أمر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون سابقا الشرطة وأجهزة الأمن بالتأكد من أنهم يأخذون تهديدات الجماعات اليمينية المتطرفة في بريطانيا بالقدر الكافي من الجدية بعد مذبحة أوسلو في النرويج.
بينما اليوم يعودون وسط تصاعد الغضب في بريطانيا، من سلسلة مقاطع فيديو نشرتها منظمات يمينية متطرفة، تظهر اقتحام نشطاء فنادق يقطنها طالبو اللجوء، حيث يطرقون أبواب غرفهم بهدف “استجوابهم”، ويتهمونهم بـ”هدر أموال دافعي الضرائب”.
وأظهر مقطع فيديو لمجموعة تطلق على نفسها “بريطانيا أولا”، وتم تداوله على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نشطاء من اليمين المتطرف وهم يدخلون فندقا في برومسغروف قرب برمنغهام، ويقرعون أبواب غرف النزلاء مطالبين بمعرفة البلد الذي ينتمي إليه طالبو اللجوء.
ويقول أعضاء المجموعة في الفيديو إنهم دخلوا بشكل قانوني، وإن الفندق يؤوي مهاجرين غير شرعيين، وفقما ذكرت صحيفة “غارديان” البريطانية.
ويبدو أن طالبي اللجوء لا يعرفون من هم نشطاء اليمين المتطرف، إذ إن معظم من تم استجوابهم يجيبون عن أسئلة أفراد المجموعة، معتقدين أنهم مسؤولين حكوميين.
وأثار نشطاء من مجموعة “الوضع الآن” مخاوف بشأن الفيديو، وقدموا شكوى إلى وزارة الداخلية البريطانية ومسؤولي الفندق بشأن الحادث.
ودانت كلوديا ويب، عضوة البرلمان عن ليستر إيست، الحادث، وقالت: “الهجمات على طالبي اللجوء في هذا الفندق مشينة، وأنا أتضامن بشكل كامل مع كل من يمارس حقه القانوني في طلب اللجوء”.
وأضافت أن “مجموعة بريطانيا أولا ومجموعات الكراهية الأخرى تمثل أسوأ ما في بلادنا”، داعية إلى “عدم منحهم أي منصة لإضفاء الشرعية على خطابهم الدنيء المناهض للمهاجرين”.
ويتم تداول مقاطع فيديو أخرى مماثلة على “يوتيوب” من منظمات يمينية متطرفة، بما في ذلك مقطع يظهر طالبي اللجوء يتعرضون للمضايقة خارج فندقهم في نيوكاسل.
ونقلت شبكة “سكاي نيوز” عن متحدث باسم جمعية تراقب النشاط المتطرف، قوله إن “العنف والتهديدات التي تستهدف طالبي اللجوء تذكير مقلق بالخطر الذي يتعرض له مجتمعنا الأوسع من قبل هؤلاء المتطرفين اليمينيين”.
وأضاف المتحدث، الذي لم تذكر الصحيفة اسمه: “يغذي هذا الخطاب المعادي للأجانب، الذي يبثه أمثال زعيم حزب بريكست نايغل فاراج، بعض المعلقين الرئيسيين الذين يغذون المخاوف في زمن الوباء كورونا”.
وقال متحدث باسم الشرطة إنه تم استدعاء مجموعة من الأشخاص الذين تمكنوا من الوصول إلى الفندق في برومسغروف في 20 أغسطس، غادر الأفراد غادروا المبنى قبل وصول الشرطة، ولم يتم الإبلاغ عن أي جرائم جنائية.
وأكد متحدث باسم وزارة الداخلية أن الحكومة تأخذ مسألة حماية طالبي اللجوء على محمل الجد، مشيرا إلى أن أي عنف أو سوء معاملة موجه لطالبي اللجوء غير مقبول على الإطلاق.
اترك تعليقاً