واقعنا العربي مليء بالمواقف الغريبة البعيدة عن العقلانية والحكمة أليس نحن من نقول: الحكمة ضالة المؤمن فأنى وجدها فهو أحق بها ؟؟؟ ولكنك عبثا تبحث عن الحكمة بيننا وقليلا ما تجدها بل نحن عنها أبعد أفرادا ومسؤولين فنحن نستأسد على بعضنا بعضا أشداء بيننا لطفاء على غيرنا ممن ليسوا من جلدتنا ولا يتكلمون لغتنا وبعيدين عن عاداتنا وتقاليدنا ولا يدينون بديننا !! ندّعي الورع والتقوى ونحن أبعد ما يكون عنهما في واقعنا فلا تقوى ولا هم يحزنون بل نمارس النقيض من دجل ونفاق فننقلب على بعضنا ونستعمل من العبارات والأفعال ما لا يليق بمن يدعي الاسلام لمجرد خلاف في الرأي، فهل نحن مهزومون من الداخل في نفوسنا ولكننا لا نريد الإعتراف بالهزيمة ؟؟؟
أنظر إلى حالنا نخوّن بعضنا بعضا ويشتم بعضنا بعضا بل يدعوا من يدّعي العلم الديني منا إلى قتل مخالفه في الفكر أو الرأي جهارا نهارا ويعمل برأيه ويُقتل تبعا لذلك من يقتل لخلاف في الرأي أو ربما لحقد وحسد والحوادث بيننا في هذا كثيرة وتجد من يتبنى هذا الرأي منا على أنه حقيقة ومسلمة لا يجادل فيها دون أدنى تفكير من هؤلآء لأنهم لا يملكون القدرة على التفكير !!؟ نتخذ من السب والشتم والطعن في الآخرين شرعة ومنهاجا في حياتنا ؟؟! نحن أبعد ما نكون عن قول الحق والعمل به بالرغم من أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “أعظم أو أفضل جهاد كلمة حق عند سلطان جائر” ولكن واقعنا يقول أننا نعمل عكس ذلك تماما فنتملق السلطان الجائر الظالم وندعوا الناس لعدم الكلام ونقول عندما نقابل السلطان الباطل بدلا من قول الحق ؟! فأصبح رجال الدين والوعاظ والمثقفين والمتعلمين عندنا يسبّحون بحمد السلطان الجائر ويباركون سياساته وهو لا يعرف في السياسة شيئا ويمجدون ويصنعون للسلطان بطولات وهمية يتغنون بها ويدعون الله أن يمد في عمر السلطان الجائر ويسدد خطاه فعن أي خطىً يتحدثون فكل الدول العربية دون استثناء تتجرع كأس الذل والمهانة دول مهزومة خانعة عميلة لأعدائها ونحن في انحطاط قل نظيره ونتضرع أن يسدد خطى حكامنا بل وأن يحفظ سلالتهم وذرياتهم (حتى لا تقوم لنا قائمة)، فأي نكبة نعيشها ؟؟؟!! يسدد خطاهم، في ماذا ؟ في التخلف الذي أوصلونا إليه أو فيما نعاني من ذل وجوع ومرض وفقر ؟! أو في الإنتصارات الوهمية الكاذبة على أعدائنا ؟! أو في وجودنا في ذيل قائمة دول العالم من حيث الحقوق الإنسانية أم ماذا ؟! كل ذلك يفعله سالفي الذكر طمعا أو خوفا فأي انهزام هذا وأي نفاق نحن فيه ؟!
نحن نقلب الحق باطلا والباطل حقا فانقلبت حياتنا رأسا على عقب، يلقى في السجون أو يقتل كل وطني مخلص غيور يصدع بالحق فحياتنا مبنية على الغش، غش في البضاعة غش في المعاملة، غش في المستندات، غش في الدواء أي نغش مرضانا، غش في الفواتير، غش في الإمتحانات، غش في الإنتخابات، حياتنا أصبحت مرتكزة على الغش فالغش يسيطر على جل معاملاتنا، فأي أمة هذه التي تأخذ بكل عوامل الهزيمة ؟!
لماذا ندافع عن الباطل ومن والاه ودعى إليه من الفاسدين في مجتمعاتنا ودولنا بل كثير منا التبس عليه الأمر نتيجة الثقافة الخاطئة والإعلام المأجور الموجه فصار لا يفرّق بينه وبين الحق، نغضب بل قد نتقاتل لخلاف بسيط في رأي أو فكرة ولا نغضب لحرماتنا التي تنتهك يوميا تقريبا ولا على أرضنا المحتلة منذ عقود بل نصفق لمن يتنازل عن أرضنا ومقدساتنا ؟! لماذا تصر دولنا عن طريق إداعاتها على قلب الحقائق وتقديم الأكاذيب وتصوير الهزائم على أنها إنتصارات ومحاربة الحق وأهله ؟! لماذا أصبح شغل أجهزتنا الأمنية هو مراقبة المواطن ومحاسبته على كل شيء ودخول حرمة بيته في أي وقت تشاء ؟! وتترك في المقابل مراقبة أعداء الأمة بل تتخذهم أصدقاء وحلفاء وتتعاون معهم لشل قدرة المواطن ومراقبته وسجنه وقتله ؟! أنشك بعد كل هذا وغيره أننا مهزومون !!!؟؟
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
ليبيا الغالية سياتي يوما تعود قوية وهويتها الوطنية قوية كما كانت قبل الحقبتين انقلاب سبتمبر ونكسة فبراير فكلاهما كانا يصبان في طريق التجنيس والتوطين ومحو الهوية الوطنية والاساءة للقيم العشائرية الحقة
نعم للويا جورغا ليبية