منذ تأسيس المجلس الرئاسي في نهاية سنة 2015 برعاية الأمم المتحدة من أجل تكوين دولة ووقف الاقتتال الدائر بين الأشقاء كلٌ بمجموعاته المسلحة وكلٌ يدّعي أنه على الحق والآخر على الباطل، وكلٌ يدّعي الحرص على الوطن، وكلٌ يثقل الوطن بأوهامه وأمراضه وجهله، ومصيبتنا أن الجاهل لا يعلم أنه جاهل وحينها يزداد الجهل في بلادي ويؤصل له ليصبح جزءاً لا ينفصل عن سلوك الأفراد بل والجماعات فانتظروا الساعة.
وبالرغم من أن تأسيس المجلس مبنيٌّ على تحقيق مصالح الوطن من إشاعة الأمن والسلام بين ربوعه والتقريب بين الإخوة الأعداء والقضاء على المجموعات المسلحة والمجرمين الخارجين عن القانون وتكوين الجيش والشرطة كمرحلة أولى ولكن لا يكاد يُرى للمجلس الرئاسي أثرٌ على ما يحدث في ليبيا وكأنه غير معني بما يحدث من كوارث للمواطن والوطن!!!
متى يعي المجلس الرياسي حجم المسئولية الملقاة على عاتقه؟ متى يعي المجلس الرياسي ما حوله في طرابلس قبل غيرها ما يعانيه المواطن من فقر وخوف ورعب وجوع وذلة ومهانة؟ متى يعي المجلس الرياسي حجم المؤامرة على الوطن واللعب على تقسيمه باستخدام قوم يجهلون ويتجاهلون من بني جلدتنا؟ متى يعي المجلس الرياسي أن أي شاب يموت من شبابنا هو خسارة فادحة لن تعوض إلا بعد عشرات السنين وأن هذا الموت والغياب لشبابنا سيحدث خللا كبيرا في تركيبتنا الاجتماعية ربما لن نستطيع تعويضه أبدا؟ متى يعي المجلس الرياسي أن حجم التآمر كبير وأن حجم الخلل والدمار البشري والمادي خطير وأن حجم الجهد للبناء وللترميم يجب أن يكون في مستوى المرحلة الحرجة التي نمر بها، يجب أن يكون الوحيد لا اهتمام ولا عمل لهم غيره؟ متى يعي المجلس الرياسي أن لبد للحق من أن تحرسه قوة؟
المرحلة التي نمر بها تريد مجلسا قويا لا يعرف الهدنة في الحق وفي المصالح العليا للوطن، تريد مجلسا يكشف ما يجري في كواليس البرلمان من قبل ثلة قليلة تفرض سيطرتها عليه بطريقة لا تمت للعمل المؤسسي بشيء، من استخفاف بمستقبل الوطن إلى العمل جاهدين لتقسيمه بزعامة أناس لا خلاق لهم!!! نريد مجلسا يقتحم البرلمان في عقر داره بدعم كثير من أعضائه المخلصين لوطنهم لوقف العبث وليضع الأقزام كلٌ في مكانه فلا مساومة على الوطن، وما حدث في جلسة البرلمان المزعومة الأخيرة من سفه وحماقة من قلة مسيطرة من أعضائه وبدعم رئيسه المزعوم عنا ببعيد!!! ألا يا أعضاء البرلمان اعلموا أن أَربعُ خصالٍ من كن فيه كان منافقا خالصا: من إِذا حدَّثَ كَذَبَ، ومن إِذَا وعدَ أَخْلفَ، ومن إِذا عاهدَ غدرَ، ومن إِذا خاصمَ فَجرَ، فمتى تعلمون؟؟!!! يا رئيس البرلمان وأعضائه: إننا مجبولون على الخطأ ولكنّ الأغبياء وحدهم من يُصرّون على التمسك بالخطأ؟؟؟ ولتكن انتخابات برلمانية جديدة فقد انتهت مدة هؤلاء قانونا وعقلا وعملا.
يا أيها المجلس الرئاسي لقد سئمنا من سفه المغامرين شرقا قبل غربا وما على عاتقكم هي أمانة والأمانة قد تكون عليكم ندامة وما نراكم قد فعلتم إلا قليلا في مقابل اثنتين أولاهما: ازدياد معاناة المواطن من الخوف والفزع والرعب والفقر والعداوة والبغضاء والموت، وأُخراهما: اتجاه الوطن نحو ما ينادي به قلة تفتقر إلى الحكمة والحنكة استحوذت على بعض المؤسسات وسخرت الإمكانيات من أجل تقسيمه والقضاء عليه بحج واهية كالتهميش مثلا والذي يعاني منه جميع مدن الوطن وقُراه. فإلى متى هذا التجاهل والسكوت على كل هذا العبث واعلموا أن الساكت عن الحق شيطان أخرس وأن الإنسان لا يستطيع العودة للوراء ليبدأ من جديد ولكنه يستطيع أن يبدأ من حيث هو ويصنع الجديد.. ألا فانتهوا.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
مشلول