قراصنة يشتبه في أنهم روس تمكنو من سرقة آلاف رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بمسؤولي وزارة الخارجية الأميركية، العام الماضي، وفقا لما نقله موقع بوليتيكو عن مصدرين مطلعين بالكونغرس الأميركي، فيما رفضت الوزارة تأكيد أو نفي حدوث ذلك.
وأفاد الموقع إن الاختراق الأخير، الذي لم يُعلَن عنه من قبل، هو ثاني اختراق مدعوم من الكرملين لخادم البريد الإلكتروني للوزارة في أقل من 10 سنوات.
وقال مصدرا الكونغرس إن القراصنة تمكنوا من الوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني في مكتب الشؤون الأوروبية والأورو آسيوية، ومكتب شؤون شرق آسيا، والمحيط الهادئ. وتعمل هذه المكاتب على القضايا المتعلقة بحلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك حلف الناتو والشركاء الأوروبيون ومنطقة المحيط الهادئ.
وقال مسؤول ثالث في الكونغرس إنه لا يبدو في هذه المرحلة أنه تم الوصول إلى الشبكة السرية للوزارة.
ومن جانبه، قال متحدث باسم وزارة الخارجية في بيان: “لأسباب أمنية، لسنا في وضع يسمح لنا بمناقشة طبيعة أو نطاق أي حوادث مزعومة للأمن السيبراني في هذا الوقت”.
ولا يعرف ما إذا كانت سرقة رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بوزارة الخارجية هي جزء من حملة التجسس المعروفة باسم SolarWinds، حيث قام قراصنة روس باستخدام برنامج تطوره الشركة الأميركية، التي يطلق عليها هذا الاسم، والذي يستخدم على نطاق واسع في القطاعين الحكومي والخاص في الولايات المتحدة، وقاموا باختراق شبكات وكالات حكومية وأخرى خاصة.
واستهدفت تلك الحملة ما لا يقل عن تسع وكالات أميركية وعددا كبيرا من الشركات الخاصة، وهي حملة وجهت الاستخبارات الأميركية أصابع الاتهام فيها للكرملين.
وكان موقع WIRED الأميركي قد ذكر في تقرير سابق أن روسيا والصين تخوضان حملة تجسس كبيرة على وكالات ومؤسسات دول غربية، من بينها الولايات المتحدة، وقد يتطلب الكشف عنها سنوات.
ونقل التقرير عن رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، مارك وارنر، قوله خلال جلسة استماع تتعلق بالاختراق الروسي، إن “هناك الكثير لمعرفته عن الحملة الروسية، أسبابها، وحجمها”.
وقدّر براندون ويلز، القائم بأعمال مدير وكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية الأميركية، في مقابلة مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى 18 شهرا لتعافي أنظمة الحكومة الأميركية من حملة القرصنة.
ووفق تقرير بوليتيكو فإن الحكومة الروسية قامت مرارا بتسريب الاتصالات الأميركية الخاصة المسروقة في محاولة لزرع الفتنة، وهي استراتيجية استخدمت بشكل كبير الأشهر التي سبقت الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016.
وقبل أسابيع، نشر مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركي تقريرا حول التهديدات التي طالت الانتخابات العامة الأميركية التي جرت في نوفمبر الماضي، و كشف دورا لروسيا في محاولة التأثير عليها.
ويشير التقرير إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وافق على إطلاق حملة تهدف إلى “تشويه سمعة المرشح جو بايدن والحزب الديمقراطي، ودعم الرئيس السابق، دونالد ترامب، وتقويض ثقة الجمهور في العملية الانتخابية، وتفاقم الانقسامات الاجتماعية والسياسية في الولايات المتحدة”.واعتمدت روسيا على وكلاء مرتبطين بأجهزة استخباراتها، روجوا لادعاءات مضللة لا أساس لها ضد بايدن وآخرين.
لكن التقرير يشير أيضا إلى أنه “على عكس ما حدث في عام 2016، لم نشهد جهودا إلكترونية روسية مستمرة للوصول إلى البنية التحتية للانتخابات”.
اترك تعليقاً