من الصعوبة بمكان أن تتحدث وتتناقش عن الدولة ومؤسساتها وشرعية الشعب والانتخابات ودولة القانون مع عقليات دكتاتورية انتهازية فوضوية كمليشيات أحزاب الله وميلشيات اللجان الثورية (الجيل الرابع في ثوب 17 فبراير) .
أصدر عدد من مليشيات أحزاب الله وميلشيات اللجان الثورية (الحيل الرابع 17 فبراير) بياناً بخصوص مظاهرة إنقاذ بنغازي من مليشياتهم وفوضويتهم وجرائمهم. لا تستغربوا فأنى لمتشرب الدكتاتورية والسلطة والتترس في المنصب أن يعي معنى الشعب والمظاهرة ومطالب الشعب؟ وما مليشيات اللجان الثورية وقائدها منكم ببعيد.
المليشيات مصدرة البيان هي: ائتلاف ثوار ليبيا (ولا ندري إلى الآن مع من ائتلف؟) درع ليبيا بالمنطقة الشرقية (وعبواتها الناسفة في تدمير الأضرحة وبالاتها في نبش القبور) تجمع سرايا الثوار (اسم بدون مسمى) جهاز الأمن الوقائي (الأفضل تسميته التعذيب والسحل) كتيبة شهداء بوسليم ((عندما تشوه القاعدة ذكرى وطنية)) اللجنة الأمنية العليا (الطامة أشد من أن نكتب).
ميلشيات اللجان الثورية الجدية لا أهداف إستراتيجية لها، اللهم إلا التمتع بمميزات الفوضى وغياب الدولة القوية، لتحقيق أكير قدر من المنافع والغنائم المادية والسلطوية.
أما مليشيات أحزاب الله ، التي لم تحمل سلاحاً لا لحرية ولا لكرامة أبداً ، بل لشيء واحد فقط ، لم تستطع لحجم الهدير الشعبي وقتها أن تفصح عنه . هدفهم لا يختلف عن هدف الطاغية المخلوع !!!! الاستيلاء على السلطة وفرض آرائهم ورؤاهم على باقي البشر ، فرأيهم وقولهم في معادلتهم الغريبة العجيبة تساوي لله تعالى ( والعياذ بالله ) ،!!! رغم أن الله ناقش وحاور إبليس وأمهله وبعث رسولين إلى أعتا طغاة الأرض فرعون ، وبين عز وجل أن أكثر الناس لن يؤمنوا ومع ذلك أجل مساءلتهم إلى يوم القيامة ، بخلاف أحزاب الله لدينا.
قرأنا بيان هذه المليشيات المسلحة التي تسعى للتمسك بمكاسبها الانتهازية ( فما أحلى طعم السلطة عندما يدعمها السلاح ) . !!! البيان وكأنه صياغة مشتركو بين أعضاء اللجان الثورية وحز الله اللبناني وفرقة الخوارج .
في إحدى المواد تقول هذه المليشيات : ” … إن الثوار الحقيقيين هم درع هذه الثورة وحصنها الحصين إلى أن تتحقق أهدافها في بناء دولة الحرية والديمقراطية حسب الثوابت الإسلامية !!!!!!”.
( الجماعة يبدوا في نيتهم تطويلة ) سيارات وأسلحة وأموال وغنائم وارتكاب جرائم بدون محاسبة ( عز ونغنغة ) … لكن ما يعجبنا هو هذا الأسلوب المريض في كتابة البيانات .بدءاً من ( الثوار الحقيقيين ) فهم الثوار الحقيقيون والباقي (مزيفون). وهم الثورة وهم درعها!!!!! شيء يصعب على المنطق والعقل . كيف يكون الشيء شيئاً ودرعاً له في ذات الوقت ؟!! لا وحصنها فوق ذلك !!! إلى أن ….. أي نحن ماكثون هنا إلى أن نرضى عنكم ونمنحكم صكوك القبول والموافقة..
تأتي المادة التالية في البيان ، وهي لا تختلف كثيراً عن أسلوب أي مليشيا مسلحة ذات أهداف سياسية معادية لقيام دولة قوية للمحافظة على امتيازاتها ، وهي جملة : ” …..وأن سلاحهم لحماية الثورة وأهدافها …..” . وهذا ذكرنا بمقولة حزب الله ( السلاح لحماية البلاد ) ثم عدلت الجملة في مايو 2008 بعد استباحة بيروت من قبل مليشيا حزب الله إلى ( … السلاح لحماية البلاد ولحماية السلاح !!!!! )
المادة التالية تنص على أنه : ” إن الثوار لم يكونوا يوماً مشكلة للبلاد ولن يكونوا كذلك ولكنهم سيكونون في حالة استعداد للحفاظ على الثورة واستكمال مسارها والتصدي لأعدائها ” ..
أي إقصائي ذو تفكير مليشياوي عصبوي لا يرى في العالم إلا نفسه ، فهؤلاء هم الثوار جميعاً !!!! ولكن لم يبين لنا من غرفوا من أموال ليبيا ما غرفوا خلال الفترة السابقة من هم أعداء ليبيا الذين سيتصدون لهم ؟!! هذه المادة هي اعتداء على ملكية فكرية لقيادات اللجان الثورية سابقاً ، والتي ظلت ثائرة وعلى أهبة الاستعداد لإكمال الثورة وتحقيق أهدافها والقضاء على أعدائها لمدة 42 سنة (بس ) !!!!!! (كنكم مستعجلين)).
الغريب أن البيان نسي جملة إلى الإمام والكفاح الثوري مستمر … ، ولكنهم ضمنوا بيانهم مادة وخاتمة تبين شكوكنا سابقاً بأنهم وراء الكثير من عمليات الاغتيال لقيادات الجيش الليبي ، وهذه المادة هي : ” … أن الثوار (أي هذه المليشيات) يطالبون بتأسيس شرطة وجيش …… بعد أن يتم تطهيرها من الفاسدين والمرتشين وأدوات النظام السابق …!!!!!!! أما في نهاية البيان فعبارة ( …معاً لبناء وطننا ….بجيش وشرطة وطنية ) ….
لمن يقرأ بين السطور ، هذه المليشيات تخون الجيش وترفض منحه صكوك الوطنية وتتهمه بالعمالة وربما الكفر ….
يقول المثل عليك أن تبحث عن الأسئلة الصحيحة لا الإجابات الصحيحة . والسؤال المنطقي الذي يطرح نفسه ، أنه ما دامت هذه الميلشيات ومنتسبيها وقادتها الأشاوس كما يدعون بأنهم هم وحدهم الثوار وبأنهم هم الوطنيون وهم من اسقط حكم القذافي ….. لماذا لا يغتال أزلام النظام القذافي ولو فرد عادي من مليشياتهم ؟!!! في حين يلجأ الأزلام إلى اغتيال قيادات الجيش المرتشي الفاسد العميل اللا وطني والذي لم يحارب كما حارب الزير سالم ( آسف الزهاوي ) !!! العقل والمنطق يؤكدان أن العكس هو ما يفترض أن يحدث إلا إذا …..، (نترك الجواب لكم).
يجب أن يتعاضد كل غيور وينتبه كل من ثار وأحب ليبيا لأنها ليبيا لهذه الأيام الحاسمة من تاريخ ليبيا لمواجهة هذه المليشيات المسلحة ، وعلى الحكومة الليبية والمؤتمر الوطني أن يصارحوا الشعب الليبي . هل بإمكانهم أن يضعوا حداً لهذه المليشيات أم لا ؟ وإن كان الجواب بالنفي فلا نرى حرجاً من تدخل طيور الأبابيل مرة ثانية.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً