عندما فحصت بريتاني كيتش صندوق بريدها، كان مليئا بأغراض معتادة، ولكن فوق كومة من المنشورات والفواتير، لفتت انتباهها بطاقة بريدية ممزقة وبالية.
وقالت كيتش لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية “في البداية، لم أفكر كثيرا في الأمر، ولكن بعد ذلك ألقيت نظرة فاحصة، لمحت طابع جورج واشنطن الأخضر الباهت وقيمته “سنت” مختوما بالبريد في 29 أكتوبر 1920، صدمت”.
ويوجد في خلفية البطاقة البريدية، رسم توضيحي لعيد الهالوين، بما في ذلك قطة سوداء وقرع وساحرة وبومة وعصا مكنسة، وعندما قامت كيتش بفك تشفير المخطوطة الباهتة على البطاقة البريدية، اكتشفت أنها موجهة إلى روي ماك كوين، وأدركت أنها رسالة من أحد أفراد العائلة إلى فرد آخر من نفس العائلة.
وتبدأ الرسالة “أبناء العم الأعزاء، نحن بصحة جيدة، ولكن الأم تعاني من ركبتيها، وهي تعرج بشكل فظيع، الجو بارد للغاية هنا” وتنتهي الرسالة بعبارة “لا تنسى أن تكتب لنا، وهل أصلح روي بنطاله؟”، مع توقيع من المرسل وهو فلوسي بيرغس.
وقررت كيتش أنها ستحاول إيصال البطاقة إلى أصحابها الذين أرسلت لهم في الأصل، وبدأت بالنشر على وسائل التواصل الاجتماعي للبحث عنهم.
وسرعان ما اكتشفت أن الكثيرين اهتموا أيضا بالكشف عن أصول البطاقة، وكيف ظهرت بطريقة ما بعد قرن في صندوق بريدها.
وبعد مشاهدة منشور كيتش، بدأ روبي بيترز، البالغ من العمر 33 عاما، والذي يعمل في مكتبة عامة بولاية ميتشيغن، بدأ في البحث عن إجابات.
وقال بيترز “أقوم ببعض الأبحاث في علم الأنساب كهواية، بدأت في مساعدة عائلتي، واكتشفت الخطأ بعد ذلك.”
وأثناء التدقيق في تعداد عام 1920، اكتشف بيترز روي ماكوين الذي كان يعيش ذات يوم في نفس العنوان حيث تعيش كيتش الآن مع زوجها وطفليها.
ووجد أن ماكوين كان في الأصل من كندا، وانتقل إلى الولايات المتحدة عام 1887، وكان متزوجا من نورا موردوك. وفي الوقت الذي تم إرسال البطاقة فيه، كان يعمل مديرا لشركة إنتاج.
وعلم بيترز أن المرسل المحتمل للبطاقة البريدية هو فلورنس “فلوسي” بيرغس، ابنة أخت نورا موردوك.
وأوضح قائلاً “لقد عثرت على سجلات تعداد، وسجلات وفاة، وسجلات زواج، وتحتوي البطاقة البريدية على اسمين وكان لها وجهة، لذلك كانت لدي فكرة عن مكان بدء البحث.”
وتابع بيترز “لقد بنيت شجرة عائلة، ولا يبدو أن روي ونورا لديهما أطفال، ويبدو أن فلوسي غير متزوجة، لذلك لا يوجد أحفاد”.
بدورها أصبحت شيريل أكرمان حريصة على العثور على العائلة أيضا، ونجحت في تعقب أحد الأقارب، ووصلت إلى حفيدة روي ونورا، وتواصلت معها وجمعتها مع كيتش.
وقالت كيتش “تحدثت مع قريب محتمل، وهي مهتمة جدا بالحصول على البطاقة البريدية، وسنلتقي قريبا.”
وبعد حل اللغز المتعلق بمن كتب البطاقة البريدية، ومن كان يعتزم استلامها، فإن السؤال الذي يطرح نفسه، هو كيف وصلت البطاقة إلى صندوق بريد كيتش بعد 100 عام على كتابتها.
نادرا ما تظهر الرسائل المفقودة من السنوات الماضية، وقالت ميندي بونوفر، التي تعمل في خدمة البريد في ميشيغين إن “البطاقة قد تكون فقدت لفترة طويلة وعلقت في مكان ضيق يصعب الوصول إليه ولا يراه أحد في مكتب بريد قديم، وعند تجديد المبنى ظهرت البطاقة، وهذا على الأرجح ما حصل”.
وتعمل بونوفر في مكتب بريد صغير، وتقول “كل أسبوع تقريبا هناك 20 رسالة لا تسلم لأسباب عديدة، بما في ذلك أن العنوان غير مقروء، وبعدها تذهب الرسائل إلى مكتب الرسائل الميتة” بحسب مانقلت قناة “الحرة”.
اترك تعليقاً