استنكر المفتي ونائبه وعي الصلابي وجميع المشايخ في ليبيا تقريباً حادثة القنصلية في ليبيا !!! شيء مستغرب حقيقةً ممن لا يتركون يوماً إلا ويبثون خطب وفتاوى وآراء الحقد والكراهية والتحريض والتجييش التكفيري المؤدي لقتل أبناء وطنهم المسلمين قبل غير المسلمين.
و حتى عند إدانتهم للجريمة يبررونها … وأسوأ من الجريمة تبريرها ، فتخرج عليك عبارات ( نيتهم حسنة ) وعبارة (لا نطعن في إيمانهم) (ولا نطعن في إخلاصهم ) !!! ومن هذه العبارات المبررة للجرائم.
أنسيتم أم تناسيتم ما صرح الشيخ الصلابي بعد تحرير طرابلس وما شنه من هجوم على من أسماهم الليبراليين والعلمانيين وبأنهم عملاء وأذناب الغرب الكافر الصليبي وبأنهم عملائه لمحاربة الإسلام والمسلمين !!!! هذا الكلام ألا يجعل قتل أبناء الوطن والغربيين بكل أشكالهم شيئاً طبيعياً دفاعاً عن الوطن والدين؟؟
ألا يخرجون علينا صباح مساء وهم يعلمون الطفل قبل الشاب إن الغرب وحكوماتهم تتآمر علينا وعلى ديننا وأنهم يريدون هدم الإسلام وقتلنا تدمير أوطاننا … الخ من هذا التجييش السطحي المقزز المؤيد بآيات القرآن …. أيعقل بعدها أن يطلبوا ممن غسلوا أدمغتهم وحشو أفئدتهم بخطاب التحريض والكراهية باحترام دبلوماسي أو حتى سائح غربي؟
دولة القانون والرفاه تتناقض مع دار الإفتاء ومشايخنا والتيار الإسلامي بكل تلاوينه ولا تجتمع البتة ً… الأساس في الدولة المواطنة وعندهم الدين والمذهب … الدولة هي من تحدد الأعداء وتعلن الحرب وعندهم أن المشايخ هم من يحددون الأعداء ويبيح الحرب … الأساس في الدولة احترام القانون وعندهم هم الشريعة بمفهومهم هم ولا احترام لأي قانون .. الأساس هو الدولة وعندهم هم الأمة الخيالية التي يكفر بعضها بعضاً . الأساس هو البرلمان والقوانين والدستور وعندهم هم فتاوي المشايخ المتناقضة والمتضاربة.
أحياناً يبدوا لنا مشايخنا بهذا التناقض في الخطابات مصابون بانفصام الشخصية ، وأحياناً أخرى بالنفاق السياسي والاستغلال السياسي للدين ، ولا ندري أيهما أقرب للواقع والحقيقية . ولكن ما نحن متأكدون منه أنهم آلات لبث الحقد والكراهية والقتل والبغض والحقد والغل.
نائب المفتي الشيخ غيث الفاخري لا هم له إلا من اسماهم الليبراليين والعلمانيين . وسحب منهم صكوك الإيمان ومنحهم صكوك الكفر ، واتهم الشعب الليبي في مجموعه بالجهل والسذاجة لأنه اختار أعداء الدين والوطن والشعب ، وحرضهم بألا يختارونهم مرة أخرى ؟ وربما نسي ، وإلا لكان طالبهم بجز رقابهم تقرباً لله عز وجل ونصرة لدين الله وإعلاء كلمته . وقال إن سبب الاعتداء هي الحكومات العلمانية!!!!
قرأنا في القرآن والسيرة أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بُعث هادياً وبشيراً . ولكن بالله عليكم هل سمعتم في حياتكم أحد خطبائنا وأئمتنا يدعو بهداية غير المسلمين ؟ أم أنكم تسمعون أدعية : اللهم عليك المشركين …اللهم أذل المشركين …!!!! وكأن الله سبحانه وتعالى ينتظر دعائنا نحن لينتقم أو يعذب من لا يؤمن به . ألهذا بعث الله رسالته لندعوا ونقتل ونسب ونشتم غير المسلمين ؟!!! أو كان الله عاجزاً عن الانتقام منهم وينتظر دعائنا؟
الشيخ سالم جابر والصادق الغرياني ( المفتي ) وغيث الفاخري ( نائب الفتي ) والصلابي وغيرهم هم القادة الفعليين لهذا الفكر المتطرف !!! نعم فهؤلا لا يعترفون بقانون أو دستور إلا ما وافق ما يقتنعون به ، وهم جميعاً يقولون صراحة وجهاراً وحتى لموظفي الدولة في جميع مستوياته ،فما بالك بغير الموظف ، ألا طاعة لأي قانون ما دام مخالفاً للشريعة ً!!! وهذا هو التأصيل الفكري للتطرف والإرهاب.
فبما أن الشريعة هي شرائع لدى التيارات الإسلامية ،فلكل فريقه شريعته ومشايخه وفتاويه ، وكل منهم يدعي أنه الفرقة الناجية ، فلا نحتاج إلا إلى فتوى من أي متطرف من هذا التيار أو ذاك بأن هذه المادة أو القانون أو الدستور مخالف لشريعته وشريعة مذهبه أو تياره أو تنظيمه السياسي أو المسلح ، فيصبح مخالفة أي قانون وتحدي الدولة علناً وتهييج الناس وإلهاب مشاعرهم بالخطاب الديني ولو أدى إلى قتل الناس شيئاً متوقعاً وطبيعياً.
هؤلاء هم من حرض الشباب قديماً وحديثاً بلغة مثيرة للمشاعر تجعل كل شخص يخرج ليقتل ذلك العدو ليس الأجنبي فحسب بل حتى العلماني الليبرالي أو غير الإسلامي عموماً من أبناء وطنه الذين سيهدمون الدين ويحاربون الرسول صلى الله عليه وسلم والله عز وجل ويتآمرون كخونة مع التحالف الصهيوني ضد الإسلام والمسلمين !!! أوليس هذا ما يقولونه علناً على الشاشات والمنابر؟
أما القائد السياسي لهذا التيار المتطرف فهو أي إسلامي يتبوأ سدة الحكم … الإسلاميون يسمون المجرمين الذين هدموا الأضرحة وقتلوا الناس وروعوا الآمنين بالإخوة !!! طبعاً فلا عدو أمامهم إلا الليبراليين والعلمانيين ودول الغرب بأسره. أبو شاقور وجميع التيار الإسلامي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار متطرفون لا عدو لهم إلا الليبراليين والعلمانيين ، ويمكن أن يختلفوا على أي شيء إلا الدخول في صراع مع بعضهم البعض ما دام هؤلاء الكفار الفساق الخونة العلمانيين والليبراليين من أبناء وطنهم على قيد الحياة.
الفرق بين أي إسلامي وآخر ولو كان أحدهم من الإخوان المسلمين والآخر أنصار الشريعة هو كالفرق بين الكوكا كولا والبيبسي كولا.
هؤلاء لا يخططون ولا يسعون ولا يرون أعداء لهم إلا الليبراليين والعلمانيين وكل من هو غير إسلامي والدول الغربية . وهمهم الاستراتيجي الأول ليس بناء دولة رفاه اقتصادي وكرامة وحرية لأبنائه ، بل إقامة التوحيد وتطبيق الشريعة محاربة الكفار والمشركين والمرتدين والفساق والمرجفين من أبناء وطنهم وتحرير فلسطين وكشمير والأندلس وإعادة الخلافة الإسلامية …. الخ من هذه الشعارات الانتخابية.
جميع التيارات الإسلامية تقوم على التطرف والعنصرية ، فلا فرق بينها وبين الفكر النازي ، فكلاهما يؤمن بإلوهية وسماوية منهجه وتفوقه على باقي البشر ، لا بل لا نبالغ إذا قلنا أنهم ينظرون إلى باقي خصومهم الداخليين والخارجيين على أنهم أقل من الحيوانات !!! أليسوا دائمي الاستدلال بالآية الكريمة : ” … إن هم كالأنعام .. بل هم أضل سبيلا “.
أبو شاقور ومن معه من الإسلاميين لن يفعلوا شيئاً للمليشيات المسلحة الإسلامية . فهي ذراعهم العسكري ضد أعدائهم من فساق وكفار وخونة ومرجفين وأعداء الشريعة من أبناء وطنهم.
نتمنى أن نكون مخطئين ، ولكننا نعتقد أن التدخل الدولي أو الأمريكي في ليبيا قادم لا محالة بسبب هذه القيادات المتطرفة وتغذيتها للتطرف والإرهاب والتحريض عليه بطريقة مباشرة وغير مباشرة …ونحن على يقين بان كثير من الليبيين سيكبرون وقتها عندما تدك الصواريخ والقذائف معاقل الإرهاب !!! ربما أكثر مما كانوا يكبرون في ثورة 17 فبراير ، فالقذافي لم يستغل دماء وتضحيات الليبيين فجاء بانقلابه هو ، أما هؤلاء فاستغلوا طيبة وعذابات والآلام ودماء وتضحيات شعب بأسره ، لأنهم انتهازيون لم ينظروا لهذه الثورة من بداياتها إلى كآلة لتحقيق أهدافهم وغاياتهم المثالية و المتطرفة أجندتهم السرية.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً