البرلمان البولندي، أقر يوم الجمعة الماض، قانونا لحقوق الحيوان أغضب مربين الحيوانات للحصول على فرائها ومنتجي اللحوم الحلال والكوشر وقسما من الائتلاف اليميني الحاكم.
يحظر القانون، الذي يجب أن يحصل أيضًا على موافقة مجلس الشيوخ، تربية الحيوانات من أجل فرائها – وهي صناعة مهمة في بولندا – ويوقف تصدير اللحوم الحلال والكوشر. كما تُعد الدولة مُصدِّرًا رئيسيًا للحوم الكوشر إلى الكيان الصهيوني والجاليات اليهودية الأوروبية.
وتعتبر بولندا مُصدِّرًا رئيسيًا للحوم الحلال إلى العالم الإسلامي، وأحد المصدرين الأساسيين للحوم الكوشر في أوروبا إلى الكيان الصهيوني.
وبحسب المجلس الوطني للغرف الزراعية في بولندا تبلغ قيمة لحوم الأبقار المتوافقة مع الدين وحدها 1.5 مليار يورو لاقتصاد البلاد، وهو ما يمثل 5٪ من صادرات المنتجات الغذائية الزراعية.
وفي الوقت نفسه، فإن 40٪ من صادرات الدواجن تأتي من لحوم حلال وكوشر.
كما تعد بولندا ثالث أكبر منتج للفراء بعد الصين والدنمارك، وفقًا للمنظمات غير الحكومية ويوجد بها حوالي 550 مزرعة تستغل حوالي 5.2 مليون حيوان من أجل فرائها.
وقد اثار القانون انتقادات واسعة بين هؤلاء المربين الذين تظاهروا أمام مقر الحزب الحاكم الرئيسي (PiS) الأربعاء 16 سبتمبر وهم يهتفون “كاتشينسكي، خان الريف”.
كما أعربت الرابطة البولندية لمنتجي اللحوم عن أسفها للتأثير السلبي لهذا القانون على هذه الصناعة.
وتصدر بولندا، بالإضافة الى عشرات الدول في العالم الإسلامي، إلى المملكة المتحدة وأماكن أخرى في أوروبا، وتقدم أسعارًا أرخص من المنافسين في فرنسا،
وهي سوق رئيسية أخرى. مما يجعل بصمة بولندا في السوق العالمية للحوم المتوافقة مع الدين ضخمة نظرًا لمجتمعها المسلم الصغير نسبيًا، والذي يبلغ حوالي 40 ألف شخص.
وتعتقد الرابطة اليهودية الأوروبية أن قانون الرفق بالحيوان له “فروق تمييزية”، ليس أقلها في اللغة المستخدمة لكسب التأييد.
وقال الحاخام مناحم مارغولين في بيان إن القانون قدم كقانون سيدعمه “كل الطيبين”.
وأضاف بأن “هذا يصنف على الفور اليهود الذين قد يعارضون هذا القانون على أنهم” أشرار“ مستحضرا ذكريات أوقات مرعبة للمجتمع اليهودي.
ويسود في بولندا الارتباك حول سبب اعتماد هذا القانون الآن، في وقت تنمو فيه صناعة اللحوم الحلال والكوشر، إذ يعتقد المراقبون بأن هذا القانون لا علاقة له بالحيوانات بل له علاقة كبيرة بالسياسة ويعتبرونه حربا بالوكالة بين الحزب الحاكم مع شركائه الأصغر في التحالف.
ورفضا لهذا القانون، أعلنت الجاليات المسلمة واليهودية أنها ستناضل، وفي حال فشلها فان هذه التجارة المربحة ستتجه نحو بلدان أوروبية أخرى ترغب في فتح أبوابها حتى رومانيا وأوكرانيا بحسب مانقلت إذاعة “مونت كارلو”.
اترك تعليقاً