عندما انطلقت الثورة في 17 فبراير 2011 كان الصراع بين تيارين رئيسيين هما فبراير وسبتمبر وكان صراعا سياسا ولم يكن لهذا الصراع أي بعد قبلي أو جهوي أو اجتماعي ثم ظهر تيار ثالث عرف باسم عملية الكرامة وانقسمت تبعا لذلك فبراير وسبتمبر على نفسيهما بانضمام بعض عناصرهما للكرامة وعندما عجزت أي من هذه التيارات على حسم الصراع لصالحها استعانت قيادات هذه التيارات وللأسف بالمرتزقة الأجانب ثم بعد ذلك تم الاستعانة بالقوات الأجنبية فدخلت الإمارات وقطر ومصر وتركيا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وروسيا في هذا الصراع وأصبح الصراع تغذيه دول كبرى وتديره وتشرف عليه عن طريق بعثة الأمم المتحدة.
فبدلا من أن تُعين البعثة الليبيين على حل أزمتهم أصبحت أداة للدول الغازية التي نشرت قواتها في أكثر من عشر قواعد عسكرية وكل دولة من هذه الدول أصبحت طرفا في الصراع تبارك وتمنع وتقترح وتفرض الحلول وفقا لمصالحها.
كنا طرفين للصراع في ليبيا فأصبح (12) اثنا عشر طرفا وكل طرف يحاول أن يستأسد على البقية من أجل الفوز بالكعكة.
ولذلك اعتقد بأن هناك حاجة ملحة تدعو إلى تظافر جهود الوطنين الليبيين وتوحيد صفوفهم للتوافق حول مفهوم واحد لإدارة الدولة وسحب البساط من تحت هذه الدول قبل أن تتفاقم الأزمات وتزداد الأمور سوء وتعقيدا وهذا هو منطلقنا وهذا هو المبدأ الذي نرى ضرورة العمل عليه من قبل كل شرفاء الوطن الذين تهون عندهم الصغائر عند وجود الكبائر.
الليبيون وحدهم قادرون على بناء وطنهم بمشاركة كل الأطياف السياسية الليبية فلا إقصاء ولا تهميش لأي تيار سياسي فالجميع مدعوون للمساهمة في إخراج بلادنا من مآزقها قبل سقوطها إلى الهاوية.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً