ابوظبي – دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى تعميق المصالح المشتركة بين بلاده والامارات التي يزورها السبت خاصة الأهداف الاستراتيجية لتعزيز الاستقرار في الخليج، ودول أخرى مثل مصر واليمن وسوريا، ومواجهة تهديدات ايران والمتطرفين في أنحاء المنطقة.
وايّد كاميرون في مقابلة مع صحيفتي “الاتحاد” و”ذا ناشونال” الاماراتيتين مساعي ابوظبي للتسوية السلمية لقضية الجزر الثلاث (أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى) التي تحتلها إيران، من خلال المفاوضات المباشرة أو إحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية.
وقال “ندعم التوصل إلى تسوية سلمية للقضية بين الإمارات العربية المتحدة وإيران حول الجزر الثلاث المحتلة عبر توافق تام مع القانون الدولي”.
وشدد رئيس الوزراء البريطاني على ضرورة دفع نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة إلى طاولة المفاوضات، باعتبار أن الحل السياسي للصراع في سوريا هو الحل الوحيد، وانه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري.
ولفت الى ان بيان جنيف نص صراحة على إنشاء هيئة حكم انتقالي على أساس التراضي، وضمان عدم لعب الأسد أي دور في مستقبل سوريا.
ونوه كاميرون بما تم إنجازه من خطط تفكيك وتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية. اعرب عن قلقه لنمو التطرف هناك، قائلا “الإرهابيون يتدربون الآن في سوريا لشن هجمات مباشرة ضدنا جميعا”.
وأضاف “يجب العمل على خلق أساس للانتقال السياسي من حكم الأسد وتعزيز المعارضة المعتدلة التي تلتزم بقيام سوريا موحدة ومسالمة”.
ونفى ردا على سؤال وجود أي رابط بين تقدم مفاوضات طهران والغرب حول “النووي الإيراني” وبين التغيرات التي شهدتها الأزمة السورية مؤخرا قائلا “إن القضيتين منفصلتين تماما، وان الغرب ملتزم بمنع إيران من تطوير السلاح النووي، كما هو ملتزم، باعتبار الأسد فاقدا للشرعية، وأنه لا يمكن أن يكون هناك حل سلمي، وهو لا يزال في السلطة، ولن تكون هناك أي مفاضلة بين القضيتين”.
وقال كاميرون “بالنسبة لإيران، نحن غير مستعدين على الإطلاق لقبول تطويرها سلاحا نوويا..نحن وحلفاؤنا، وتحديدا الإمارات، انتهجنا سياسة المسار المزدوج من الضغوط، عبر فرض أصعب نظام عقوبات في التاريخ، وفي الوقت نفسه التفاوض مع إيران إذا كانت مستعدة بجدية للقيام بذلك. وعلى الرغم من أن الوضع قد تحسن، إلا أن نظام العقوبات باق في مكانه بدون أي أوهام إزاء إمكانية تغييره راهنا”.
واستدرك كاميرون “الصداقة بين بريطانيا والإمارات ليست فقط حول الازدهار المشترك، إنما تقوم أيضا على الهدف الأساسي للقادة للحفاظ على بلادهما آمنة وتعزيز الاستقرار في منطقة الخليج الحيوية..نحن ندرك جيدا القضايا الأمنية التي تواجه الإمارات، من القلق بشأن برنامج إيران النووي ودورها بزعزعة الاستقرار في المنطقة، إلى التهديدات التي يمثلها المتطرفون في مختلف أنحاء المنطقة والعالم، إلى أهمية تحقيق الاستقرار في أماكن مثل مصر واليمن وسوريا”.
وقال “في النهاية، الحل السياسي هو الحل الوحيد..لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للانقسام والصراع في سوريا.. جذور الحرب تكمن بفشل الأسد في الاستجابة لتطلعات الشعب السوري لمجتمع أكثر انفتاحا واقتصاد وأداء حكومي اكثر شمولية. والاستقرار الدائم والسلام إنما سيأتي فقط عندما تتم تلبية هذه الاحتياجات”.
اترك تعليقاً