«ترامب» يهزّ الاقتصاد العالمي.. الرسوم شملت حتّى الجزر التي لا يسكنها سوى «البطاريق»!

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرض رسوم جمركية جديدة على عدة دول حول العالم، على رأسها الصين والاتحاد الأوروبي والهند، بالإضافة إلى عدة دول عربية.

ولفت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أنه “فرض رسوما جمركية بنسبة 20% على الواردات من الاتحاد الأوروبي و34% على البضائع الصينية”.

وقال: “الاتحاد الأوروبي يمارس علينا تجارة قاسية جدا، كان من المفترض أن يكونوا أكثر ودا، لكنهم يستنزفوننا، وضعهم مقزز – يفرضون 39% على منتجاتنا، بينما سنفرض عليهم 20% فقط، أي نصف ما يفرضونه تقريبا”.

وأضاف الرئيس الأمريكي أن “الولايات المتحدة ستفرض رسوما بنسبة 34% على الصين ردا على رسومها البالغة 67%، و32% على تايوان (التي تعد جزءا من الصين وفق الموقف الأمريكي)”.

وقال ترامب: “الاقتصاد الأمريكي تعرض لـ”النهب والتدمير” لعقود من الزمن من قبل الحلفاء والأعداء على حد سواء، لكن أمره التنفيذي بفرض رسوم جمركية متناظرة سيضع حدا لهذا الوضع”.

وأضاف: “لعقود من الزمن، تعرضت بلادنا للنهب والتدمير من قبل دول سواء كانت حليفة أو معادية. لكن هذا الأمر انتهى الآن”.

وتابع ترامب، أن “الثاني من أبريل “سيدخل التاريخ كاليوم الذي استعادت فيه أمريكا مصيرها الاقتصادي” و”بدأت تصبح دولة غنية، غنية حقا”.

ووصف الرئيس الأمريكي القرار بأنه “إعلان الاستقلال الاقتصادي”، مؤكدا أن “الولايات المتحدة ستفرض من الآن فصاعدا الرسوم الجمركية نفسها التي تفرضها الدول الأخرى على البضائع الأمريكية”.

وقال: “هذه رسوم متناظرة. الأمر بسيط جدا: إذا فعلوا ذلك معنا، سنفعل الشيء نفسه معهم”.

وأوضح ترامب، أن “الولايات المتحدة ستوجه “تريليونات الدولارات” من عائدات الرسوم الجمركية المتناظرة لخفض الضرائب وسداد الديون الحكومية”، مشيرا إلى أن “كل ذلك سيحدث “بسرعة كبيرة”.

وقال: “حان دورنا الآن للازدهار وفي نفس الوقت استخدام تريليونات وتريليونات الدولارات لخفض ضرائبنا وسداد ديوننا الحكومية، وكل هذا سيحدث بسرعة كبيرة. بفضل الإجراءات التي اتخذناها اليوم، سنتمكن أخيرا من جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، بل أكثر عظمة من أي وقت مضى”.

رسوم “ترامب” تطال حتى الجزر التي لا يسكنها سوى البطاريق

شملت الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ليس فقط القوى الاقتصادية الكبرى، بل أيضًا جزرًا نائية ومناطق غير مأهولة بالسكان.

ووفق المعلومات، “من بين الأهداف غير المتوقعة: جزر هيرد وماكدونالد، وهي جزر أسترالية مهجورة في المحيط الهندي، مغطاة بالجليد بنسبة 80 بالمئة، وتخلو من أي نشاط اقتصادي منذ انتهاء صيد الفقمات فيها عام 1877، ورغم عدم وجود سكان أو تجارة، فقد فرضت عليها الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 10 بالمئة”.

وبحسب “شبكة سي إن إن”، “كما استهدفت الرسوم جزر كوكوس الأسترالية، التي يعيش فيها 600 شخص فقط، وتصدر سفنًا إلى الولايات المتحدة بنسبة 32 بالمئة من صادراتها، على الجانب الآخر من الكوكب، تُفرض رسوم جمركية بنسبة 10بالمئة على جزيرة يان ماين النرويجية الصغيرة، التي كانت محطةً سابقةً لصيد الحيتان، لكن لا أحد يقيم فيها بشكل دائم (حيث يتناوب عليها بعض العسكريين)، واقتصادها صفر، وفقًا لكتاب حقائق وكالة المخابرات المركزية، الذي يصفها بأنها جزيرة “جبلية مهجورة”.

ووفق الشبكة، “تضمنت القائمة مناطق أخرى صغيرة مثل: توكيلاو (تابعة لنيوزيلندا): 1600 نسمة فقط، وصادراتها لا تتجاوز 100 ألف دولار سنويًا، سان بيير وميكلون (إقليم فرنسي): 5000 نسمة، وتواجه رسومًا بنسبة 50 بالمئة على صادراتها من المأكولات البحرية، وهي أعلى من نسبة الرسوم المفروضة على الاتحاد الأوروبي (20 بالمئة)، ليسوتو: الدولة التي يبلغ عدد سكانها 2.2 مليون نسمة والمحاطة بجنوب أفريقيا، هي المكان الوحيد الذي يواجه تعريفات جمركية مرتفعة كسان بيير وميكلون”.

وأضافت: “في الواقع، تُرسل ليسوتو 20 بالمئة من صادراتها السنوية البالغة 900 مليون دولار – “الماس، والملابس، والصوف، ومعدات الطاقة، ومفروشات السرير”، وفقًا لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، إلى الولايات المتحدة. وستُفرض عليها الآن تعريفات جمركية بنسبة 50 بالمئة”.

وبحسب الشبكة، “من المفارقات أن بعض المناطق المستهدفة ذات أهمية استراتيجية لواشنطن، مثل: إقليم المحيط الهندي البريطاني (دييغو غارسيا): تُفرض على إقليم المحيط الهندي البريطاني تعريفة جمركية بنسبة 10بالمئة على صادراتها من الأسماك، ولا يسكنه سوى حوالي 3000 عسكري ومتعاقد بريطاني وأميركي في قاعدة دييغو غارسيا الجوية، وجزر مارشال: جزر مارشال، وهي مجموعة من 34 جزيرة مرجانية في شمال المحيط الهادئ، موطن لـ 82 ألف شخص ومنشأة عسكرية أمريكية رئيسية، وهي موطن قاعدة الجيش الأمريكي كواجالين، التي تساعد في اختبار الصواريخ الباليستية وتتبعها”.

قائمة بالرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الدول العربية

وقعت عدة دول عربية “ضمن قائمة الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحد أدنى هو 10%”.

وبحسب قائمة الدول المتأثرة بالرسوم الجمركية الأمريكية، أشار ترامب، إلى أنه “جرى الاستناد فيها إلى مبدأ المعاملة بالمثل عند فرضها، وتراوحت نسبة الرسوم من 10% إلى 41%”.

وفيما يلي بعض معدلات الرسوم الجمركية الجديدة التي عرضها “ترامب”:

الصين 34%، والاتحاد الأوروبي 20%، وجنوب أفريقيا 30%، وسويسرا 31%، وكمبوديا 49%، واليابان 24%، كما فرض رسوما بنسبة 10% على الواردات من بريطانيا وسنغافورة والبرازيل، وهي أقل نسبة جمركية، وبنسبة 32% على الواردات من إندونيسيا، الجزائر 30%، الأردن 20%، الإمارات 10%، عمان 10%، أوروغواي 10%، جزر الباهاما 10%، ليسوتو 50%، أوكرانيا 10%، البحرين 10%، قطر 10%، موريشيوس 40%، جزر فيجي 32%، أيسلندا 10%، كينيا 10%، ليختنشتاين 37%، جيانا 38%، بالإضافة إلى هايتي 10%، البوسنة والهرسك 35%، نيجيريا 14%، ناميبيا 21%، سلطنة بروناي 24%، بوليفيا 10%، بنما 10%، فنزويلا 15%، مقدونيا الشمالية 33%، إثيوبيا 10%.

أمريكا تحذر دول العالم من الرد على رسوم “ترامب” الجمركية

إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض، أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، “بفرض رسوم جمركية على جميع الدول سيدخل حيز التنفيذ في 5 أبريل الجاري وفي 9 أبريل على البلدان التي تعاني من أكبر عجز تجاري”.

وأضاف أن هذه الإجراءات “ستظل سارية المفعول حتى يقرر الرئيس أن التهديد للمصالح التجارية الأمريكية تم القضاء عليه أو حله أو تخفيفه”.

في السياق، صرح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، بأن “روسيا وبيلاروسيا ليستا ضمن قائمة الدول التي ستتأثر برسوم الرئيس دونالد ترامب الجمركية”.

وقال بيسنت في تصريحات لقناة “فوكس نيوز” الأمريكية: “بالنسبة لروسيا وبيلاروسيا، فنحن لا نتعامل معهما تجاريا”.

وتابع: “نصيحتي لكل دولة الآن هي: لا تردوا، اهدأوا،تقبّلوا الوضع، لنرَ كيف ستسير الأمور، لأن الردّ سيؤدي إلى تصعيد، وإن لم تردّوا، فهذه هي المرحلة الحاسمة”.

ترامب يعلن حالة الطوارئ في الولايات المتحدة بسبب الوضع الاقتصادي

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة الطوارئ في البلاد، “بسبب الوضع الاقتصادي والعجز التجاري، وفقا لوثائق تم توزيعها في البيت الأبيض”.

وجاء في تلك الوثائق: “أعلن رئيس الولايات المتحدة اليوم أن التجارة الخارجية والسياسات الاقتصادية خلقت حالة طوارئ وطنية، تفرض بموجبها رسوم جمركية انتقامية لتعزيز المكانة الاقتصادية للولايات المتحدة وحماية العمال الأمريكيين”.

وتشير التقارير إلى “أن العجز التجاري المستمر أدى إلى تدمير قاعدة التصنيع في الولايات المتحدة، ولم يترك أي حافز لتوسيع القدرة الإنتاجية، وقوض سلاسل التوريد الحيوية، وترك المجمع الصناعي العسكري الأمريكي معتمدا على “الخصوم الأجانب”.

وقال البيت الأبيض إن “الرئيس ترامب، “لا يريد أن تستغل الدول الأخرى الولايات المتحدة ويعتقد أن الرسوم الجمركية ضرورية لضمان التجارة العادلة وحماية العمال الأمريكيين وخفض العجز التجاري وهو أمر ضروري للغاية”.

مجلس الشيوخ الأمريكي يوجه ضربة لـ”ترامب”

مرر مجلس الشيوخ الأمريكي “قرارا لمواجهة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على كندا”.

بحسب “اسوشيتد برس”، “ينهي قرار مجلس الشيوخ، الذي تم تمريره بتصويت 51-48، إعلان الطوارئ الذي أصدره ترامب بشأن الفنتانيل والذي يعد أساسا للرسوم الجمركية على كندا”.

وكان “ترامب” أعلن في وقت سابق “عن أوامر، فيما أسماه “يوم التحرير” لفرض رسوم استيراد على مجموعة من الشركاء التجاريين الدوليين، رغم أن الواردات الكندية تم استثناؤها من الرسوم الجديدة في الوقت الحالي”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً