شهدت عدة مدن تركية، مظاهرات حاشدة، مساء الأربعاء، “احتجاجا على توقيف عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الخصم الرئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان، رغم فرض السلطات حظرا على التظاهرات والتجمعات في اسطنبول والولاية لمدة 4 أيام”.
ورغم محاولة منع تنظيم الاحتجاجات، “تجمع آلاف المتظاهرين خارج مقر شرطة إسطنبول، ومجلس بلدية المدينة، وخارج مقر حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه إمام أوغلو”.
وأفادت قناة “هالك ت في” أن “المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع في العاصمة أنقرة، حيث وقعت اشتباكات بين الطلاب والشرطة في جامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة، وسط أنباء عن اعتقال متظاهرين”.
ووصف أحد المتظاهرين اعتقال عمدة اسطنبول بأنه “غير قانوني” و”لا أساس له”، وأضاف: “هذه ليست ديمقراطية، إنها ديمقراطية زائفة، الشعب لا يستحق هذا، نحن كبشر مستاؤون طبعا، نحن مستاؤون”، فيما “أغلقت شرطة مكافحة الشغب الطرق المؤدية إلى مركز الأمن حيث اقتيد رئيس البلدية المعتقل بعد القبض عليه”.
في السياق، دعا رئيس بلدية اسطنبول المحتجز أكرم إمام أوغلو، “الجميع بمن فيهم السياسيين الحكوميين، إلى رفع الصوت في تركيا ضد ما وصفه بـ”الشر”.
وكتب إمام أوغلو على منصة “إكس” في إشارة إلى اعتقاله: “لا يمكنكم، ولا يجوز لكم، أن تلزموا الصمت، تجاوزت هذه الأحداث أحزابنا، الأمر الآن يتعلق بأمتنا، حان الوقت لترفعوا أصواتكم”.
وأضاف: “أوجه نداء لأعضاء السلطة القضائية، أناشد عشرات الآلاف من المدعين العامين والقضاة الشرفاء والأخلاقيين في القضاء التركي العظيم المتحمسين لخدمة وطنهم، عليكم الوقوف والتحرك ضد حفنة من الزملاء الذين يخربون القضاء التركي، ويشوهون سمعتنا أمام العالم أجمع”.
وتابع: “أناشد جميع السياسيين المنتمين لحزب العدالة والتنمية وتحالف الأحزاب الحاكمة. تجاوزت هذه الأحداث حدود أحزابنا ومُثُلنا السياسية. العملية الآن تهم أمتنا، خاصة عائلاتكم، أتمنى من الجميع أن يرفعوا أصواتهم. السيادة للأمة دون قيد أو شرط”.
وتابع: “هذا العقل الذي استولى على شهادتي سيعتدي على ممتلكاتكم وشرفكم وممتلكاتكم، علينا كأمة أن نقف في وجه هذا الشر”.
هذا “ويعتبر إمام أوغلو، زعيمَ المعارضة الشعبية وأهم منافس للرئيس رجب طيب أردوغان، وتتهمه السلطات ومساعديه بالتورط في قضايا فساد، بما في ذلك الابتزاز والاحتيال، فضلاً عن مساعدة حزب العمال الكردستاني، وهو حزب محظور تصنفه أنقرة وواشنطن وحلفاء أتراك آخرون على أنه منظمة إرهابية، ويأتي اعتقال إمام أوغلو في خضم حملة قمع واسعة النطاق طالت شخصيات معارضة، والتي واجهت انتقادات باعتبارها محاولة لإسكات المعارضة بدوافع سياسية، وقبل ذلك بيوم، ألغت جامعة إسطنبول شهادة البكالوريوس التي كان يحملها رئيس البلدية، وهي شرط أساسي للترشح للانتخابات بموجب القانون التركي”.
المعارضة تدعو إلى مزيد من الاحتجاجات
دعا حزب الشعب الجمهوري، المعارض الرئيسي في تركيا، “إلى مزيد من الاحتجاجات في إسطنبول”.
وصرح متحدث باسم الحزب لـ”فرانس برس”، “أنه من المتوقع أن يلقي زعيم حزب الشعب الجمهوري، الذي ينتمي إليه إمام أوغلو، كلمة أمام أنصاره خارج مبنى بلدية إسطنبول مساء الخميس، كما خطط طلاب الجامعات لتظاهرات في أكبر مدينة تركية”.
اترك تعليقاً