الوجه الآخر للعاصفة المطرية في ليبيا - عين ليبيا
من إعداد: أ.د. فتحي أبوزخار
اللهم أرحم شهدائنا الذين جرفتهم سيول العواصف المطرية بمدننا الحبيبة درنة وما حولها سوسة والبيضاء والمرج.. على مراد الله واللهم لا اعتراض. بالتأكيد هذا ابتلاء من الله عز وجل “كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالخير والشر فتنة وإلينا ترجعون”، ودفع الله عنا شر ما كان أعظم. والحمد لله على كل حال وتظل هذه الكارثة المطرية درساً يمكننا أن نستفاد منه. والحمد لله أنها فرصة لملمة شتات الليبيين/ات الذين مزقتهم سكاكين التشظي السياسي وحروب الوكالة، بين الدولة الغربية، التي حصدت أرواح شباب ليبيا ودمرت بنيان وحدتها كما جرفت السيول اليوم بيوت العائلات الليبية وهجرتهم.
الأسباب الظاهرية كارثية وهي حقيقية:
حُمكنا البشري يظل ظاهري وهو حقيقي بالنسبة لنا مهما أخفت عنا الحالة المرفوضة من مكاسب. وهنا يُذكر الكاتب بقصص سورة الكهف، خرق السفينة، قتل الولد، وبناء الجدار مع رفض الإطعام، التي ظاهرها مرفوض ونتائجها النهائية مقبولة بل ومطلوبة. وبخصوص كارثة العاصفة المطرية سيبدأ الكاتب بطرح السلبيات التي كانت وراء تفاقم العاصفة المطرية لتصبح كارثة فوق مستوى الإدراك بل وحتى التخيل، وتتلخص فيما يلي:
دفع الله ما كان أعظم:
“اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إن شئت سهلا”
يقال بأن السهلة الأرض الرملية على شاطئ البحر، كما هي شواطئ درنة وسوسة، والبيضاء، وشحات والمرج، والحزنة الأرض الغليظة الجبلية كما هي جبالها.. ويرى الكاتب بأن العواصف المطرية بما لها من ملامح غليظة خارجية كارثية إلا أنها قد تكون الطريق إلى نتائج نفعية سهلة. وقد لا نستغرب بأن ليبيا حققت بعض المصالح من هذه الكارثة يمكن اقتراحها على النحو التالي:
الكارثة ومصلحة العدو:
وتستمر المؤامرة! مع أن الكارثة أفشلت مخططات التقسيم ولكن يرى الكاتب قد يغير العدو خطة لعبة السياسية.
ومخططات الانتقام من درنة على رأس أجندات التقسيم، فمن الجهل في حياتنا الدنيا أن نرتاح ونطمئن ونأمن جانب الشر. لذلك علينا أن نفرز من هم أعدائنا ومن يمكن أن تتلاقى مصالحنا مع مصالحهم. فتباين الأعداء تفرضه مصالحهم واليوم سنجد عدو يريد أن يملئ الفراغ الذي حصل بسكين من خارج الوطن، وخاصة بدرنة، إشعاع الثقافة والمدنية، وبتغيير ديموغرافيا المكان. وقد نبه إلى ذلك أحد سكان درنة بعدم ترك درنة ومغادرتها، ولعمري أنه لواعي ودارك للمخاطر التي قد تكون أكثر من الكارثة المطرية لو تركت درنة لغير أهلها.
تنبيه:
لا يستغرب الكاتب استغلال الظروف اليوم ودخول جهات أجنبية “السوس”، ولو كانت عربية، تحت مظلة الإغاثة للعبث بمصير ليبيا، ووحدة ترابها، وحكمها المدني الذي انتفض الشعب الليبي لأجله في 2011.
لك الله يا ليبيا:
اللهم أرحم شهدائنا وأشفى مرضنا وهون عليهم، والحمد لله على كل حال “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب” صدق الله العظيم وصدق سيدنا المصطفى عندما قال: “عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خير له وإن أصابته ضراء صبر فكان خير له” فاللهم أجعل الكارثة خيرا على أهلنا في الشرق بصبرهم وعلى باقي أهلنا بالعمل على دعمهم والوقوف معهم وإفشال مخططات التقسيم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا