تحركت أكبر جهة تنظيمية للمنافسة في بريطانيا لمنع استحواذ مايكروسوفت على ناشر ألعاب الفيديو Activision Blizzard، في ضربة موجعة لعملاق التكنولوجيا الأميركي.
وأعلنت هيئة حكومية بريطانية قرارها بمنع استحواذ شركة مايكروسوفت على شركة الألعاب Activision-Blizzard العملاقة مقابل 69 مليار دولار أمريكي بسبب مخاوف من الاحتكار وإعاقة المنافسة في مجال الألعاب السحابية، مما يُشكل ضربة كبيرة من مصدر غير متوقع لأكبر صفقة في تاريخ الألعاب في العالم.
ونقل موقع “مينا تك” عن المسؤول عن مكافحة الاحتكار في الحكومة البريطانية قوله، إن التزام مايكروسوفت بتصريحها عن إتاحة لعبة Call of Duty التابعة إلى Activision على منصات الألعاب السحابية الرائجة لن يكفي لتخفيف مخاوف الحكومة من الاحتكار.
ورداً على هذا القرار، صرّح رئيس مايكروسوفت براد سميث أن الشركة لا تزال ملتزمة بإتمام الاستحواذ وأنها سوف تستأنف القرار، في حين قالت Activision إنها “ستناضل” مع مايكروسوفت لإلغاء القرار.
كما صرّحت شركة Activision في بيان منفصل: “سنعيد النظر في خطط نمو شركتنا في المملكة المتحدة. سيعرف المبتكرون الكبار والصغار حول العالم أنه من الواضح أن المملكة المتحدة لا ترحب بالأعمال والشركات كما تدعي”.
هذا وأعلنت Microsoft عزمها الاستحواذ على Activision Blizzard في يناير 2022 مقابل 69 مليار دولار، في واحدة من أكبر الصفقات التي شهدها قطاع ألعاب الفيديو حتى الآن.
واعترض بعض منافسي Microsoft على الصفقة، خوفًا من أنها قد تمنح Microsoft قبضة محكمة على سوق الألعاب الذي تبلغ قيمته 200 مليار دولار، وكان من دواعي القلق بشكل خاص احتمال قيام Microsoft بإيقاف إصدار لعبة Call of Duty الشهيرة من Activision على بعض المنصات.
وأعربت شركة Sony، على وجه الخصوص، عن قلقها بشأن شراء Microsoft Activision، إذ يخشى عملاق الألعاب الياباني من أن تجعل Microsoft من لعبة Call of Duty حصرية لأجهزة Xbox الخاصة بها على المدى الطويل.
وبعد القرار، انخفضت قيمة سهم شركة Activision بنسبة 12% تقريباً لتصل إلى 76.65 دولاراً وتصبح أقل من عرض استحواذ مايكروسوفت البالغ 95 دولاراً للسهم الواحد، وإذا استمرت هذه الخسائر قد تخسر الشركة ما يقرب من 8 مليارات دولار من قيمتها السوقية.
أما بالنسبة لشركة مايكروسوفت، فقد ارتفعت قيمة أسهمها إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عام، وهذا بعد يوم من تفوق الشركة على توقعات وول ستريت من ناحية الإيرادات والأرباح الربعية.
وجاء القرار المفاجئ بعدما أعربت هيئة المنافسة والأسواق (CMA) الشهر الماضي عن مخاوفها من أثر الصفقة على سوق أجهزة الألعاب الذي يقوده Playstation من شركة سوني، وتسعى مايكروسوفت لمواجهة المخاوف من احتكارها لسوق الألعاب السحابية من خلال توقيع اتفاقيات الترخيص مع شركات مالكة لمنصات ألعاب سحابية مثل Valve Corp وNvidia وBoosteroid.
وقد عرضت مايكروسوفت بالفعل على شركة سوني التعهد بإتاحة لعبة Call of Duty لمدة 10 سنوات، إضافة إلى اتفاقية لإتاحة اللعبة ذاتها في أجهزة Nintendo Switch، غير أن سوني رفضت الأمر مشككة بوعود مايكروسوفت.
وتأتي مخاوف هيئة المنافسة والأسواق من توقعات بلوغ قيمة سوق الألعاب السحابية 13.7 مليار دولار عالمياً بحلول عام 2026، حيث قال رئيس الهيئة مارتن كولمان: “ينمو مجال الألعاب السحابية بسرعة وهو قادر على تغيير قطاع الألعاب بأكمله، فهو يخلص الأشخاص من الحاجة إلى شراء منصات الألعاب وحواسيب الألعاب باهظة الثمن ويمنحهم حرية أكبر في اللعب. وهذا يعني أنه من الضروري أن نحمي المنافسة في هذه السوق الناشئة والمثيرة”.
وقالت هيئة المنافسة والأسواق إن مايكروسوفت تمتلك حوالي 60 إلى 70% من خدمات الألعاب السحابية حول العالم بالإضافة إلى مزاياها التنافسية نسبة لامتلاكها أجهزة اللعب Xbox ونظام تشغيل Windows ومزود السحابة Azure.
وتعد الصفقة بين مايكروسوفت وActivision أكبر صفقة بين شركات تقنية قامت بمنعها هيئة المنافسة والأسواق. وهي أحدث دليل على استعداد الرقابة البريطانية لمواجهة شركات التقنية الكبرى بعد منعها شركة ميتا من الاستحواذ على منصة Giphy في عام 2021، وسوف يتخذ الاتحاد الأوروبي قرارًا بشأن هذه الصفقة التي تم الإعلان عنها في يناير 2022 بحلول 22 مايو القادم، وهذا بعدما أعلنت لجنة التجارة الفدرالية الأمريكية عن نيتها لمنع الصفقة أيضاً.
اترك تعليقاً