لندن – أفادت معلومات من أوساط مقربة من الرئاسة اللبنانية بأن الحكومة ستبصر النور في الأيام القليلة المقبلة حيث ينتظر أن يزور قصر “بعبدا” رئيس الحكومة المكلف تمام سلام للقاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان وإعلان التشكيلة الجامعة في حال سارت الأمور وفق ما هو مرسوم لها وتمكنت الاتصالات الجارية من إزالة العقبات أمام إنجاز التشكيل.
ونقلت صحيفة “السياسة” الكويتية في عددها الصادر، الأحد، عن مصادر في الرئاسة اللبنانية قولها إن التوافق بات تاماً على مبدأ المداورة في الحقائب الوزارية بين الكتل السياسية، فيما تتركز الجهود على حلحلة العقد التي لا تزال موجودة بشأن البيان الوزاري للحكومة العتيدة.
وأكدت المصادر أنه بالرغم من الموقف الإيجابي الذي أعلنه رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري من الملف الحكومي، إلا أن كتلة “القوات اللبنانية”، مازالت على موقفها الرافض للمشاركة في حكومة واحدة إلى جانب “حزب الله”، حيث أكد النائب أنطوان زهرا أن البحث في مشاركة “القوات اللبنانية” في الحكومة يبدأ حتماً باتفاق سياسي مسبق قبل تشكيل الحكومة ويرتكز هذا الاتفاق على إعلان بعبدا فعلياً وعدم التطرق إلى ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة بأي صيغة أتت.
وفي هذا السياق، كشف رئيس “حزب الكتائب” أمين الجميل، أن ثمة إشارات إيجابية في ما يتعلق بتشكيل الحكومة، موجهاً تحية إلى الحريري على الموقف الذي اتخذه من المسألة الحكومية، مضيفاً “يجب أن يكون هناك حد أدنى من إعلان نوايا”.
وتواجه الحكومة اللبنانية الجديدة ثلاث عقبات يأتي على رأسها رفض “قوى 14 آذار” المطلق لإيراد عبارة “الجيش والشعب والمقاومة” في البيان الوزاري، وثانيها إصرار قوى 14 آذار على أن يكون “إعلان بعبدا” هو العنوان السياسي للبيان الوزاري للحكومة، فيما تتعلق العقبة الثالثة بأسماء الوزراء ورفض الرئيس تمام سلام لوجود أسماء حزبية نافرة لا توحي بالثقة والتغيير لدى اللبنانيين.
وكان وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور قد صرح بأن الحكومة الجديدة ستكون قصيرة العمر وبالتالي لا يجب التعويل عليها كثيرا، ولكن المواطن اللبناني لم يعد يحتمل الاستمرار بالوضع الحالي، مشددا على ضرورة بناء الدولة وإيجاد الحلول للأزمات الحالية.
وتعترض كتلة “القوات اللبنانية” على صيغة تشكيل الحكومة، وتشترط أن يكون إعلان بعبدا هو الاساس الذي يقوم عليه التشكيل الجديد، في محاولة منها لإجبار حزب الله على القبول بشروط الإعلان والانسحاب من سوريا.
ويرى محللون أن موافقة سعد الحريري، زعيم كتلة “المستقبل” على تشكيل حكومة جامعة كان لها دورا أساسيا في الاسراع بتشكيل الحكومة.
وأضافوا أن موقف الحريري وضع حزب الله والقوى المناصرة لنظام الأسد، التي كانت تسعى لتعطيل التشكيل الوزاري إلى ما بعد انعقاد مؤتمر “جنيف2” حول سوريا، في مأزق، ولم يعد هناك بدائل أمامهم عن المشاركة إلا الانسحاب.
فيما اعتبر النائب نضال طعمة أن “ما يؤكد أن فريق الثامن من آذار، محرج ويحتاج إلى مخرج أمام جمهوره أولا، وأمام كل اللبنانيين ثانيا، كي لا يبقى في خانة من يعطل مصالحهم، هو قبوله بالمشاركة في حكومة من دون أن يمتلك مفاتيح التحكم بها أو تعطيلها، فيما كان إعلامه، ومنذ عشرة أشهر، يركز على الحصص والأحجام، بغية الحصول على الثلث المعطل”.
اترك تعليقاً