تاغس شبيغل: الألمان مهتمون أكثر مما ينبغي بـ’ملك’ قطر

‏’نابليون’ قطر ‏

أثارت صفقة الدبّابات ألمانية مع قطر، حتى قبل أن تتمّ، اهتماما ملحوظا لدى الألمان بأمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والذي بات يُلقّب بـ”الملك” من طرف إحدى كُبريات الصحف الألمانية التي نشرت بورتريه لحاكم الإمارة التي تُريد شراء 200 دبّابة “ليوبارد2”.

البورتريه هو الأول من نوعه للأمير حمد في الصّحافة الألمانية منذ أن بدأ الكثير من الألمان يهتمّون بقطر بعدما وقع الاختيار ‏عليها بشكل مفاجئ سنة 2010 لتنظيم التّصفيات النهائية لبطولة العالم لكرة القدم عام 2022. لذا استقطب المقال اهتمام العديد من القُرّاء وحُظي بكثير من التّعليقات، كانت في مجملها نابية.

عُقدة “نابليون” بونابرت

تقول “تاغس شبيغل” على لسان آندريا نوسّه، المسؤولة على شؤون السياسة الخارجية بالصّحيفة البرلينية، تحت عنوان “نحن نضغط من أجل الإصلاحات“، أن “البعض يتّهم حاكم قطر ـ المتزوّج من ثلاث نساء والذي لديه 27 طفلاً وعزل والده في عام 1995 في انقلاب غير دموي ـ بأنه يُعاني من عُقدة نابليون ـ في إشارة إلى الإمبراطور نابليون بونابرت الذي حكم فرنسا في أواخر القرن الثامن عشر ـ بينما يعتقد البعض الآخر بأنه يملك أهدافاً إسلامية خاصة ولديه إصبع في كلّ الصّراعات في المنطقة”.

واضافتنوسّه أن الشيخ حمد “مُتحالف مع الولايات ‏المتحدة ويدعم الإسلاميين ويحكم مملكته بشكل مُطلق ويدعم المُتمردين في العالم العربي، باستثناء البحرين حيث وقف مع النظام الذي يقمع المتظاهرين بكل عنف. ورغم ذلك تعتبر الحكومة الألمانية أن النظام يستحق الثّقة الكافية للسّماح ‏بتصدير 200 دبابة ليوبارد2 إليه”.

وتُشير الكاتبة أن “(الملك) حمد يتدخّل في جميع النّزاعات في المنطقة وهو الذي دفع الجامعة العربية إلى طلب التدخل العسكري في ليبيا من الناتو وهو القوة المحرّضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد رغم أن عدد سكان بلاده لا يتجاوز 7،1 مليون نسمة، بينهم 300 ألف قطري”.

“الملك” لا يصلح كمُستشار في الديمقراطية

وتُضيف الكاتبة بأن الشيخ حمد، “بصفته حاكم مُتسامح، حوّل إمارته إلى مملكة وسمح ببعض الحريات الليبرالية في ‏بلاده حيث حصلت النساء عام 2002 على حق الانتخاب. إلا أن المناصب المهمّة يعتليها أفراد من عائلته ومُعاملة العمّال الآسيويين في بلاده كالعبيد هي انتهاك لحقوق ‏الإنسان”.

وتقول الكاتبة “الحقيقة هي أن قطر تُعطي حق اللّجوء لجميع الإسلاميين من كافة الأطياف مثل علي صلابي الليبي وخالد مشعل من حماس. كما أن صهر راشد الغنّوشي، الزّعيم الاسلامي التونسي، (رفيق عبد السلام) عاش هناك، وهو الآن وزير خارجية لبلاده. فقد أتاحت هذه السّياسة لقطر تأسيس علاقات جيدة مع النّخبة الجديدة في دول الربيع العربي”.

وتخلص الكاتبة إلى القول بأن “الحقيقة الأخرى، هي أن الملك حمد لا يصلح للعمل كمستشار في قضايا الديمقراطية”.

مُجرّد بلد غني

وجاءت التعليقات أكثر حدّة، إذ قال أحد القُرّاء “هذه الأسلحة تذهب إلى أحد الأنظمة الأكثر خطورة في العالم العربي”.

وتساءل آخر “ماذا يعني أن تذهب 200 دبابة ليوبارد2 لشبه جزيرة صغيرة هي مُجرّد بلد غني بالنّفط والغاز؟ فلا بدّ من التأكّد أن الأسلحة لا تقع في أيدي الإسلاميين المُتطرّفين”.

وكتب أحدهم “هذه الصّفقة تشجّع النّفوذ المالي للإسلام الرّاديكالي في جميع أنحاء العالم. ثمّ إن الصّفقة هي ضد مصالحنا وضد التّوازن الإقليمي، وهذا أمر مُثير للاشمئزاز”.

وانتقد بعضهم قناة “الجزيرة” القطرية التي، كما قال أحدهم، “أصبحت أداة سياسية في خدمة أسرة آل ثاني التي اتسع نُفوذها في بلدان الرّبيع العربي”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً