الاقتصادي بما يعكس الإرادة السياسية بين البلدين ويسهم في دعم التنمية الاقتصادية المستدامة التي تخدم تطلعات الشعبين الشقيقين”.

وأكد الجانبان التزامهما بـ”دعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين، حيث جرى التوافق على العمل نحو حزمة من الاستثمارات القطرية المباشرة بقيمة إجمالية تصل إلى 7.5 مليار دولار أمريكي، تنفذ خلال المرحلة المقبلة، بما يعكس متانة العلاقة بين البلدين ويسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة التي تخدم مصالح الشعبين الشقيقين”.

وشدد الجانبان على “مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى، وأكدا موقفهما الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمبادرات السلام والقرارات الدولية ذات الصلة”.

وأكد الجانبان دعمهما لـ”جهود تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وضرورة توحيد الصف الفلسطيني، بما يضمن تفعيل مؤسسات الدولة الفلسطينية وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق”.

وجدد الطرفان دعمهما الكامل لـ”خطة إعادة إعمار قطاع غزة، وأعربا عن تطلعهما إلى انعقاد مؤتمر دولي بهذا الشأن تستضيفه جمهورية مصر العربية في القاهرة، بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لتنسيق الجهود الإنسانية والتنموية بما يضمن تحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني في القطاع”.

وأعرب الطرفان عن “قلقهما البالغ إزاء استمرار التصعيد في قطاع غزة، وأكدا أهمية مواصلة الجهود المشتركة من أجل التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المدنيين، والعمل على دعم جهود إعادة الإعمار وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق”.

ووفق البيان فقد عبر الجانبان عن “بالغ القلق إزاء استمرار النزاع المسلح في السودان، وأكدا على أهمية الوقف الفوري للعمليات العسكرية، والعودة إلى مسار الحوار الوطني الشامل، بما يحفظ وحدة السودان وسيادته، ويضع حدا لمعاناة شعبه الشقيق.

وأكد الطرفان دعمهما الكامل لكل المبادرات الإقليمية والدولية الهادفة إلى إنهاء النزاع”، وبشأن المفاوضات غير المباشرة بين أميركا وإيران،  فقد رحب الجانبان بـ”استمرارها وأكدا دعمهما لأي مساع سلمية تهدف إلى خفض التوتر في المنطقة، وتعزيز الأمن والاستقرار فيها. كما ثمنا الجهود الدبلوماسية التي تبذلها سلطنة عمان الشقيقة في هذا الإطار”.

كما أكد الجانبان على “أهمية تمكين الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى التهدئة والحلول السلمية وعلى رأسها جهود الوساطة التي يقودها البلدان بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، للوصول لوقف إطلاق النار ونهاية للحرب في قطاع غزة، مستنكرين كل محاولات تقويض المسارات التفاوضية أو استهداف الوسطاء والتي لا تهدف إلا إلى تخريب جهود الوساطة”.

هذا وكانت وسائل إعلام مصرية، أفادت أنه “من المقرر أن يبحث “السيسي” خلال زيارته لقطر مع تميم بن حمد آل ثاني التطورات الإقليمية، خاصةً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، كما سيعقد لقاءً مع ممثلي مجتمع الأعمال القطري لبحث فرص التعاون الاقتصادي”.

وأوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن “السيسي سيتوجه بعد ذلك إلى الكويت، المحطة الثانية في جولته الخليجية، لإجراء مباحثات مع أمير دولة الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح، وولي عهده الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حول مختلف الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك”.

وتأتي الجولة في “إطار حرص مصر على تعزيز التعاون العربي المشترك، خاصة في ظل التحديات الإقليمية الراهنة، بما في ذلك الأزمة الإنسانية في غزة والتوترات في البحر الأحمر”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً