ترحيب دولي واسع باتفاق «وقف إطلاق النار» في لبنان

لقي اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” اللبناني، ترحيبا دوليا وعربيا واسعا، حيث اعتبر فرصة لتحقيق الاستقرار في المنطقة وخطوة هامّة نحو وقف إطلاق النار في غزة.

اعتبر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الاتفاق بأنه “يوم تاريخي”، مضيفا أن عشرات آلاف المدنيين في لبنان وإسرائيل سيتمكنون من العودة إلى ديارهم”.

وعبر الوزير الأميركي عن أمله في أن “ينهي وقف إطلاق النار في لبنان العنف والدمار الناجم عن الحرب”.

واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، “اتفاق وقف إطلاق النار فرصة لتحقيق الاستقرار في لبنان، ويجب أن يفتح الطريق أمام وقف للنار طال انتظاره في غزة”.

ودعا ماكرون بعد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان “لانتخاب رئيس دون تأخير”.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم “إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” سيوفر قدرا من الارتياح للسكان المدنيين”.

 وأضاف: “يجب أن نرى تقدما على الفور نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن، ورفع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها”.

ورحبت كذلك وزارة الخارجية الإيرانية بالاتفاق، مؤكدةً “دعم طهران الثابت لحكومة لبنان وشعبه ومقاومته”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في بيان: “نرحب بانتهاء عدوان النظام الصهيوني على لبنان، ونؤكد دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية الثابت لحكومة لبنان وشعبه ومقاومته”.

وأشار بقائي إلى “ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة ولبنان”، وشدد على “التحركات الدبلوماسية الواسعة لبلادنا لتحقيق هذا الهدف خلال الـ14 شهرا الماضية”.

وأكد أن “حرب وجرائم العدوان الصهيوني، المدعوم بالكامل من الولايات المتحدة وبعض الحكومات الأوروبية، أسفرت عن استشهاد 60 ألف شخص بريء وجرح 120 ألف شخص، وتشريد أكثر من 3.5 مليون إنسان من أبناء فلسطين ولبنان المظلومين، ولقد حدث تدمير واسع النطاق للبنية التحتية الحيوية في قطاع غزة ولبنان”.

كما “رحبت الأمم المتحدة باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، ورأت أنه يتطلب “الكثير من العمل”، ورحب قادة الاتحاد الأوروبي بالاتفاق، وكذلك مكتب رئيس الوزراء الكندي”.

ورحبت ألمانيا بالاتفاق وقالت إن “الاتفاق على وقف إطلاق النار في لبنان بارقة أمل للمنطقة بأسرها”.

ورحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بدخول اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، وقال أردوغان خلال كلمة له في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه الحاكم العدالة والتنمية: “نحن نرحب بوقف إطلاق النار الذي بدأ في لبنان.. نحن سعداء به، وننتظر من جميع الأطراف، وخاصة إسرائيل، الوفاء بمسؤولياتها حرفياً فيما يتعلق بالحفاظ على الهدوء في الميدان”.

وأضاف: “نقدر كافة الجهود التي أدت للاتفاق على بدء وقف إطلاق النار في لبنان. نحن كتركيا جاهزون لبذل الجهود وكل ما يلزم، من أجل وقف إطلاق النار في غزة، ونرى أنه يجب أن يتم وقف إطلاق النار في غزة أيضا”.

وتابع الرئيس التركي: “نحن أمام مسؤولية تاريخية، وحروب منطقتنا تشتغل في دوامة مستمرة. العالم مقبل على تغييرات كبيرة وجذرية. ونحن نهدف لتحقيق السلام والعدل في كل أنحاء العالم، تركيا تلعب دورا هاما في هذه المنطقة من أجل تحقيق هذه الأهداف”.

كما علقت حركة “أنصار الله” الحوثية على اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، مؤكدة أن “المقاومة الإسلامية في لبنان ما زادت بتضحياتها الكبيرة إلا تجذرا وقوة وصلابة”.

وقال الناطق الرسمي باسم حركة “أنصار الله” محمد عبد السلام في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع “إكس”: “نحيي الصمود العظيم لحزب الله والشعب اللبناني العزيز في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم، وبفضل هذا الصمود وتلاحم الشعب والجيش والمقاومة تمكن لبنان من اجتراح نصر جديد بصد هذا العدوان وإفشال أهدافه الخبيثة”.

وأضاف أن “‏المقاومة الإسلامية في لبنان ما زادت بتضحياتها الكبيرة إلا تجذرا وقوة وصلابة، وقد تألقت بعملياتها الجهادية التي تصاعدت كما ونوعا حتى فرضت على العدو الصهيوني وراعيه الأمريكي الذهاب نحو اتفاق وقف إطلاق النار، وبما يحفظ أمن وسيادة واستقلال لبنان”.

وتابع ‏عبد السلام “نثق في خيارات المقاومة الإسلامية في لبنان ونعتقد أن قيادتها الحكيمة قد تمكنت من استعادة زمام المبادرة في وقت قياسي رغم الجراح الكبيرة التي أصابت جسم المقاومة خصوصا بعد اغتيال الأمين العام السيد حسن نصرالله”.

وقال: “العدو الإسرائيلي ما كان له أن يرضخ ويقبل بوقف إطلاق النار لولا اصطدامه بمقاومة صلبة لم تنكسر أمام جرائم الاغتيال الغادرة، وإنها مقاومة نهضت أشد شراسة وهي قادرة على خوض حرب استنزاف طويلة المدى وهو ما لا قدرة لكيان ضعيف هش أن يتحملها، وأنه في ضعفه وهشاشته أوهن من بيت العنكبوت حسب وصف الشهيد القائد السيد نصرالله”.

وذكر أن ‏”شهداء حزب الله هم شهداء قضوا على طريق القدس، وقد أبلى الحزب بلاء حسنا على هذا الطريق الشاق، وبقي متحملا جبهته الإسنادية لغزة وفلسطين رغم التخاذل العربي والإسلامي المشين والمعيب إلا ما ندر”.

وأشار عبد السلام إلى ‏أن “الصراع مع العدو الصهيوني صراع “حتمي” والحروب معه هي “جولات في صراع سينتهي حتما بزواله”.

وأعربت مصر عن “ترحيبها بدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في لبنان اليوم، في خطوة من شأنها أن تسهم في بدء مرحلة إزالة التصعيد بالمنطقة”.

وأوضحت الخارجية المصرية أن “ذلك من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 بعناصره كافة، وتمكين الجيش اللبناني من الانتشار في جنوب لبنان وبسط سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية”.

وجددت مصر تأكيدها على “الأهمية البالغة لاحترام سيادة لبنان وعدم التدخل في شأنه الداخلي وضرورة العمل على استكمال باقي مؤسسات الدولة وبينها الاستحقاق الرئاسي، دون أي إملاءات خارجية، وفي ظل الملكية الوطنية اللبنانية والتوافق الداخلي”.

وأكدت مصر أنّ “الاتفاق ينبغي وأن يكون توطئة لوقف العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة الذي تجاوز أكثر من عام، وضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية دون عراقيل، في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع فضلا عن وقف الانتهاكات غير المبررة في الضفة الغربية”.

وشددت مصر على “الأهمية البالغة لوقف التصعيد بالمنطقة، وأنّه لا يوجد أي حلول عسكرية للأزمات في الإقليم وإنما من خلال التفاوض والحوار وإعادة الحقوق لأصحابها والالتزام بمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة وقراراتها من خلال عملية سياسية جادة وفي إطار زمني محدد يقود إلى اقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وإنهاء الاحتلال”.

بدورها، رحبت وزارة الخارجية الأردنية، اليوم الأربعاء، بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان والذي تم برعاية أمريكية-فرنسية.

وأضافت الوزارة في بيان رسمي “أن هذا الاتفاق يعد خطوة مهمة يجب أن تتبع بجهد دولي يسهم في وقف الحرب على قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية”.

وأكد البيان “دعم الأردن للبنان وأمنه واستقراره وسيادته وسلامة مواطنيه، وضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بالكامل، ودعم تمكين المؤسسات الوطنية اللبنانية، وضمان إعمار ما دمرته الحرب وتقديم المساعدات الاقتصادية اللازمة للبنان”.

وشدد البيان على “ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على غزة باعتبارها الخطورة الأولى نحو خفض التصعيد الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين، وإدامة إيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة إلى جميع أنحاء القطاع”.

هذا وكان أعرب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، عن شكره للرئيس الأمريكي جو بايدن على “الدعم الأمريكي للبنان والمساعي التي قام بها مبعوثه آموس هوكشتاين”، للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار”.

وتلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مساء يوم الثلاثاء، “اتصالا من الرئيس الأمريكي جو بايدن تشاورا في خلاله في الوضع الراهن وقرار وقف إطلاق النار، وقد شكر ميقاتي، بايدن على الدعم الأمريكي للبنان والمساعي التي قام بها موفده آموس هوكشتاين للتوصل إلى وقف إطلاق النار”.

وعبر رئيس الحكومة  اللبنانية عن “ترحيبه بقرار وقف إطلاق النار في لبنان والذي ساهمت بترتيبه مشكورة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا”.

وأضاف نجيب ميقاتي: “إن هذا التفاهم الذي رسم خارطة طريق لوقف النار، اطلعت عليه مساء اليوم، وهو يعتبره خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان وعودة النازحين الى قرارهم ومدنهم. كما أنه يساعد على إرساء الاستقرار الإقليمي”.

وتابع: “إنني، إذ أقدر المساعي المشتركة للولايات المتحدة وفرنسا للتوصل الى هذا التفاهم، اجدد تأكيد التزام الحكومة بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب والتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان. وأدعو دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية الى تحمّل مسؤولياتها في هذا الصدد”.

واستطرد ميقاتي: “كما ـطالب بالتزام العدو الإسرائيلي بشكل كامل بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي يحتلها والالتزام بالقرار 1701 كاملا”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً