أي دور تريده واشنطن من المملكة الأردنية في الحرب على غزة، ولماذا تضع دولة عظمى مثل أمريكا الأردن ضمن خططها ومحاولاتها لايجاد مخرج يرضيها ويرضي إسرائيل، لهذه الحرب التي يبدو أنها أربكت الجميع، وهل تراهن واشنطن على الأردن لتسويق مشروعها لإنهاء الحرب.
هذه الأسئلة وغيرها تبدو مبررة من بوابة كثافة الوفود الأمريكية القادمة إلى عمان في هذه الأونة، وتكرار ذكر الأردن في الأخبار المتعلقة بالحرب في قطاع غزة مرة من باب الإدانة للحرب وأخرى من بوابة توجيه المساعدات للفلسطينيين ومرات من بوابة دور ما للأردن يبدو أنه يحضر في الأروقة.
أمس بالذات وصل وزير الخارجية الامريكية أنطوني بلينكن إلى عمان قادما من أنقرة، والبحث كان متركزا على شكل الحل المرتقب في غزة، وضرورة إنهاء الحرب.
وبينما كان بلينكن يغادر عمان كان وفد من الكونغرس في ضيافة الملك عبد الله، حيث ناقش السيناتور كريستوفر فان هولين والسيناتور جيفري ميركلي العضوين في لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ الأميركي،الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والتطورات الخطيرة في غزة، وضرورة التحرك للدفع بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين، والتخفيف من الكارثة الإنسانية في القطاع، وإيصال المساعدات دون انقطاع.
ولم يكد الوفد يغادر القصر الملكي حتى أعلنت وكالة الأنباء الأردنية مغادرة الملك عبد الله إلى رواندا في زيارة رسمية، يلتقي خلالها رئيس رواندا بول كاغامي.
ويتناول جدول أعمال الزيارة العلاقات الثنائية والأوضاع بالمنطقة وما يشهده قطاع غزة من تطورات خطيرة.
هذه الزيارة بالذات تثير الكثير من الاسئلة بعد أن تسربت معلومات غير مؤكدة عن طرح إسرائيلي إمكانية نقل عدد الفلسطينيين من قطاع غزة إلى راوندا وتشاد بشكل طوعي الأمر الذي دفع حكومة تشاد لنفي هذا الطرح بينما بقيت حكومة راوندا صامتة لم تعلق على الموضوع، لتأتي زيارة الملك عبد الله إلى رواندا بعد يوم واحد من هذه الأنباء وعقب لقائه بلينكين وعضوي مجلس الشيوخ، فهل يعني هذا أن الأردن ربما يتخلص من فكرة الوطن البديل عبر تبني رواندا كبديل مثلا.
موقف الأردن أعلاميا يبدو في جانب الفلسطينيين، لكن المنظمة العربية لحقوق الإنسان لها رأي مختلف حيث عبرت في بيان لها عن استهجانها لسماح الأردن للولايات المتحدة الأمريكية باستخدام أراضيها لنقل معدات عسكرية ثقيلة بواسطة 15 طائرة مخصصة لهذا الغرض إلى إسرائيل ،كما سمحت الأردن بنقل قوات خاصة على متن طائرة وطائرتين بدون طيار.
وكان “مركز رؤى لدراسات الحرب”، قد نقل عن رئيس الساحة الدولية في معهد السياسات والاستراتيجية (IPS) شاي هار تسفي في مقابلة مع مجلة Epoch العبرية، قوله إن الأردن رصيد استراتيجي لدولة إسرائيل.
وقبل هذا وذاك تحدثت تقارير إعلامية عن تحول الأردن إلى ممر بري لتدفق السلع و البضائع إلى إسرائيل بعد إغلاق جماعة الحوثيين في اليمن ممر البحر الأحمر، وهذا أيضا نفاه الأردن لكن البضائع بقيت متوفرة في إسرائيل رغم تراجع الملاحة في البحر الأحمر بشكل شبه كامل.
وكان ناشطون تداولوا على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن “البدء بتشغيل الجسر البري من دبي عبر السعودية والأردن إلى حيفا” وذلك في ظل استهداف جماعة الحوثي اليمنية السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر.
ويرتبط الأردن مع إسرائيل بثلاثة معابر هي الشيخ حسين (نهر الأردن من الجانب الإسرائيلي) وجسر الملك حسين (ألنبي من جانب إسرائيل) ووادي عربة (إسحاق رابين من جهة إسرائيل).
هل تشكل هذه الأنباء والمعلومات والأنشطة الدبلوماسية، مبررا مقنعا للسؤال عن الدور الحقيقي الذي يقوم به الأردن في سياق الجهود الأمريكية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، بما يرضي إسرائيل، ومن يضمن أن ما يرضي إسرائيل يرضي الفلسطينيين والعرب.
اترك تعليقاً