انكسار نفسي لايحتمل الذي أصاب العمق النفسي لغالب الأسر الليبية، انتقلت به مصدومة من حالة معيشية فيها بعض التوازن اعتادت عليها إلى حالة معيشية طارئة من الفقر المعدم أصاب أوجه حياتها الاجتماعية وتكيفها الاجتماعي بالتفكك والانهيار.
ان الحرمان الذي طرأ لابسط الحاجات الاساسية والفقر الفجائي المستحدث المفتعل على غالب الاسر الليبية في السنين الاخيرة مأساة وطنية لايتجاهلها الا من يتجاهل بشر يموتون حوله ويتمتع حقيقة بالنظر اليهم وهم يموتون إحياء وذلك حال اجهزة تنفيذية وتشريعية وصورها المدمرة القاتلة في عمق الاسر الليبية تتمثل في حالات يومية من الانكسار والإحراج النفسي لأرباب الاسر امام اسرهم بسبب حاجاتهم اليومية الملحة وظهور لمشاعر الْخِزْي والمهانة في الوسط الاجتماعي بانتقال هذه الاسر من مرتبة كانوا يشعرون فيها بالعز الاجتماعي النسبي الى مرتبة باتوا يشعرون فيها بالذل الاجتماعي والدونية المعيشية بين أندادهم من الاسر.
وظهور حالات من الاكتئاب الشديد بين افراد هذه الاسر التى لم تستطع التكيف مع أوضاعها الطارئة وحالات من التوتر وغضب مكتوم ضاغط يرى بوضوح في عبوس وجهي قابل للانفجار لأتفه الأسباب في صور مشاجرات تحدث يوميا بين ابناء الشعب الليبي وانعدام الاستقرار والاطمئنان النفسي لافراد هذه الاسر في حاضرها وتطلعها للمستقبل بسبب الانسدادات والإغلاقات الحياتية التى تحيط بها بحرمانها من الغذاء والدواء والكساء وغيرها من الحاجات.
أدت هذه المعاناة القاسية المستحدثة على الأسر الليبية الى مؤديات مفزعة منها الهجرة غيرالشرعية عبر البحر المتوسط لافراد او اسر ليبية كاملة او الهجرة الشرعية لافراد او اسر ليبية كاملة والى حالات كثيرة من الانتحار لم تتداول اعلاميا كما ينبغي والى تفكك اسر كاملة وازدياد حالات الطلاق والى لجوء افراد من هذه الاسر الى الجريمة لتحصيل معيشتها وجعل افرادا من هذه الاسر ضحية للاستغلال الجنسي وغيرها من المؤديات المفزعة التى خلخلت الكيان الاجتماعي الليبي ووضعته في موضع متأهب للانهيار.
الاولى بالحماية المعيشية والأمن الغذائي والصحي هو الشعب الليبي وليس أجسامه التنفيذية والتشريعية لان الشعب الليبي هو الثابت وهو المكون الأصيل لليبيا وما الاجسام التنفيذية والتشريعية الا متغيرة وطارئة وقابلة للتبديل وحتى الاستغناء فاي ظلم مظلم ان تمنح مرتبات شاهقة مرتفعة للنواب واعضاء مجلس الدولة وافراد الحكومات المتعاقبة وان تمنح المزايا العلاجية والدراسية وغيرها من ثروة ليبيا وان يحرم ابناء الشعب الليبي من ثروته الى حد التسول امام المصارف والى حد الطواف على مواضع القمامة والى حد العجز عن شراء رغيف الخبز والى حد الانكسار والإحراج النفسي والى حد ظهور حالات شديدة من الاكتئاب والى حد الشعور بالمهانة والذل من اسر ليبية فوق أرضها والى حد الهجرة من البلاد والى حد الانتحار والى حد التفكك الاسري والى حد اللجوء الى الجريمة والى حد الاستغلال الجنسي لاطفال وفتيات ليبيا ، الحفاظ علي ليبيا والحفاظ على الوطن هو بالحفاظ على الاسر الليبية المكونة لليبيا والمكونة للوطن وذلك بحمايتها معيشيا من الافقار المفتعل الذي تتعرض له وليس بحماية نواب وأسر مجلس النواب وحماية اعضاء وأسر اعضاء مجلس الدولة وحماية وزراء ورؤساء وزراء وأسرهم وقد ثبت ان وجودهم ضارا مضرا اكثر من نفعهم بل هم سبب البلاء الذي ابتلت به ليبيا وان هذه المرتبات الشاهقة المشهقة وهذه المزايا الملكية من ثروة ليبيا الممنوحة للأجسام التنفيذية والتشريعية هى سرقة ونهب وجشع مطلق شرعنت قانونا وهى حراما محرم وخارجة عن القيم الانسانية ومنافية للطبيعة والعقل وذلك بالنظر الى انعدام الجدوى وانعدام الفائدة من وجود هذه الاجسام العاطلة الباطلة التى لم تقدم اي إنجاز لليبيا الا السخرية عليها من بلدان العالم الاخرى وبالنظر الى فساد وخمول وبلادة ولا مبالاة افراد هذه الاجسام التنفيذية والتشريعية وبالنظر الى عدمية مسؤولياتهم تجاه ليبيا وعدمية اراداتهم في النهوض بليبيا من معقلها المتردي.
ولا افهم وجود نائب او عضو مجلس دولة او وزير او رئيس وزراء له صفة الحكم وعليه المسؤولية على شعب يتعرض يوميا لحالة من البؤس تزداد شدائدها الا ان هذا النائب وهذا العضو وهذا الوزير وهذا رئيس الوزراء قاصدا فاعلا لاذلال ابناء شعبه او انه عميل لاعداء بلاده او انه شخصية شريرة اجرامية انتقامية او انه سفيه وأحمق فان مايحدث لغالب الاسر الليبية مع استمراره المفتوح مأساة وطنية ومحنة حياتية مدمرة للمجتمع الليبي وتستوجب التغيير والمجاهدة او الاستقالة وان تستمر وجودا في منصبك مع استمرار تردي حياة اسر ليبية فأنت قاصدا متعمدا لهذا التردي المعيشي المدمر ، وجود هؤلاء حكاما في ليبيا وهو وجود متتابع وصولا الى مجلس النواب ومجلس الدولة والحكومات المقترنة مدنية وعسكرية هو صفعة عظيمة للشعب الليبي لن يتخلص الشعب الليبي من وجعها البدني والنفسي الا اذا رد الصفعة بصفعة اعظم.
ابناء شعبنا اليكم عبارة اخيرة اترك لكم تفسيرها ولها معاني عظيمة في حياتنا البائسة:
“اذا اردتم العبودية فلتكن العبودية لأسياد عقلاء ولاتكون العبودية لأسياد حمقى”.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
شعب جبان يساق كالقطيع فى طوابر الموت البطئ شعب اذل نفسه بنفسه لو كان شعب حرا لاخراج الشوارع وانهى هذه المهازل لاكنه قطيع والقطيع لايتظاهر