النفط ومشتقاته المصدر الرئيس لإيرادات البلد، والهلال النفطي به أكبر موانئ لتصدير ما يقرب من ثلاثة أرباع الانتاج، وفي ظل الصراع على السلطة فقد قام حرس المنشآت النفطية بقفل ابار الانتاج وموانئ التصدير لما يقرب من العامين، اعتبرها البعض خسارة كبرى حيث كانت اسعار النفط جد مرتفعة، بينما اعتبرها اخرون وقف لهدر ثروة المجتمع التي لم يستفد منها، بل كانت تصب في مصلحة اصحاب الميليشيات المسلحة.
مع بلوغ الصراع بين الاطراف المختلفة شدته ونقص الموارد، اصبحت السيطرة على منابع وموانئ تصدير النفط هدفا أسمى، فكانت هناك عمليات الكر والفر، ادت بالنهاية الى سيطرة الجيش وتسليمها للمؤسسة الوطنية للنفط، لتصب الايرادات في حساب بالبنك المركزي بالعاصمة الذي تدور حوله الشبهات بشأن اهدار المال العام، وعدم تقديم حلول ناجعة للازمة المالية المتفاقمة، حيث ان طوابير طلب السيولة النقدية على المصارف لم تنقطع لما يربو على العام.
ربما الطريقة التي سيطر بها الجيش على الموانئ والحقول النفطية من حيث السرعة وعدم وجود خسائر مادية وبشرية، واندحار المسلحين في بنغازي التي كانوا يتحكمون بها، حيث أصبحوا محاصرين في عمارات محدودة تنبئ ولا شك بقرب نهايتهم، جعلت الفارين منهم والذين يكنون العداء للجيش الوطني يقومون بمحاولة لإثبات وجودهم.
ان ما يجري بالبلد على مدى ست سنوات، لهو أكبر دليل على مدى تشابك المصالح بين القوى الاقليمية المختلفة، فمنها من يرغب في تحجيم القيادة العامة للقوات المسلحة ومحاولة اجبارها على القبول بالحل السياسي ولن يتأتى ذلك إلا بنزع أهم أوراقه وهي المنشآت النفطية.
اننا لا نشك البتة في ان الهجوم اتى عقب الدعوات المتكررة من قبل فضيلة المفتي بالنفير الى بنغازي وإعادة السيطرة عليها، ليعزز من موقف حكومة الانقاذ التي حاولت مؤخرا العودة الى المشهد السياسي من خلال المناوشات التي قامت بها عناصرها المسلحة وميليشيات حكومة (الوصاية) الرئاسي في ابي سليم وما صاحب ذلك من سقوط ضحايا وجرحى وتدمير للممتلكات العامة والخاصة.
ان ما يجري بالبلد يزيد من حدة الأزمة الاقتصادية والأمنية التي يعاني منها المواطن، ويُهدّد كذلك الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي، وقد ظهر ذلك من خلال بعض التصريحات المنسوبة لأعضاء بمجلس النواب عن المنطقة الشرقية الذين يعتبرون ان الجيش الوطني هو من حررهم من براثن من يدعون زورا وبهتانا الاسلام وإقامة شرع الله، جرائمهم تشهد على مدى بربريتهم بل فاقت اعمال الصهاينة بالأرض المحتلة. انهم يدفعون ثمن حريتهم، فدماء ابنائهم لا تزال تنزف لتروي دوحة الحرية، وليذهب الذين يستظلون بدوحة قطر الى مزبلة التاريخ. ان المساس بالجيش خط احمر دونه الموت.
لا شك ان وحدة البلاد على المحك في ظل من يسيطرون على زمام الأمور سواء اولئك الذين اتى بهم الناتو بعد اقامتهم على اراضيه لتلقي التدريبات اللازمة ومن ثم تنفيذ الاوامر لتدمير البلد، او من لفظتهم الجماهير ورفضوا التنحي امعانا منهم في احتقار الشعب، لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبا، ما احوجنا الى انتفاضة عارمة تقتلع هؤلاء من جذورهم التي نجزم انها سطحية ومن ثم تصحيح المسار الذي يؤدي الى دولة حرة ابية، ينعم ابناءها بالديمقراطية والعيش الكريم الآمن.
حفظ الله البلاد من كل سوء
[su_note note_color=”#ecebc8″ text_color=”#000000″]هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه[/su_note]
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
سؤال للسيد سليمان ما هو السر وراء اقتران اسمك بمؤسس سوق رأس المال الليبي لم افهم انت أول رئيس له ولكن أسس بقانون هل معني هذا إن أول رئيس لأي مؤسسة يعتبر هو مؤسسها