مع مرور أول 100 يوم من رئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ولايته الثانية، تبرز عدة أرقام وحوادث بارزة التي توضح معالم اتجاهاته السياسية وأولوياته الداخلية والخارجية.
هذا التقليد التاريخي، الذي يعود إلى عهد الرئيس فرانكلين روزفلت، يُعدّ مقياسًا لتقييم أداء الإدارات الجديدة، ورغم أن هذه الأيام لا تحدد مصير الرئيس، إلا أنها تكشف عن استراتيجيته وتحركاته على مختلف الأصعدة.
وفي هذا التقرير، نستعرض أبرز 10 أرقام تلخص أبرز قرارات وأحداث أول 100 يوم من رئاسة ترامب، مع التركيز على القضايا القانونية، الاقتصادية، والسياسية التي شكلت هذا الفصل البارز في حكمه، وهي وفق ما رصدتها قناة سكاي نيوز:
- 142 أمرًا تنفيذيا: وقع ترامب منذ 20 يناير 142 أمرًا تنفيذيا، وفقًا للسجل الفيدرالي ومشروع الرئاسة الأميركية، وفي أسبوعه الأول فقط، وقع 37 أمرًا، متجاوزًا الرقم القياسي للرئيس روزفلت البالغ 99 أمرًا في أول 100 يوم، ركزت هذه الأوامر على ملفات مثل تقليص حجم الحكومة، الدفاع، السياسة الخارجية، الهجرة، الطاقة، والرسوم الجمركية. وبعض هذه الأوامر لا تزال معلقة قضائيًا، أبرزها مرسوم إلغاء “حق المواطنة بالولادة”، الذي ستنظر فيه المحكمة العليا الشهر المقبل.
- إلغاء أكثر من 100 قرار من عهد بايدن: في تحرك معاكس لسياسات سلفه، ألغى ترامب 111 أمرًا رئاسيًا، بينها 78 قرارًا في أول يوم له، ركزت هذه القرارات على قضايا مثل المناخ، الجائحة، والعدالة الاجتماعية، وهو ما يعكس استمرارية نمط “الإلغاء الرئاسي” الذي بدأه بايدن بإلغاء العشرات من قرارات ترامب خلال ولايته.
- 5 قوانين: وقع ترامب 5 قوانين خلال هذه الفترة، أبرزها “قانون ليكن رايلي”، إضافة إلى 3 قرارات بموجب “قانون مراجعة الكونغرس” لإلغاء قواعد من عهد بايدن، ومشروع قانون مؤقت لتمويل الحكومة، ويُعدّ هذا الرقم الأدنى منذ عهد جورج بوش الابن، ويعكس التحديات التشريعية التي تواجهها الإدارة في الكونغرس.
- 200 دعوى قضائية: واجهت إدارة ترامب موجة من الطعون القانونية التي تجاوزت 210 قضايا، معظمها متعلقة بسياسات الهجرة وتقليص الجهاز الإداري، ورغم أن العديد من هذه القضايا لا تزال قيد النظر، فإن كثافة الدعاوى تثير تساؤلات حول مشروعية بعض السياسات الجديدة.
- تأييد شعبي عند 42%: أظهرت نتائج استطلاع أن نسبة تأييد ترامب انخفضت إلى 42%، مقارنة بـ45% في مارس، وفي ولايته الأولى، لم تتجاوز شعبيته 44%، وغادر البيت الأبيض عام 2021 بنسبة 38%.
- 39 عفواً ومئات المتهمين في أحداث الكابيتول: أصدر ترامب عفوًا عن 39 شخصًا وكيانًا، أبرزهم أكثر من 1500 شخص شاركوا في اقتحام الكونغرس في 6 يناير 2021، كما خفف أحكام 14 مدانًا من جماعتي “Oath Keepers” و”Proud Boys”، ما أثار انتقادات واسعة في الأوساط السياسية والقانونية.
- تسريح عشرات الآلاف من الموظفين الفيدراليين: أنشأت إدارة ترامب “وزارة كفاءة الحكومة” برئاسة إيلون ماسك، بهدف تقليص الجهاز البيروقراطي، وأعلنت الإدارة عن مغادرة 75,000 موظف في إطار حوافز “مفترق الطرق”، لكن تقارير مستقلة أشارت إلى ارتباك إداري وعمليات فصل عشوائية تم إلغاؤها لاحقًا قضائيًا.
- انخفاض قياسي في عبور الحدود الجنوبية: سجلت سلطات الحدود الأميركية 7,180 عملية عبور غير نظامي في مارس الماضي، وهو أدنى رقم في التاريخ الحديث مقارنة بمتوسط شهري يبلغ 155,000 في السنوات الأربع الماضية، ويعزى هذا الانخفاض إلى تشديد السياسات الأمنية وزيادة عمليات الترحيل، رغم وجود طعون قانونية أمام المحكمة العليا.
- الرسوم الجمركية ترتفع إلى 28%: فرضت الإدارة الجديدة رسوماً موحدة بنسبة 10% على جميع الواردات، و25% على الصلب والألمنيوم والسيارات. كما فرضت رسومًا إضافية على الصين وكندا والمكسيك، ووفقًا لمعهد “ييل” للميزانية، بلغ متوسط التعرفة الجمركية الفعلية على المستهلك الأميركي 28%، وهو الأعلى منذ عام 1901.
- انخفاض التضخم إلى 2.4%: بعد أن تعهد ترامب “بإنهاء التضخم من اليوم الأول”، أظهرت الأرقام أن معدل التضخم انخفض إلى 2.4% في مارس، وهو أدنى مستوى خلال 6 أشهر، إلا أن خبراء اقتصاديين يحذرون من أن الحروب التجارية الجديدة قد تعيد الضغط على الأسعار في الأشهر المقبلة.
يذكر أنه في 20 يناير، دخل دونالد ترامب يومه الأول في ولايته الثانية وسط تحديات متعددة، بدءًا من التقلبات في الرأي العام إلى محاولات مستمرة لإعادة صياغة السياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة، وعلى الرغم من التوترات السياسية العميقة التي شابت الفترة السابقة، كان ترامب، مصممًا على استكمال ما بدأه في ولايته الأولى، خاصة في مجال تقليص حجم الحكومة، والحد من الهجرة، وتعزيز السياسات الاقتصادية الحمائية، ومع كثافة القرارات التنفيذية، والجدل حول بعض السياسات، والأعداد المتزايدة من الدعاوى القضائية، كان كل يوم من أيامه الـ100 مليئًا بالتحولات والتحديات التي تترك آثارها على الساحة الأمريكية والعالمية.
ترامب يعلن بداية “العصر الذهبي” لأمريكا ويكشف عن وعوده السياسية والاقتصادية خلال 100 يوم
في تجمع جماهيري حاشد بمدينة وارن بولاية ميشيغان، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن “العصر الذهبي لأمريكا قد بدأ”، مؤكداً عزمه القضاء على ما أسماه “الدولة العميقة” واستعادة “عظمة” الولايات المتحدة.
وجاء هذا الإعلان خلال كلمة ألقاها في إطار فعاليات الأيام المائة الأولى من ولايته الرئاسية الثانية، حيث استعرض عدة وعود سياسية واقتصادية وانتقد خصومه.
وأوضح ترامب أن حكومته تعمل على تقوية الاقتصاد الأمريكي، مشيراً إلى إعادة شركات صناعة السيارات إلى ولاية ميشيغان وتعزيز الصناعة الوطنية.
وأضاف أن شعاره الذي سيظل ثابتاً هو “أمريكا أولاً وليس الصين أولاً”، مؤكداً في الوقت ذاته على تعزيز الجيش وحماية الحدود. وقال: “أمريكا تحت رئاستي لم تعد دولة يستطيع المجرمون دخولها”، مشيدًا بتراجع نسبة عبور المهاجرين غير النظاميين عبر الحدود الجنوبية بنسبة 99.9%، قائلاً إن “3 فقط عبروا خلال 100 يوم”.
وانتقد ترامب الديمقراطيين واليساريين، متهماً إياهم بـ”السماح لآلاف المجرمين بدخول البلاد”، واتهم نائب الرئيس السابق كمالا هاريس بعدم التحدث لأي مسؤول هجرة طوال 4 سنوات.
وفيما يتعلق بسياسات الهجرة، أكد ترامب أنه وقع أوامر تنفيذية لترحيل المهاجرين غير النظاميين فور توليه منصبه، باستخدام قانون “الأعداء الأجانب”، قائلاً: “من رحلناهم مجرمون، ولو تركناهم لكنا نعيش في جحيم”.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تحدث ترامب عن إنجازات إدارته في خفض أسعار السلع الأساسية مثل البيض والوقود والأدوية، واتهم وسائل الإعلام “الكاذبة”، مثل “سي إن إن”، بعدم الاعتراف بتلك الإنجازات.
كما انتقد أداء رئيس الاحتياطي الفيدرالي واصفاً إياه بـ”الضعيف”، متهماً وسائل الإعلام بالتلاعب في استطلاعات الرأي لصالحه، وزعم أن النسبة الحقيقية لتأييده تصل إلى 60% لولا ما وصفه بـ”التحيز الإعلامي”.
كما هاجم ترامب سياسة إدارة بايدنؤ في العديد من القضايا، مشيراً إلى أنه أوقف دعم السيارات الكهربائية وفرض رسوماً جمركية على واردات السيارات بهدف إعادة المصانع إلى الولايات المتحدة وخلق فرص عمل جديدة.
وأضاف: “أحب أن أطلق على جو بايدن لقب (جو النائم)… ولا أنام الليل بسبب التفكير في كيفية هزيمة الصين”، مشدداً على رفضه لاستخدام “طواحين الهواء السخيفة” كمصدر للطاقة، مفضلاً الفحم الحجري.
ترامب أيضاً أكد أن فوز كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي، في انتخابات نوفمبر 2024، كان سيحول الولايات المتحدة إلى “دولة فاشلة من دول العالم الثالث”، محذراً من أن انتصار الديمقراطيين قد يسمح بدخول عشرة ملايين مهاجر غير قانوني إلى البلاد، بالإضافة إلى منح العفو لما بين 30 إلى 40 مليون شخص دخلوا البلاد بشكل غير قانوني.
أما فيما يخص التجارة، فقد تعهد ترامب بإعادة هيكلة التجارة الدولية بما يخدم الطبقة الوسطى الأمريكية، وبتحقيق انتعاش صناعي واسع النطاق داخل الولايات المتحدة.
وأوضح أنه يعتزم رفع الرسوم الجمركية على بعض السلع مثل غسالات الملابس إلى 100% لحماية الصناعة الوطنية.
وأضاف أن الولايات المتحدة كانت تخسر 5 مليارات دولار يومياً في تجارتها الدولية، مشيراً إلى أن “الصديق قبل العدو كان يستغلنا”، معتبراً أن الصين أكثر دولة استفادت من تلك السياسات.
وشدد ترامب على أن إدارته تركز على حماية الطبقة الوسطى وليس “الطبقة السياسية”، مشيراً إلى أن الشركات الكبرى بدأت تضخ استثمارات غير مسبوقة في الاقتصاد الأمريكي، مثل استثمار شركة آبل 500 مليار دولار وشركة إنفيديا كذلك، وأمازون التي خصصت 200 مليار دولار للاستثمار.
وختم ترامب تصريحاته بالإشادة بالملياردير إيلون ماسك، قائلاً: “ماسك وفر 150 مليار دولار من النفقات العامة، وهذا مثال على ما يمكن أن يفعله الابتكار الأمريكي الحقيقي”.
اترك تعليقاً