أصدر المرشح الرئاسي رئيس اللجنة التسييرية لحزب تيار المشروع الوطني الدكتور فتحي بن شتوان، كتابا بعنوان “المشروع الحضاري النهضوي الليبي”، أوضح من خلاله ماهية المشروع ورؤيته وأهدافه.
وتستعرض شبكة “عين ليبيا” في سلسلة مقالات، أبرز وأهم ما تضمنه الكتاب من نقاط ومواضيع وتلخصها لقراءها ومتابعيها الكرام.
ويُشير الدكتور فتحي بن شتوان إلى أن البداية الفعلية والعملية للإعداد للمشروع كانت في تسعينات القرن المنصرم في عام 1993 عندما سافر إلى بعض الدول الآسيوية لدراسة تجاربها في النهضة وقام بدراسة أسباب النهضة في هذه الدول وأودعها في بعض مؤلفاته.
وبعد فبراير 2011، واعتماداً على الدراسات السابقة وبعض مشاريع النهضة الأخرى، بدأ د. بن شتوان في محاولة تصميم مشروع حضاري نهضوي يأخذ في اعتباره الحالة المحلية الليبية بكل أبعادها التاريخية والجغرافية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية والجيولولتكية.
ويتناول كتاب “المشروع الحضاري النهضوي الليبي” بالتحليل السؤال الأزلي والذي ما انفكت الأوساط العلمية والشعبية في تداوله وهو: لماذا تنهض وتقوى وتتقدم بعض الدول وتصبح غنية بينما تضعف وتتخلف دول أخرى وتقع فريسة الفقر؟ ولماذا تطورات الأوضاع العلمية والاجتماعية والاقتصادية لبعض الدول إلى نظام قادر على إحراز النهضة والقوة والتقدم والرفاهية بينما ساءت أوضاع دول أخرى ووصلت إلى مراحل من الضعف والتخلف والفقر؟.
ويرى مؤلف الكتاب أنه لا يوجد تفسير وحيد لأسباب تقدم الدول وتخلفها أو قوة الدول وضعفها فالأسباب متعددة ومتافعلة بعضها مع بعض، وبعض هذه الأسباب أساسية ولا غنى عنها والبعض الآخر مرحلية أو جانبية وتختلف قوتها وتأثيرها من دولة إلى أخرى، وأن تفاعل هذه الأسباب (العناصر) بعضها مع بعض هو الذي يُحدد مدى قوة الدولة أو ضعفها ومدى تقدمها أو تخلفها في هذا العصر.
ووفقاً للمؤلف، لعل أهم هذه العناصر والأسباب والعوامل العميقة والمتجذرة هي الدور المركزي للقيم والتجدد الحضاري، الذور الذي تلعبه الدولة في قيادة النهضة، نوع أنظمة الحكم ديمقراطية أو مستبدة، تاريخ الدولة وإرثها، المؤسسات والسياسات، الاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والأمني، النظم والإدارة والتقنيات الحديثة، والتعليم والرأسمال البشري والاجتماعي، وحالة المجتمع (مجتمع زراعي، صناعي، أو معرفي)، والتنمية الشاملة والمتوازنة والمستدامة والعادلة، حيث تكون هذه العناصر نظاماً تتفاعل عناصره بعضها مع بعض ومع البيئة المحلية للبلد لتكون في النهاية دولة قوية أو ضعفية.
ماهية المشروع الحضاري النهضوي الليبي
المشروع الحضاري النهضوي الليبي مشروع يعمل على تحقيق النهضة في كافة المجالات البشرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية والثقافية ويقدم جملة من السُبل والوسائل والمبادرات والاستراتيجيات والبرامج والخطط لتحقيق أهدافه وطموحاته من أجل الوحدة الوطنية والنهوض والتقدم والازدهار.
وتم تصميم المشروع الحضاري النهضوي الليبي بحيث تقوم النهضة والتقدم على ست ركائز (أعمدة) أساسيةجميعها متساوية في الأولوية والأهمية وكل منها يتصدى لأحد المعضلات والمشاكل الست وهي:
- الوحدة الوطنية واللامركزية في مواجهة التجزئة والتشظي
- الاستقلال والسيادة وبناء الدولة في مواجهة الهيمنة والتبعية والفوضى
- الديمقراطية في مواجهة الاستبداد
- النمو والتنمية المستدامة في مواجهة الإهلاك والتدمير والتنمية غير المستدامة
- العدالة الاجتماعية في مواجهة الاستغلال
- الأصالة والهوية والتجدد الحضاري والانفتاح على العالم والعلم والمعرفة والتقنية في مواجهة التغريب والاحتواء والفقر والجهل والمرض والتخلف والمواءمة بين الأصالة والتجدد الحضاري
محتوى المشروع النهضوي
بُني المشروع الحضاري النهضوي الليبي في 28 بابا ومرفقاً (مفاهيم عامة للدولة والحكومة) بحيث يُغطي الركائز الستة للمشروع من كل زواياها موضحاً وشارحاً ومخططاً ومنفذاً لكل السبل والمبادرات والبرامج والمشروعات التي يحتاجها المشروع للنهوض بليبيا في كل مجالات الحياة.
رؤية المشروع الحضاري النهضوي الليبي
تتمثل رؤئية المشروع في مستقبل نحقق فيه النهضة الشاملة والمتوازنة والعادلة والمستدامة في كافة المجالات البشرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية والثقافية، مستقبل تتحقق فيه وحدتنا الوطنية ونبني في دولة ديمقراطية قوية مستقلة وذات سيادة تقود النهضة والتنمية المستدامة وتنفتح على العالم والعلم والمعرفة والتقنية والاستثمار وتتجدد حضاريا وتبني منظومة قيمها الراقية المحركة للنهضة والتقدم وتحقق التنمية المستدامة والنمو والعدالة الاجتماعية وزيادة مستويات المعيشة وترقية نوعية حياة مواطنيها.
العناصر واأسباب الأساسية لتحقيق النهضة
هناك دول تنهض وتتقدم وتقوى وتصبح قوية وغنية وقادرة بينما تضعف وتتخلف دول أخرى وتقع فريسة الفقر والجهل والمرض، ومن تجارب الدول المختلفة يمكن تحديد أهم عناصر أو أسباب النهضة في الآتي:
- الدور المركزي للقيم والتجدد الحضاري
- الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي
- بناء الدولة على أسس علمية وديمقراطية متينة بمؤسسات سياسية وديمقراطية
- الإرث التاريخي للحضارات والدول
- التعليم والرأسمال البشري والاجتماعي
- النظم والإدارة والتقنية
- التحول لمجتمعات المعلومات والمعرفة
- التنمية الشاملة والمتوازنة والمتكاملة والمستدامة والعادلة
نظرية النهضة
يمكن تفسير وتحليل وقياس نهضة الدول وقوتها أو ضعفها باستخدام نظيرة النظام، حيث يتكون النظام من مجموعة من العناصر أو المكونات التي تتفاعل بعضها مع بعض لتكوين النظام، فالنظام لا يساوي مجموع مكوناته فقط ولكنه بالإضافة إلى ذلك يساوي مجموع كل التفاعلات بينها.
اترك تعليقاً