تجمع ليبيا الديمقراطية – ت ل د
تابعنا باهتمام بالغ الموقف الذي اتخذه الدكتور سليمان الفورتيه، عضو المجلس الوطني الانتقالي عن مدينة مصراته؛ إذ قدم استقالته من المجلس، ودعا زملاءه ممثلي مدينة مصراته لتقديم استقالاتهم مثله، وذلك لإفساح المجال أمام إخوانهم المنتخبين في المجلس المحلي لمصراته، ليكونوا هم ممثلي المدينة في المجلس الوطني.
وقد تابعنا ما عبر عنه عدد من ممثلي مدينة بنغازي في المجلس الوطني، من استعدادهم لاتخاذ نفس الموقف، حالما يتم انتخاب مجلس مدينة بنغازي، فيفسحوا المجال لإخوانهم المنتخبين، ليحلوا محلهم في تمثيل المدينة في المجلس الوطني.
وإننا في تجمع ليبيا الديمقراطية؛ إذ نحيي هذا الموقف الوطني النبيل من الدكتور الفورتيه، الذي يجسد أسمى معاني الوطنية، المتعالية على مختلف معاني المصلحة الشخصية الآنية المباشرة، فإننا نهيب بكل إخواننا في المجلس الوطني أن يعبروا منذ الآن عن استعدادهم لاتخاذ الموقف نفسه، حالما تتم في مدنهم التي يمثلونها انتخابات نظامية، ينشأ عنها مجلس محلي منتخب، يستمد شرعيته الكاملة من إرادة المواطنين المعبر عنها في الاقتراع السري، المكفولة له كل ضمانات النزاهة والشفافية والدقة.
وإننا لنشعر بسعادة غامرة إذ نرى أن الرؤية التي عبرنا عنها منذ مدة حول الحل الملائم لأزمة الشرعية التي بات واضحاً أن البلاد كلها تعاني منها، سواء على صعيد المدن ومجالسها المحلية، أو على صعيد الوطن ومجلسه الانتقالي، أخذت تلقى قبولاً ورضا لدى الكثير من مواطنينا وقواه السياسية والاجتماعية، في عدد من مناطق البلاد، ونأمل أن نشهد بوادر ومؤشرات على تحققها على أرض الواقع، من خلال إجراء انتخابات في مختلف المدن، ثم إبراز ممثلين عن هذه المدن في المجلس الوطني الانتقالي، من بين أعضاء مجالسها الشرعية المنتخبة.
إننا نؤمن إيماناً راسخاً بأن هذا الحل، لن يتيح لنا تجاوز أزمة الشرعية فحسب، بل إنه كفيل بأن يجنبنا مخاطر مؤكدة سوف تنجم عن وقوع البلاد في فراغ دستوري يصعب علاجه، لو تبين أن المعطيات الواقعية العملية لن تسمح بإجراء انتخابات المؤتمر الوطني في موعدها المقرر لها، بالحد الأدنى من الشروط اللازمة لإتمامها بشكل منظم ودقيق وشفاف. ونرى أن المضي في طريق ترسيخ الشرعية، من خلال انتخابات مجالس المدن، سوف يتيح لنا بلوغ الغاية المرجوة بطريقة سلسلة ومتدرجة، وفي ظروف مناسبة يمكننا توفيرها والسيطرة عليها.
اترك تعليقاً