انطباعاتي عن المؤتمر العلمي الأول للمصالحة 2018 - عين ليبيا
من إعداد: أ.د. فتحي أبوزخار
في ظل التأجيج الأعلامي وتهاون المجتمع الدولي في الدفع بالحل السياسي وإفساح المجال أمام الصراع الحربي، الممول من الخارج، للعبث بأمن وسلام ليبيا وما تشهده منطقة الجنوب من اقتتال إلا دليلٌ صارخ وفاضح على ذلك. وفي ظل هذه الظروف تكابد طرابلس عروس البحر وتدوس على آلام وجراح الوطن وتعقد مؤتمرا علميا وطنيا خلال الفترة من 26 إلى 27 فبراير يرفع شعار الأمان والسلام والمصالحة.
بالرغم من تجربة الكاتب المتواضعة فيما يخص المصالحة وتجربته الأنضج بما يتعلق بالعدالة الانتقالية حيث امتدت بالعمل، ولمدة سنتين، مع منظمة لا سلام بدون عدالة ( No Peace Without Justice) والتي تركز على نشر ثقافة العدالة الانتقالية والتي تنطلق من مجموعة مرتكزات أساسية تهدف إلى الوصول لمصالحة والمتمثلة في: كشف، أو تقصي، الحقيقية وحفظ الذاكرة، جبر الضرر ماديا ومعنوبا، فحص المؤسسات العدلية، الجمع بين القضاء التقليدي والمبتكر، حيث كانت لنا زيارات داخلية بالخصوص بسرت ، ويفرن ولقاءات متعددة بطرابلس.
كذلك اتيحت للكاتب فرصة مدارسة مسودة قانون العدالة الانتقالية الصادر عن المؤتمر الوطني العام مع نقابة المحامين.
ومع أن الانطباع الغالب في ليبيا بشأن المصالحة هو الأسلوب التقليدي لفض النزاعات المحدودة والذي أستمر بشكل موسع في محاولات رأب الصدع لمناطق دخلت في حرب أهلية خلال انتفاضة 17 فبراير أو بعدها. إلا أن المؤتمر العملي الأول أضاف نقلة نوعية بمشاركة الأكاديميين رجال ونساء، لذلك تجمعت عدة خصائص ميزت المؤتمر العلمي للمصالحة بالأتي:
o اعطاء مثل عملي للمشككين ودعاة الفتنة بأن طرابلس عاصمة ليبيا آمنة وقادرة على عقد ملتقيات تضم مشاركين من جميع المدن الليبية.
o التمسك بعقد المؤتمر داخل أرض الوطن ليبيا ورفض أن يكون بالخارج وفر على الدولة مصاريف بالعملة الصعبة.
o زرع المؤتمر الثقة في الشعب الليبي والجدية في ايجاد حلول للأزمة ووضع اللبنات المتماسكة للوصول إلى المصالحة الشاملة.
o خلق تنمية اقتصادية وذلك بتحريك وتنشيط الفنادق، وحركة الطيران الداخلية، ومختلف والمقاهي والمحلات التجارية.
وربما مما استوقفني من توصيات هو في الأساس تشكيل لجنة لمتابعة توصيات المشاركين ومقترحاتهم، ومن أبرز التوصيات التي تم تلاوتها:
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا