انتخابات تركيا المُهيبة تتصدر الأجندة العالمية - عين ليبيا
من إعداد: أ.د. فتحي أبوزخار
الواضح بأن نجاح السيد رجب طيب أردوغان في الجولة الأولى من الانتخابات على منافسه السيد كليشدار أوغلو ستقلب موازين العالم أو بالأحرى ستعدل ميزان القوى في العالم وستخلق نوع من الاستقرار في بعض الدول المشتعلة كما في السودان، فهذا الاهتمام المتزايد بالانتخابات التركية، إضافة إلى المشاركة الشعبية للأتراك والتي تجاوزت 90% زاد في اتساع العيون المراقبة لسير الانتخابات في تركيا وتزايدت المخاوف من بروز تركيا كعنصر أساسي في أتزان المعادلة الدولية المتأرجحة اليوم. فتركيا التي تضاعف انتاجها القومي بعد تسلم حزب العدالة والتنمية، بقيادة أردوغان، إلى أضعاف مضاعفة، ووصلت الصناعات العسكرية إلى مستويات متقدمة بحيث باتت لها الريادة في الطيران المسير. العالم اليوم يراقب الانتخابات في تركيا لأن إمكانياتها الاقتصادية والعسكرية، إضافة إلى تفوقها في المشاركة الديمقراطية، باتت تؤهلها بأن يكون لها أوراق لعب على طاولة السياسة العالمية تستطيع أن تجني منها مكاسب مادية اقتصادية وسياسية.
لماذا هيبة تركيا ؟
تركيا تصنع اليوم هيبتها في عالم تتقاذفه أمواج التغيير، بين طرفين يتنافسان على المكاسب المادية البحتة، القوة الاقتصادية، مستخدمين القوة الصلبة، يتمثلان في روسيا ومن ورائها الصين، وأمريكا من ورائها بريطانيا والنيتو لفرض الهيمنة وقيم أخلاقية متضاربة في مجملها ومتناقضة مع الفطرة أحياناً، إلا أن ما تُعلمه تركيا للعالم اليوم هي دورساً بالتأكيد ستكون مفيدة للأمة الإنسانية ويمكن أن نجملها في الآتي:
بسبب قرابة مليون صوت باطل جعل فوز السيد أردوغان في الجولة الأولى بنسبة 49.35 ولم يتجاوز 50%، إلا أن مراجعة الأسباب التي أدت إلى بطلان تلك الأصوات ستمكن للسيد أردوغان في الجولة الثانية من اكتساح الانتخابات. الغرب وعلى رأسهم أمريكا يناصبون العداء لحزب العدالة والتنمية وقيادتها الرشيدة والتي على رأسهم السيد أردوغان، إلا أن الإدارة الأمريكية تعي جيداً بأن تركيا كثاني قوة في النيتو وتملك خيوط التواصل والدبلوماسية مع القوى العالمية ومع ودولة إسرائيل، لن تدور في فلكها و تكون تابعة لها، ولكن تسطيع أن تلعب دوراً مهماً جداً في توازن اللعبة الدولة وخلق استقرار أفضل للعالم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا