قال الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، إن الإمارات باتت “من الآن فصاعدا محمية إسرائيلية أمريكية”، وذلك عقب اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبوظبي.
وفي منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أوضح المرزوقي أن التطبيع هو “عودة العلاقات الطبيعية بين دولتين متحاربتين من نفس الوزن، مثلا التطبيع بين فرنسا وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية”.
وتساءل مستنكرا: “متى كانت للإمارات علاقات طبيعية مع إسرائيل، ومتى كانتا في حرب أو من نفس الوزن عسكريا وسياسيا وحتى اقتصاديا؟”.
وأجاب: “ثمة إذن خطأ في توصيف ما يحدث الآن. قولوا حماية، ولا تقولوا تطبيع، وبصفة أدق حماية معلنة بعد أن كانت مقنعة لسنوات”.
وفيما يتعلق بطلب الإمارات هذه الحماية وإشهارها، أرجع المرزوقي ذلك إلى “الخطر المتعاظم من إيران التي قد لا تجد حلا لتفاقم حصارها غير حرب إقليمية تكون الإمارات ضحيتها الأولى”.
كما أرجع المرزوقي طلب هذا البلد الخليجي الحماية الإسرائيلية إلى ما اعتبره “شعور حاكم أبوظبي محمد بن زايد بتعثّر وكالته لتدمير الربيع العربي وهو في وضع استنزاف مالي لدعمه الانقلاب المصري واستنزاف عسكري ومالي لدعمه الانقلابيين والمتمردين في ليبيا واليمن”.
واستطرد: “الإمارات إذن من الآن فصاعدا محمية إسرائيلية أمريكية تلحق بسوريا المحمية الإيرانية الروسية، والسعودية المحمية الأمريكية وغدا لبنان… والحبل على الجرار في إطار انهيار النظام العربي وعودة زمن ملوك الطوائف في الأندلس الذين كانوا يضعون ممالكهم المتهالكة تحت حماية ملوك الأسبان لمجرد سكنى قصورهم أطول فترة من الزمان”.
وحذر المرزوقي من “خطورة المراهنة على الحماة الأجانب وتجاهل أهدافهم الحقيقية”.
وقال: “لا ضرورة للعودة للتاريخ القديم للتأكد من خطورة هذه المرة، فقط للثمانينات من القرن الماضي وللاستراتيجية التي عبّر عنها بكل وضوح وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر وأتت أُكلها: اضرب إيران بالعراق والعراق بإيران وكل الربح لنا”.
وأضاف: “نحن اليوم في نفس السياق: ضرب العرب بإيران وضرب إيران بالعرب وكل الربح لإسرائيل”.
وتابع يتساءل: “من سيوقف هذا السيناريو الشيطاني على الأقل لحماية دولة وشعب الإمارات من نزيف المال والشرف وربما من حرب مدمرة لا ناقة لهم فيها ولا جمل؟”.
التطبيع هو عودة العلاقات الطبيعية بين دولتين متحاربتين من نفس الوزن. مثلا التطبيع بين فرنسا وألمانيا بعد الحرب العالمية…
Gepostet von منصف المرزوقي – Moncef Marzouki am Dienstag, 1. September 2020
اترك تعليقاً