ليس من السهل التوصل إلى اتفاق لإطلاق النار في قطاع غزة، أو تنسيق عملية تبادل للأسرى بين الفلسطينيين وإسرائيل، فالحرب طالت كثيرا، والخسائر كارثية على الجانب الفلسطيني، ومؤثرة على الجانب الإسرائيلي، كما اتساع الحرب جزئيا إلى أكثر من ساحة جعل وقفها أمرا يتطلب الكثير من الجهود الدبلوماسية والتنازلات.
وفي ظل الحديث عن اقتراب صفقة تبادل للأسرى ترعاها قطر بالتشاور مع الولايات المتحدة ومصر، أعلنت حركة (حماس) في بيان، أنها والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تصران على أن إسرائيل لا بد أن توقف هجومها على غزة وتسحب قواتها من القطاع، قبل إبرام أي اتفاق لتبادل الرهائن والسجناء.
وهذا الموقف يبدو متشددا بالنسبة لإسرائيل، التي تريد إرضاء الداخل الإسرائيلي عبر تحرير مزيد من الأسرى، لكنها تريد مواصلة الحرب وتخطط للبقاء في غزة طويلا، بحسب تصريحات المسؤولين الإسرائيليين.
من جهته قال البيت الأبيض الأمريكي إن المفاوضات الرامية إلى التوصل لاتفاق جديد مع حركة (حماس) بشأن إطلاق سراح المحتجزين في غزة “بناءة ولكن لا يزال يوجد الكثير من العمل الذي يتعين القيام به”.
وأشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي في حديث للصحفيين إلى إن واشنطن تسعى إلى التوصل لهدنة إنسانية بمدة كافية تسمح بالإفراج عن عدد كبير من المحتجزين.
لكن رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، كان متخوفا من تقويض “رد واشنطن على هجوم أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن” للتقدم المحرز في محادثات جرت مطلع الأسبوع بشأن اتفاق جديد بين إسرائيل وحماس للإفراج عن الأسرى.
وقال رئيس الوزراء القطري “أتمنى ألّا يؤدي شيء إلى تعطيل الجهود التي نبذلها أو إفساد العملية”، وذلك أمام جمهور مؤسسة بحوث بواشنطن عند سؤاله عما إذا كان الرد الأمريكي على هجوم مسلحين مدعومين من إيران بطائرة مسيرة قد يعرقل إبرام اتفاق جديد.
واجتمع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز مع الشيخ محمد وأيضا مع مدير جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ومدير جهاز المخابرات المصري يوم الأحد في محادثات وصفتها إسرائيل وقطر والولايات المتحدة بأنها بناءة، على الرغم من استمرار وجود فجوات ضخمة.
ويريد الرئيس الأمريكي جو بايدن الإفراج عن ما يزيد على 100 من الأسرى ن المحتجزين منذ شن حماس عملية طوفان الاقصى في السابع من أكتوبر الماضي.
وأشار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إن محادثات باريس تبعث الأمل في استئناف عملية التفاوض التي توسطت فيها قطر والتي انهارت بعد اتفاق أول في نوفمبر شهد إطلاق حماس سراح نحو 100 رهينة.
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج إن إطار اتفاق ثان محتمل صيغ في باريس “قوي ومقنع… يوفر الأمل في إمكان العودة إلى هذه العملية” مضيفا “سيتعين على حماس أن تتخذ قراراتها بنفسها”.
وتصاعد التوتر في أنحاء الشرق الأوسط منذ بدء إسرائيل هجومها الجوي والبري، إذ تشن جماعة أنصار الله في اليمن (الحوثي) هجمات على أهداف أمريكية وأهداف أخرى في البحر الأحمر، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية.
اترك تعليقاً