هنا أرجوا ….. أن يعلم الجميع أننى لن أتحدث عن أى ليبي عمل مع النظام السابق برغبته وإلحاحه وكولسته وتوسيط قبيلته أو منطقته ليرضى عنه الطاغية ويضع يده على رأسه ليباركه أو من إلتصق به وإتمر بأمره أوإقترب منه لدرجة التوريط فى سفك دماء الليبيين أو نهب أموالهم بغير وجه حق أو أهدر كرامتهم بتحريض من نظام القذافى أو إنتهك حُرماتهم أو إستولى على عقاراتهم ولا عن وزيراً هيمن فى وزارته وأوفد أبنائه وأبناء أقاربه وأصدقائه للدراسة فى الخارج من خلال سلطته وحرمان أبناء الليبيين من حقهم المشروع ولم يرفض يومها الهبات والعطايا من ذلك النظام المشبوه ولا البعض من ضباط الأجهزة الأمنيه وأتباعهم الذين عاثوا فى الأرض فساداً ونسوا الله فأنساهم أنفسهم ولذلك وُجب محاكمتهم بعد تفعيل القضاء …
ولكننى أتحدث اليوم عن البعض من الليبيين الشرفاء وزراء وسفراء ومدراء كبار ومثقفين ووطنيين والبعض من ضباط الجيش الشرفاء وبعض من ضباط وأفراد الشرطه المحبوبين من قبل الشعب الليبى فى كل مدينة وقرية والذين تنادوا جميعاً لحماية الثورة وشبابها وغيرهم من أبناء ليبيا الذين هبوا فى الساعات الأولى لنجدة أبناء وطنهم وأعلنوا إنشقاقهم علناً (أمام الله وأهل الفريق) كما يقول المثل قبل أن يصل السيد عبدالجليل لمدينة البيضاء قادماً من طرابلس !! وأعلنوا ذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة يوم كانت أجهزة مخابرات القذافى تصول وتجول فى الداخل والخارج وأعضاؤها من القتلة والمجرمين يتحينون الفرصة للقضاء على أى مواطن يُذكر إسمه بأنه مع الثورة والذين تم تسليم أسمائهم فى الحدود التونسيه للقبض عليهم أما الحدود الشرقيه فكانت مُحررة بفضل الثوار والحمد لله حيث كان المدعو يوسف شاكير ينشر اسمائهم ويشوه تاريخهم المشرّف وغيره من أزلام إعلام القذافى الذين جندوا أنفسهم لنيل الأموال الطائلة التى كانت تُصرف بالملايين لمحاولة القضاء على الثورة فى مهدها وما شراء قصراً بطرابلس للمدعوأ شاكير إلا دليل على ما نقوله فكم من وزراء نالوا هذه العطايا الشخصية من القذافى سراً وعلانية.
لقد كان قتل أى احد أسهل مما يتوقع البعض ، فهناك وزراء وسفراء إنشقوا منذ اليوم الأول وأعلنوا أنهم مع ليبيا وليس مع القذافى لقناعتهم أن هذا النظام لا يصلح أن يقود الشعب الليبى وربما يعلم الله تعالى أنها كانت قناعتهم بمجرد أن وجدوا أنفسهم بين يديه والعمل معه فى دهاليسه المخيفة المظلمة بالرغم من تورط البعض معه وقبلوا بالمناصب لآى سبب كان وهذا ليس غريباً فمعظم الساسة الجدد ومن ينتظر منهم عملوا مع القذافى وزراءً برغبتهم مثل محمود جبريل وعلى العيساوى وغيره ،، فمن يقود ليبيا إنتقالياً اليوم كان أحد الوزراء الذين قبلوا بمنصب وزارة العدل وهى من أصعب المهام فى تلك الفترة وهذا ليس خافياً على أحد أى أنه لم يكن من خطط للثورة أو جهّز لها أو اعد لها العُدة أو حتى كان مُحرضاً عليها أو متصدياً للفساد المستشرى فى وزارته أو الوزارات التى بجانبه ولكنها الأقدار التى تحدث عنها رئيس المجلس الإنتقالى نفسه عندما قال إننى لا أفهم فى السياسة ولا بعض المصطلحات السياسية الدولية مثل معنى حكومة أزمة ولكن كان بجوارى من هم ساعدونى (والله تعالى يعلم بخائنة الأعين وما تخفى الصدور ) وهذا أمر يُشكر عليه بأن أعطى كل ذى حق حقه ولم ينتهج سياسة (الأنا) وليس غيرى وهو ما يفعله القادة العرب بمجرد وصولهم إلى الكراسى بأن ينسوا أو يتناسوا كل من كان لهم دوراً كبيراً أو صغيراً فى قيام الثورات ونجاحها ويبعدوهم عن الساحة حتى لا يكون هناك أحد غيرهم ولنا فى ذلك القذافى الحقود الناكر الجاهل المغرور المستبد عبرة حيث تحول منذ الأشهر الأولى لإنقلابه إلى ديكتاتور أحادى الفكر مزاجى الحوار دموى التعامل مع أقرب الناس إليه إقصائى التميز حيث بدأ فى حبك المؤامرات لمن كانوا معه سواءً كانوا مقتنعين به أو لا ، حتى وصلت مدة جلوسه على كرسى حكم ليبيا تتجاوز الأربعة عقود من الزمن.
لقد طالبت فى أكثر من مقالة بأن يُعطى كل ذى حقه وأن يتعود ساسة ليبيا فى هذه الفترة المؤقته قول كلمة الحق والوفاء والعرفان لمن قدموا لثورة فبراير فى الساعات الأولى التى يبدوا أن ساسة ليبيا الجدد قد نسوا أحداثها لأنهم لم يكونوا طرفاً فيها بالمعنى الصحيح أو جزءً منها فهم آخر من وصلوا !!! فلم يعد يروق لهم أن يسمعوا من يتحدث عن الوفاء ويقول من لا يُشكر الناس لا يُشكر الله ، لماذا يا سادة ؟؟ تنكّرتم لكل من رفع صوته مدوياً يقول (أنا مع الثورة واضع كل إمكاناتى تحت تصرفها) لقد سمعنا فى تلك الفترة وزراء وسفراء ورجال أعمال شرفاء ووطنيون يعلنون ذلك ولم يكن يهمهم أى شئ بعد ذلك فلولا نجاح الثورة لكانوا اليوم فى عداد الأموات وغيرهم من المترعشين عادوا نادمين لسيدهم لو فشلت لا قدّر الله !! ، فليس من إنتفض يوم 16 فبراير كمن جاهر برأيه بعدها بيوم أو أسبوع أو شهر أو كمن أعلن إنضمامه لها بعد التحرير حيث تأكد أن القذافى رحل فعلاً وإنتهى إلى الأبد …. لماذا هذا الجحود والنكران وإصدار القوانين الظالمة فى حق البعض وتسويتهم بالقذافى وأبنائه وأزلامه ؟؟ نحن لم نتعود على القفز على مجهودات الغير وطمسهم ، لكى نظهر فى الصورة حتى ولو كانت صورة مشوشة نتيجة لما فى صدرونا من أحقاد وكراهية إختزناها طوال سنين ضد البعض وها نحن اليوم نباشر فى الإنتقام ونتخذ من ساحة المجلس الإنتقالى وسيلة للوصول إلى أهدافنا الشخصية غير السامية ونحن نخدع المجتمع الليبى والعالمى وندعو عبر وسائل الإعلام كل يوم للتسامح والمصالحة والعفو وطى الماضى البغيض للذين ظلموا الليبيين فعلاً وإنتهكوا أعراضهم فما بالك بالذين وقفوا مع الثورة منذ إنبلاجها وشدوا من أزرها وساندوها. ألم نقول لك يا سيادة رئيس المجلس … فعّل القانون يا رجل القانون !!!
أيها السادة بالمجلس الإنتقالى رئيساً وأعضاءً وما فى حكمهم ومن يُزين لهم الأمور من مستشارين ومن خلفهم من النمامين والواشين ومصفى الحسابات ومنتهزى الفرص … إن قراراتكم التى تصدرونها هذه الأيام لا شك أنها نابعة من البعض الذين جاءت بهم الأقدار إلى هذا المجلس وإنتهزوا الفرصة لكى يقذفوا ما فى أجوافهم من كراهية وإنتقام ضد البعض ونسوا أن هذه التصرفات قد تُجابه من قبل المنظمات الإنسانية والحقوقية والعدالة الدولية ، وأن القرار الصادر بشأن (وضع ممتلكات وأموال 330 اسم في قائمة منع التصرف ) كان الأجدر بهذه القائمة أن يتصدرها كل من (عبدالجليل وجبريل والعيساوى….. وغيرهم) ذلك القرار الذى صدر بإنتقائية وحرفنة (كما يقال) وهو قرار لا يخلو من الأحقاد ، لقد كان الأجدر بكم التريث والتهمل والدراسة الدقيقه حتى يكون هناك فرزاً عادلاً لهذه الأسماء وحتى لا تظلموا أحداً فمنهم من وقف وقفات سيذكرها التاريح من رجال الأعمال الليبيون الذين قدموا ما لديهم من أجل الدعم اللوجستى للثورة والإغاثة والصرف على علاج الجرحى منذ 1/3/2011م فى مصر بالذات ونحن شهود على ذلك حتى ولو قال أحد فى المجلس إنها (أموال الليبيين المنهوبة ) وليست اموالهم وكأننى أسمع ذلك من أحد أعضاء المجلس الحاقدين ، وأن ما قاله السيد عبدالحليل فى لقائه مع قناة ليبيا الحرة أعتقد أنه غير كاف فنحن نؤمن بالله والكمال لله وحده ونعلم جيداً أن الإنسان بشر يا سيد عبدالجليل ويُخطئ ولكن عندما يكون الخطأ مُتعمداً ومقصوداً فهذا ما يُعتبر ظلماً صارخاً يطال البعض الآن وربما يطال الكل قريباً والظلم ظلمات يا سيد عبدالجليل وهناك أمور تستحق أن تُدرس وتتخذ فيها االقرارات الصائبة بدلاً من التحيز لهذا أوذاك إستغلالاً للمدة الباقية لجلوسكم على الكراسى (ماشى ما ناوى ستره) كما يقول المثل ، فلم يبقى من تواجدكم وزملاؤكم فى المجلس إلا أسابيع ولو كنتم صادقين مع أنفسكم لصدرت هذه القرارات منذ أشهر وليس فى الوقت الضائع من نهاية المباراة وأنت سيد العارفين … فدعم فلان وعلان نتيجة القربى والجهوية والمكانية والشللية والمعرفية و تكليف هذا سفير أو مدير مؤسسة أو متابع أزمة أو غيرها من المناصب المؤقتة والتى ستكون مُعرضة للنقد والطعن والإلغاء بعون الله تعالى وسيأتى قريباُ المؤتمر الوطنى لتصحيح الأمور وإلغاء القرارات الظالمة التى صدرت من خلالكم والتى لاتسعى إلى نشر التسامح الحقيقى وتطبيق العدل بالقانون ولا شك أن هناك قوانين ظالمة اخرى لم أتطرق إليها فى هذه المقالة وستثار قريباً بإذن إلله ، ولكن إعلموا أن التاريح الليبى الحقيقى قد بدأت كتابته منذ 17/2/2011م ونحن شهود على ذلك وألله على ما نقول شهيد.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً