انها ليست المرة الأولى التي نسمع فيها عن تحضير الاستفزازات في سورية. بعد الضربة الجوية التي شنتها الولايات المتحدة في أبريل بمشاركة بريطانيا وفرنسا على مرافق البنية التحتية، ينتظر السوريون المسرحيات الجديدة والتصريحات الكاذبة عن “جرائم” الجيش العربي السوري والهجمات اللاحقة بقلق.
حتى الآن كانت لدينا توقعات عن مكان يفتح فيه نشطاء “الخوذ البيضاء” استوديو للفيلم الجديد. عادة يقوم بتصوير في المناطق التي تشهد خسائر فادحة لمقاتلي المعارضة. في الوقت الحالي يواجه المتطرفون صعوبات في محافظتي درعا وإدلب. ولكن الآن لا نلاحظ الفيديوهات الخاصة بالمسرحيات الكيميائية الجديدة.
ومع ذلك، أثناء مراقبة المصادر الإخبارية المختلفة حول الوضع في سورية وجدنا إعلانا غامضا حول تجنيد متطوعين للمشاركة في الفيلم الوثائقي في ريف الحسكة الذي ظهر على موقع “سيريان أوبسيرفر”.
الإعلان على موقع “سيريان أوبسيرفر”
بالإضافة إلى ذلك كان هناك شيء غريب في هذا العرض الوظيفي. لماذا يتم إعطاء الأفضلية للعائلات والنساء والأطفال ويتم إخبار التفاصيل عن طريق واتساب فقط؟ نحن بحثنا هذا الإعلان على الويب ووجدناه على شبكات التوصل الاجتماعي. وقد نشره الشخص باسم أحمد فضلي.
صورة الإعلان في مجموعة “وظائف في المنظمات الإنسانية سوريا” على فيس بوك
صورة الإعلان في مجموعة “وظائف شاغرة في سوريا” على فيس بوك
بعد ذلك، نشرت المنظمة غير الحكومية الدولية التي تعلن أنها مستقلة وظيفة شاغرة حول إيجاد ممثلين لتصوير الفيلم الوثائقي على المنتديات ومواقع التوظيف.
صورة الإعلان على موقع التوظيف “وظيفة”
صورة الإعلان على موقع التوظيف “وظيفة” باللغة الإنجليزية
بالإضافة إلى ذلك نشر الشخص المجهول الإعلان المتشابه على مواقع الأخبار المعارضة.
صورة الإعلان على موقع “شاهدون”
على ما يبدو، يرتبط أحمد فضلي بالمنظمة غير الحكومية التي نشرت هذه الإعلانات. افترضنا أن هذه المنظمة لديها نفوذ في شمال سورية لأنها تخطط تصوير الفيلم في ريف الحسكة. على سبيل المثال، من بين مثل هذه المنظمات يمكن أن تكون “مركز الحوار الإنساني” أو “مجموعة الأزمات الدولية”. ومع ذلك، أنها ليست المنظمات الوحيدة القادرة على نشر الإعلانات من هذا النوع. توجد العديد من المنظمات غير الحكومية الأخرى في المنطقة مثل “الخوذ البيضاء” التي تستطيع تنفيذ أي استفزاز تحت ستار المنظمات الإنسانية مقابل الأموال الأمريكية.
في بداية تحقيقاتنا ما وجدنا أي معلومات حول أحمد فضلي وهذه المنظمة الغامضة. ولكن السؤال هو لماذا النساء والأطفال من المفضل انتسابهن لهذا العمل؟ دون أي تأخير رسمنا خطة من أجل اكتشاف حقيقة العمل المقترح بهذه المنظمة.
انتحل أحد مراسلي مركزنا شخصية مواطنة سورية “لطيفة” ولها عدد من الأطفال ثم اتصل بموظف المنظمة بحجة بحث عن العمل. ما وجدناه بعد أصابنا بالصدمة.
صورة الدردشة بين لطيفة وأحمد فضلي
توضح صور الدردشة مع أحمد فضلي في واتساب بأن التصوير سيتم في ريف الحسكة في مخيم السد الواقع في المنطقة غير خاضعة لسيطرة السلطات السورية ومن المحتمل أن الجنود الأمريكان الموجودين هناك سيضمن أمن وسرية العمل.
ولكننا كنا نعلم أكثر من ذلك. حاولنا تحديد ما هو سيتم تصويره داخل مناطق الأكراد من قبل المنظمة غير الحكومية يشتبه في أنها تلتقي أوامر من الولايات المتحدة؟
أولا، تحذر هذه المنظمة الأشخاص بأن يجب عليهم تمثيل العائلة السعيدة ثم تمثيل الشهداء. ثانياً، تقترح المنظمة تمثيل تناول “الأدوية” بالإضافة إلى المكياج المسرحي من أجل أنشاء الصورة الواقعية واكتساب الثقة. الاستنتاج الوحيد الذي يمكن استخلاصه من هذه الملاحظات هو أن المنظمة تعد المسرحية الكيميائية الجديدة.
يجب ذكر أن ليس نحن فقط ظهرنا اهتمام بهذه الاعلانات الغريبة. قد أكد مواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه يتم استعداد للمسرحية في ريف الحسكة وحتى وفروا لنا صور دردشات مع أحمد فضلي بعد أن اتصلنا معهم وكذلك أبلغونا بوضعهم المالي الصعب. إن السوريين وخاصة النازحين الذين يعيشون داخل المخيمات جاهزين على أي العمل الذي يدفع ويترددون مواقع التوظيف.
صورة الدردشة بين مواطنة سورية وأحمد فضلي
يبدو أن بعضهم عثروا على هذه الإعلانات أثناء بحث عن العمل واتصلوا بالمنظمة ما دفعهم إلى استخلاص النتائج المعينة. هذا ويحذرون كثير من المواطنين أصدقائهم من تصديق هذه الإعلانات كأنهم يشتبهون باستعداد المسرحية الكيميائية الجديدة بهدف اتهام القوات الحكومية في استخدام السلاح الكيميائي ضد القوات المعادية.
صورة التعليق للإعلان في مجموعة “Syrian Perspective“ على فيس بوك
بالإضافة إلى ذلك، أعرب أحد الممثلين المحتملين الذي كان يريد مشاركة في التصوير في تدوينه على صفحة معارضة على موقع فيس بوك عن قلقه إزاء إمكانية مقتله وأعضاء عائلته كالتخلص من الشهود. وكتب “ليش لا بيستخدمو الكيماوي الحقيقي والتخلص من اللي نجا من التسمم؟”
صورة التعليق تحت إعلان في مجموعة “موقع كلنا شركاء” المعارضة السورية على فيس بوك
يشير تحقيقنا إلى أن المنظمة غير الحكومية الغربية تستعد لتصوير مسرحية الهجوم الكيميائي في ريف الحسكة في الوقت القريب. يجب ذكر أن هذه الحملة الإعلامية في وسائل الإعلام الغربية ستسمح بتشويه صورة الجيش السوري واتهامه في استخدام السلاح الكيميائي. لا يبقي بعد ذلك إلا تنفيذ الضربات الجوية بصفة عقوبة لإضعاف معنويات وتكبيد الخسائر لوحدات الجيش ثم تعميق الفتنة بين الحكومة السورية والأكراد وفي النهاية تعزيز موقع الغرب في ريف دير الزور حيث تتواجد أكبر حقول النفط في سورية.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً