تستمر 6 أيام.. بدء مراسم الجنازة الرسمية للرئيس الأمريكي الراحل «جيمي كارتر»

بدأت في ولاية جورجيا الأميركية مراسم جنازة الرئيس الأمريكي الراحل جيمي كارتر، الذي توفي في 29 ديسمبر عن عمر يناهز 100 عام، ومن المقرر أن تستمر المراسم لمدة 6 أيام حتى الخميس.

وأشارت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية إلى أن المراسم الأولى من الجنازة عكست قصة صعود كارتر على السلم السياسي، بدءاً من بلدة “بلينز” الصغيرة في جورجيا، إلى عقود من الزمن قضاها على المسرح العالمي كأحد الناشطين في مجال العمل الإنساني ومدافع عن الديمقراطية.

بدأت المراسم، بوصول عائلة كارتر إلى مركز “فيبي سومتر” الطبي في مدينة “أميريكاس” بجورجيا. وقام عملاء الخدمة السرية السابقون، الذين كانوا مُكلفين بحماية كارتر أثناء حياته، بحمل نعشه أثناء المراسم، وساروا بجانب موكب الجنازة أثناء خروجه من الحرم الجامعي في طريقه إلى مدينة “بلينز”.

وعاش جيمس إيرل كارتر الابن أكثر من 80 عاماً من حياته في “بلينز” وحولها، والتي لا يزال عدد سكانها أقل من 700 شخص، وهو عدد لا يزيد كثيراً عن عدد سكانها عندما وُلِد الرئيس الأميركي الراحل في الأول من أكتوبر عام 1924.

وصحيح أن بعض الرؤساء الأميركيين الآخرين، مثل ريتشارد نيكسون ورونالد ريجان وبيل كلينتون، نشأوا في بيئات مدن صغيرة مماثلة، لكن كارتر يختلف عنهم بعودته إلى هناك والبقاء في مسقط رأسه طوال الفترة الطويلة التي تلت مغادرته المنصب.

ومَر الموكب عبر وسط “بلينز”، حيث مَر بالقرب من منزل الطفولة للسيدة الأولى روزالين سميث كارتر، التي توفيت في نوفمبر 2023 عن عمر يناهز 96 عاماً، وبالقرب من المكان الذي كان الزوجان يديران فيه مخازن الفول السوداني المملوكة لعائلة كارتر، كما شمل مسار الموكب أيضاً محطة القطارات القديمة التي كانت مقراً لحملة كارتر الرئاسية عام 1976، بالإضافة إلى محطة الوقود التي كان يديرها ذات يوم شقيقه الأصغر بيلي.

وبعد المرور عبر “بلينز”، مَر الموكب أيضاً بالقرب من الكنيسة الميثودية التي تزوج فيها كارتر وروزالين في عام 1946، وكذلك بالقرب من المنزل الذي عاشا وتوفيا فيه، وسيتم دفن الرئيس الراحل هناك إلى جانب زوجته.

وبنى كارتر وروزالين هذا المنزل، المكون من طابق واحد، والذي أصبح الآن محاطاً بسياج من قبل جهاز الخدمة السرية، قبل بدء حملته الانتخابية الأولى لعضوية مجلس الشيوخ في عام 1962، وعاشا طوال حياتهما فيه باستثناء قضاء 4 سنوات في قصر حاكم جورجيا و4 سنوات أخرى في البيت الأبيض.

وبعد المرور عبر “بلينز”، توقف الموكب أمام مزرعة عائلة كارتر ومنزل طفولته في “آرتشري”، الواقعة بالقرب من المدينة، وذلك بعد أن مَر بالقرب من المقبرة التي دُفن فيها والدا الرئيس الراحل، جيمس إيرل كارتر الأب وليليان كارتر.

وتعد المزرعة الآن جزءاً من منتزه جيمي كارتر التاريخي الوطني، وقام موظفو المتنزه بدق جرس المزرعة القديم 39 مرة تكريماً للرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة.

وكان كارتر أول رئيس يُولَد في مستشفى، وذلك لأن المنزل لم يكن به كهرباء أو مياه جارية عند ولادته، وقد عمل في أرض والده أثناء فترة الكساد الكبير، وكانت عائلته تتمتع بامتياز ومكانة اجتماعية رفيعة نسبياً.

لكن وفاة والده في عام 1953 هي التي وضعت الرئيس الراحل على المسار الذي قاده نحو المكتب البيضاوي، فقد غادر الرئيس الراحل “بلينز” بعد تخرجه من الأكاديمية البحرية الأميركية، لكنه تخلى عن مهنة واعدة كضابط غواصات ومشارك في برنامج وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) النووي من أجل تولي إدارة أعمال الفول السوداني المملوكة لعائلته بعد وفاة والده، وخلال عقد من الزمن، تم انتخابه لعضوية مجلس شيوخ في جورجيا.

ومن “آرتشري”، توجه موكب الجنازة العسكرية شمالًا إلى أتلانتا، حيث توقف خارج مبنى الكابيتول في جورجيا، الذي خدم كارتر فيه كعضو في مجلس الشيوخ في الفترة بين عامي 1963 و1967، وكحاكم من عام 1971 إلى عام 1975، وهناك طلب حاكم جورجيا الحالي برايان كيمب وعمدة أتلانتا أندريه ديكنز من المشاركين الوقوف لمدة دقيقة في صمت، حداداً على الرئيس الراحل.

وعادةً ما يتم تكريم حكام الولايات السابقين بجنازات رسمية تنظمها هذه الولايات، فيما يتم تكريم الرؤساء بمراسم وطنية تنظمها الحكومة الفيدرالية، وذلك حتى لو كانوا قد خدموا كحكام.

وتوجه الموكب بعد ذلك إلى مركز كارتر الرئاسي، والذي يضم مكتبة كارتر الرئاسية ومركز كارتر، الذي أنشأه الرئيس الراحل وزوجته في عام 1982.

وتحدث ابن الرئيس الراحل، جيمس إيرل تشيب كارتر الثالث، وحفيده، جيسون كارتر، إلى تجمع من الجماهير ضم العديد من موظفي مركز كارتر الذين يواصلون عملهم في مجالات الدبلوماسية الدولية ومراقبة الانتخابات ومكافحة الأمراض في العالم النامي، وهو ما وضع معياراً جديداً لما يمكن للرؤساء السابقين إنجازه بعد مغادرتهم مناصبهم.

الخطوة التالية: العودة إلى واشنطن
وكان من المقرر أن يظل جثمان كارتر متاحاً للزيارة من قبل الجمهور من الساعة 7 مساءً يوم السبت إلى الساعة 6 صباحاً يوم الثلاثاء، حتى يتمكن الناس من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة، لكن تقرر نقل الجثمان إلى واشنطن العاصمة، حيث سيتم وضعه هناك في قاعة الكابيتول حتى موعد جنازته الرسمية في الساعة 10 صباحاً يوم الخميس في كاتدرائية واشنطن الوطنية، والتي تمت دعوة جميع الرؤساء لحضورها، وسيلقي الرئيس الأميركي جو بايدن كلمة التأبين خلالها.

وستعود عائلة كارتر بعد ذلك لدفن الرئيس الراحل في “بلينز” بعد جنازة خاصة ستُقام في مسقط رأسه في الساعة 3:45 مساءً في كنيسة “ماراناثا المعمدانية”، حيث كان كارتر يُدرِّس في مدرسة الأحد لعقود، وبعد ذلك، سيتم دفنه في مراسم خاصة بالأسرة في قبر يمكن رؤيته من الشرفة الأمامية لمنزله.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً