قال وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا، إن قرار وقف إطلاق النار الدائم في ليبيا هش ولن ينجح إلا إذا توقفت الدول الداعمة لخليفة حفتر.
وأوضح الوزير في تصريح لصحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، أن حفتر لن يشكل أي تهديد إذا تخلى عنه أنصاره الأجانب، مشيراً إلى أن خطورته متعلقة فقط بدعم الدول الأجنبية.
ولفت باشاغا إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار لن يستمر إلا إذا توقفت الدول الداعمة لحفتر عن التدخل في الشأن لليبي.
وأضاف يقول: “التحدي الأكبر لعدم تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار سيكون التدخل الأجنبي”.
وأكد وزير الداخلية أن الدول التي راهنت على انتصار حفتر قد بدأت مراجعة موقفهم منوهاً إلى أن هناك تغييرا في الموقف المصري، إلى جانب تغيير يبدو إيجابيا في موسكو، وأما الإمارات فلم يتضح أن هناك تغيرا في موقفها، وفق قوله.
وفي وقت سابق، قال أحمد المسماري الناطق باسم قوات حفتر، إنهم يأملون أن يُؤدي اتفاق وقف إطلاق النار الموقع يوم الجمعة في جنيف السويسرية، إلى حل سياسي.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي للمسماري، مساء السبت، حول اتفاق وقف إطلاق النار الدائم في ليبيا.
وقال المسماري: “نحن جزء رئيسي من اتفاق جنيف لوقف إطلاق النار.. لا نقاش بشأن المصلحة الليبية العليا”.
وحيا ناطق قوات حفتر جهود الأمم المتحدة ودول الجوار بشأن حل أزمة ليبيا.
وتابع: “سنتجاوز التحديات التي تواجه اتفاق وقف إطلاق النار.. ونأمل أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار لحل سياسي”.
وأشار المسماري إلى أن المطلوب بعض التنازلات لأجل مصلحة ليبيا، منوهاً بأن اتفاق جنيف يحتاج إلى ضامن رئيسي لتطبيقه، وفق قوله.
وأردف يقول: “ملتزمون بشكل كامل باتفاق جنيف والكرة بملعب الطرف الآخر”.
وأعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يوم الجمعة، عن تتويج محادثات اللجنة العسكرية المشتركة الليبية 5+5 في جنيف اليوم، بإنجاز تاريخي حيت توصل الفرقاء الليبيون إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء ليبيا.
وأفادت البعثة بأن يُمثل هذا الإنجاز نقطة تحول هامة نحو تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا.
وأقيمت مراسم توقيع الاتفاق في مقر الأمم المتحدة في جنيف بحضور رئيسة البعثة والممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة، ستيفاني وليامز، و”عدد من ممثلي السلك الدبلوماسي للدول الأعضاء”.
وأشادت ويليامز، في كلمة ألقتها عقب توقيع الاتفاق، بـ”وطنية” طرفي النزاع والتزامهما بوحدة ليبيا وسيادتها، معتبرة ما حصل اليوم “لحظة سيسجلها التاريخ”.
وقالت: “ما أنجزتموه هنا يتطلب قدرا كبيرا من الشجاعة.. لقد اجتمعتم من أجل ليبيا وشعبكم لتتخذوا خطوات ملموسة لإنهاء معاناته”.
وشددت المسؤولة الأممية على أن الاتفاق المبرم “يمكن أن يساعد في تأمين مستقبل أفضل وأكثر أمانا وسلما لجميع أنباء الشعب الليبي”، معربة عن أملها في أن يُتيح الاتفاق للنازحين واللاجئين الليبيين داخل البلاد وخارجها العودة إلى ديارهم.
ورأت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز، أن اتفاق حكومة الوفاق وقوات حفتر في اللجنة العسكرية المشتركة خطوة نحو التسوية الشاملة للأزمة التي طال أمدها.
ودعت في كلمتها خلال مراسم توقيع الاتفاقية، إلى تنفيذ الالتزامات الواردة فيها عبر تجسيد عمل اللجان الفرعية، مشددة على أنه “من المهم الاستمرار في العمل بأسرع وقت ممكن لتخفيف المشاق العديدة التي تسبب فيها النزاع للشعب الليبي، ونمنحه بارقة أمل لمستقبل أفضل”.
واعتبرت أن ما جرى تحقيقه “يمثل علامة فارقة ومهمة لليبيا، وآمل بشدة أن تتكفل الأجيال القادمة من ليبيا إلى اعتبار اتفاق اليوم الخطوة الأولى والحاسمة والشجاعة نحو التسوية الشاملة للأزمة الليبية”، مشيرة إلى أنه “أمامنا الكثير من العمل في الأيام والأسابيع المقبلة لتنفيذ الالتزامات الواردة في هذه الاتفاقية ولتجسيد عمل اللجان الفرعية”.
وتوجهت إلى الوفدين، قائلة: “أعلم أنه يمكن أن أواصل الاعتماد عليكم، وكذلك يمكن للشعب الليبي التعويل عليكم، إن الأمم المتحدة معكم والشعب الليبي، وسنبذل قصارى جهدنا لضمان أن يقدم المجتمع الدولي دعمه الكامل والثابت لكم”.
اترك تعليقاً