كالماء الذي…
يسقي به الفلاح الأراضي
كحبوب الثمار التي…
يزرعها في ترابها
كفرحته العارمة…
حين حصاد خيراتها
فمن جد في الأرض وجد.
الوطن في أعين الكادحين
كخبز العيش الذي…
يعده الخباز في الأفران
وعينه لا تغفو عليه أبدا
كحلو العيش ومره…
في حياة الإنسان
إن صقلتك الحياة فلا تجعل لها
مجالا لأن تشوه معدنك.
الوطن في أعين الكادحين
كالمسكن المرمم الذي…
يشتغل عليه عامل البناء
وعامل الطلاء
يبنيان جوهره
ثم يدهنان مظهره
فيكتمل البنيان.
الوطن في أعين الكادحين
كحرص عامل النظافة على موطنه
على الأزقة والطرقات…
وفي المباني والمؤسسات
بعد شروق الشمس وبعد المغيب.
الوطن في أعين الكادحين
كعمل النجارين والحدادين
وأصحاب المهن الحرفية
عمل ومثابرة وأمل.
الوطن في أعين الكادحين
كجمعتهم لتناول الغداء
كمزاحهم وضحكتهم…
التي يغيضون بها الدنيا
بمالها وزينتها
فهم لا يقبلون عليها ولا يدبرون
بل متزنون وراضون…
بما قسم الله لهم فيها.
الوطن في أعين الكادحين
لا يقبل القسمة على اثنين
وطن واحد يجمعهم
وهم فيه عاملون.
الوطن في أعين الكادحين
هو زهوة العمل
وانعدام الهزل.
الوطن في أعين الكادحين
دائما موفيهم حقهم
ولا ينسبون له أبدا
تقصيرا تجاههم
فهم يفهمونه جيدا
ويعلمون أن تراب الأرض
لا يقصر في حقنا أبدا
بل الأرض لها حق علينا
فهي نعمة من الله لنا
وامتحان لنا عليها
إما عمار أو خراب
وإما صلاح أو طلاح
ولا نكسب شيئا فيها…
إلا بأيدينا
سواء عملنا حسنا…
أم عملنا سوءا
فالأرض عندما نسقيها…
تثمر
وعندما ندفنها بنفايات…
تتضرر
الأرض عندما نبنيها…
تعمر
وعندما نتقاتل عليها…
تتكدر
فلنعطيها قليلا من حقها
فكما لنا حقوق عليها
لها حقوق علينا.
إن الوطن في أعين الكادحين
ليس كالوطن في أعين الآخرين.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً