إخوتى الكرام
السلام عليكم
نلاحظ فى هذه الايام … وعلى مدار شهر تقريباً تردد كلمة الشرعية ( شرعية المؤتمر الوطنى ) بطريقة ملفته للنظر من اعضاء المؤتمر و من رئيسه و من القلة المناصرة له …. من دار الافتاء ….. من بعض رواد الفيس بوك … من و من …الخ …ثم الدعوة إلى تخويف الناس من الخروج فى يوم 15 / 2 القادم بحجج كثيرة و متنوعة و لكنها فى اغلبها حجج غير مُقنعة و لا مُجدية ذلك لآنه لا يمكن لأى أحد القيام بإخفاء عين الشمس بغـربال كما يقولون فى السابق ….. لقد عقد الشباب … الثوار …. الفقراء … البسطاء … عامة الشعب …. سميهم ما شئت … لكنهم اصحاب الحق و الليبيين الوطنيين الذين ثاروا و دفعوا اثماناً باهضة لنيل الحرية و الكرامة …. لتحقيق العدالة و المساواة …. لنبد الوساطة و المحسوبية …..للقضاء على الجهوية و المركزية …و اشياء كثيرة و كثيرة لم يتحقق منها شىء حتى الان …. لقد عقد هؤلاء العزم على الخروج لتصحيح مسار الثورة و التى انحرفت عن الطريق الصحيح بإيدى ما يسمى بالمؤتمر الوطنى المُبجل الذى دفع بتصرفات رئيسه و تصرفات اغلب اعضاءه الناس إلى هذه النتيجة و لم يتركوا للناس خياراُ غير خيار الخروج عليهم.
البعض يتهم هؤلاء الاحرار ممن يريدون الخروج بالتسرع و عدم الصبر , و احياناً بالتخوين و زرع الفتن ….و الخروج على الشرعية …. الخ من التهم البالية المعهودة … ولكم اين التسرع بعد مضى ثمانية اشهر او يـزيد و لم يرى الناس فيها الا كل ما هو مُحبط لهم ..و مخيب لآمالهم …. فى الحقيقة و من وجهة نظرى و التى لا الزم بها أحد لقد سقطت الشرعية عن المؤتمر الوطنى منذو زمن و بأيديهم هم انفسهم (فعلى نفسها جنت براقش) ……………. آقول لقد سقطت الشرعية قانونياً عن المؤتمر عندما خرجوا على نص الاعلان الدستورى و الذى حدد لهم فيه مهامهم و مهام الحكومة المنبثقة عنه و كذلك حدد لهم مدة بقاءهم فى سدة الحكم و التى بدأنا نسمع تنغيمات على تمديدها , لقد اوكل الاعلان الدستورى لهم مهمة الاشراف على تكوين اللجان الخاصة ببناء مؤسسات الدولة و اهمها لجنة كتابة الدستور و تأسيس الجيش الوطنى و الشرطة و اجهزة الامن و حدد لهم صلاحيات تخص الشأن الداخلى للبلاد و الزمهم حل المشاكل الداخلية العاجلة و التى لا تحتمل التأجيل مثل مشكلة الجرحى و المفقودين و حل مشكلة المُهجرين و الاجئين فى غير مدنهم و الاسراع فى المصالحة الوطنية و تفعيل القضاء لرد المظالم و غيرها من المشاكل المُلحة … غير ان سيادة رئيس المؤتمر و سيادة الاعضاء قد اهملوا الداخل على حساب الخارج , حيث اتجه الرئيس و الاعضاء إلى الاهتمام بالسفريات و الحصول على مرابح كبيرة بدل تلك السفريات و التى لا لزوم لأغلبها مع ملاحظة (انه فى كل سفرة تكون اعداد الاعضاء فيها مُبالغ فيه !!) و كذلك حصول ال 200 عضو على جوزات سفر دبلوماسية؟!!
ايضاً لقد لاحظ المراقبون لجلسات المؤتمر الوطنى أن اغـلب من ترشح للمؤتمر بصورة مستقلة قد اسقط قناعه و بان وجهه الحقيقى و انحيازه لجماعته او حزبه الذى سانده من تحت الطاولة فى عملية التفاف سخيفة على النسب المحددة للذين سيترشحون للمؤتمر بصفة ( مستقل او بصفةحزبية )و عليه فإن هؤلاء المستقـلون قد اسقطوا الشرعية عن انفسهم و اصبح فوزهم باطل لانهم خالفوا اللوائح المتـفق عليها.
ثم لقد سقطت الشرعية الاخلاقية ان ( صح التعبير ) عنهم عندما سقطوا من آعين المواطنيين و فقدوا احترام الناس لهم جراء تخاصمهم منذو جلساتهم الاولى بخصوص تحديد رواتبهم و مرابحهم و مزاياهم التى حازوها لأنفسهم على حساب الشعب الغلبان الثعبان و الذى وثق فيهم و صوَت لهم …. لقد خصصوا لانفسهم رواتب خيالية و إقامات فندقية و سيارات فارهة ( فاين هم من رئيس البرازيل السابق و الذى كان يقود سيارته الصغيرة البسيطة و القديمة و لكنه فى ذات الوقت استطاع ان ينتشل بلاده من الافلاس المُعلن الى مصاف الدول الاقوى اقتصادياً )….. لقد اضفى هؤلاء الاعضاء هالة من الفخامة و الترف و اثقـلوا كاهل الدولة بمصاريف لا لزوم لها ثم و على الرغم من كل ذلك الا انهم و فى اغلبهم لم يحترموا مكان رزقهم و لم يحترموا ثقة الناس فيهم و غابوا عن جلسات المؤتمر الموقر حيناً بسبب و احياناً بغير سبب!!
هذا بالنسبة للأعضاء اما بالنسبة الى الرئيس فذلك شأن آدهى و آمَر …..فعلى الرغم من اشارات الاستفهام الكثيرة عن ماضيه و عن مصير عشرات الملايين التى فر بها فى عهد اللانظام السابق , كونه كان احد رموزه و ادعائه بصرفها على جبهة الانقاد و طبعاً هذا كلام غير مقنع لآن الجميع يعرف من الذى ( يرعى و يدعم مالياً حركات المعارضة فى الخارج ) و اسبغ على نفسه صفة المناضل !! لقد اصبحت هذه الصفة فى الاونة الاخيره تُطلق على كل من هب و دب , ثم و على الرغم من عدم قدرة السيد المقريف الاجابة عن كل تسأؤلاتنا الاجابة المقنعة الا اننا سكتنا عند فوزه !! برئاسة المؤتمر ….. فلعل و عسى بُكفَر السيد المقريف عن ماضيه المستهجن من اغـلب الليبيين لآن الاستحواذ على المال العام شىء غير مقبول , مهما كانت اسبابه و مبرراته…….. وترأس السيد المقريف , لكنه نسى انه رئيس لمؤتمر وطنى و تقمص شخصية رئيس الدولة ( المستبد) بكل ما للكلمة من معنى فكل الشواهد تدل على ذلك … لقد احاط نفسه بعـدد من افراد اسرته و قام بتعيين افراد آخرين كسفراء و استغل منصبه الاستغلال الاسوء و كاننا قد استبدلنا عائلة القذافى بعائلة المقريف …..و استبدلنا المناضلة (عائشة القذافى) ؟!! بالمناضلة (أسماء المقريف)؟!! فما اشبه اليوم بالامس و (كأنك يا بو زيد ما غزيت).
إخوتى الكرام …. هل يستحق هذا المؤتمر الاحترام او المساندة …….هل يستحق هذا المؤتمر الدفاع عنه و حمايته و ممن ستكون الحماية و سيكون الدفاع ؟ …. من شباب خاضوا المعارك و تحملوا حر النهار و برد الليل …. كابدوا الحـرب و ويلاتها …منهم من فقد الاهل و الاصدقاء و الجيران …. و منهم من بُترت اعضاءه و فُقئت عيونه …. و منهم من اغتصبت نساءه و تهدم بيته و فقد ماله ….. و النتيجة بالنسبة لهؤلاء لا شىء …. الفقير مازال فقير ….. المحتاج مازال محتاج ……المظلوم مازال مظلوم ……. الغنى ازداد غنى …..المتسلق ازداد تسلقاً …. الخ
انظروا إخوتى إلى قوائم المبعوتين للدراسة فى الخارج على حساب المجتمع و ستكتشفوا حجم المأساة ….. انظروا إلى من يجلس على كراسى السلطة لتعوا فداحة الكارثة ….. و بعد هذا كله تجد من يدافع عن المؤتمر !! ……و بعد هذا كله مازال المؤتمر الوطنى يتمسح بالشرعية الذى فقدها قانونياً و اخلاقياً و مازال المؤتمر يدعونا الى احترامها اى (الشرعية) و هو نفسه لم يحترمها.
و ختاماً لا يسعنى الا ان آقول للمؤتمر الوطنى و إلى رئيسه الا كما قال الشاعر:
إبدأ بنفسك فأنهها عن غيها فإن انتهت عنه فأنت حكيم
لا تنه عن خُلق و تأتى مثله عار عليك اذا فعلت عظيم
و عاشت ليبيا حرة آبية ….. و الله المستعان على هذا الحال
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً