فى أغلب المُدن والقُرى بالمنطقة الشرقية لم تُتاح الفرصة للكل لمُشاهدة البرنامج الإحتفالى للتسليم والإستلام بين المجلس الإنتقالى والمؤتمر الوطنى ولا لمتابعة الكلمات التى أُلقيت فى الإحتفال الرسمى ولا ما حدث بشأن طرد (الفتاة المذيعة الليبية) من القاعة بسبب عدم تحجبها والذى تناقلته العديد من وسائل الإعلام بعد ذلك وجعلت منه موضوعاً إعلامياً شهياً على موائد الإفطار فى شهر رمضان المبارك ،، المهم أننا إستطعنا متابعة أجزاء من هذا الحدث التاريخى كإنتخاب الرئيس ونائبه فى اليوم الأول أما اليوم الثانى فقد تم إيصال التيار الكهربائى بعد منتصف الليل وكان حظنا بأن نتابع الجزء الأكبر من الجلسة الأولى للمؤتمر ، ويا ليتنا لم نتابعه ولم نتفاعل معه وأقصد هنا أنا وأسرتى ، وتذكّرت المثل الشعبى الذى يقول (الربيع يبان من فم الدار) وأستسمحكم عذراً فى مثل شعبى آخر يقول (علىّ وجوها تشرب لبنها) وأعتقد أن السيد المقريف رجل يعرف جيداً حياة باديتنا الأصيله والطيبة ويفهم ما أعنيه ، فلم نجد ربيعاً ولا إستبشاراً بل شهر أغسطس ودرجة الحرارة الحارقة وهو الشهر الذى تزداد فيه الرطوبة لتصل إلى أكثر من 85 % لتزيد من مشاكل إنقطاع التيار الكهربائى لتعيش مناطق الشرق الليبى بدون كهرباء لساعات تتجاوز (12) ساعه وتكتم إعلامى أعطى فرصة ثمينة للإشاعات ويٌذكّرنا ذلك بالسنوات الغابره فى الزمن الذى مضى ، ويأتى خبر إغتيال أحد الشرفاء العسكريين بمدينة بنغازى المرحوم العميد / محمد هديه الفيتورى الرجل الذى وصُف بالنزاهة والوطنية والشجاعة وما أصعب أن يُفقد الرجال فى هذه المرحلة الخطيرة ليزيدنا إحباطاُ على إحباطنا ونتوقف عند ذلك الأمل والتفاؤل نتيجة لتقييمى لهذه الجلسة الأولى من جلسات المؤتمر الوطنى وأردد لوحدى أو ربما معى آخرون غناوة العلم التى تقول (أما من سعد لنظار وإلا من رقادت ريحهن)!!
لا أُخيفكم شيئاً .. وأود أن اتـحدث بكل صراحة وشفافية عن إنطباعاتى التى جعلت منى مواطناُ غير متفاءل مما شاهدته من المناقشات وكلمات السادة الأعضاء النواب بالمؤتمر الوطنى وبعض الردود والمداخلات التى لا يمكن أن تكون فى مستوى الحدث الذى تعلّقت به قلوب الليبيين ، فالسيد المقريف رجل غنى عن التعريف خبرة علمية وشهادات عليا ونضال وطنى طويل وأعتقد أن هذا يكفى لإختياره لرئاسة المؤتمر بالرغم من أن الهجمة التى تُشن عليه هذه الأيام وإتهامه إلى حد العمالة للمخابرات العالمية ولكن هذا لا يؤثر فينا وسنعتبره مجرد كلام إعلامى مٌغرض ومٌضاد من قبل أتباع النظام السابق أو من قبل جبناء الأسماء المستعارة والوهمية ، ولكن الذى أثر فيّ شخصياً والعديد من المتابعين لعدم إنتخابه بالإجماع أو الأغلبية حيث تم تخضيع الأمر إلى مساومات إيدولوجية من أُناس لا هم لهم إلا السيطرة والهيمنة على المؤتمر الوطنى لكى يتحكمون فيه وفى الشعب الليبى يتخذون من الدين ستاراً وسُلماً للوصول للسلطة ويلبسون جلباب الورع والتقوى وهم أول من تحاور مع ذلك النظام المستبد وخرجوا بالتعويضات والإمتيازات على حساب ثروات الشعب الليبى .. وعلى ضوء ذلك أتمنى من السيد المقريف فى الجلسة القادمة للمؤتمر الإعلان عن أسماء جميع من هم بمؤتمر المئتين الذين إستلموا التعويضات والمكافئات والإمتيازات لأسرهم وأبنائهم من النظام السابق ويتواجدون حالياً داخل المؤتمر الوطنى وهو طلب لعل الكثير من الليبيين يشاركوننى نفس الرأى حتى يتعرف عليهم من إنتخبهم دون أن يعلم ) .. غير أننى أتمنى أن أكون مُخطئاً ولكن كل شئ إتضح من خلال الأصوات التى تغّيرت إتجاهاتُها بعدما حدثت بعض الوفاقات والإتصالات داخل القاعة وكنت أتمنى أن يتحدث السيد المقريف بعد فوزه بما حدث وأذكره بأن هذه الأمور تحدث حتى على المستوى العُرفى ولكن يُقال أن (الخلوية ترد على الميعاد) ..آسف فربما البعض من القراء والسادة النواب لا يفهمون الأسلوب الذى أتحدث به ولكن السيد المقريف يفهم ذلك جيداً .. تلك الوفاقات التى حدثت هى التى غيّرت النتيجة لصالح المقريف وربما يكون من لعب تلك الأدوار بعض من المستقلين الذين تغيّرت جلودهم ولبسوا جلود إيدولوجياتهم التى يقدسونها وتتحكم فيهم للعب أى دور يُطلب منهم وليس لهم من قول سوى (نعم سيدى) وهى تلك الأدوار التى كانت تُلعب فى قاعة ما يسمى (مؤتمر الشعب العام) حيث كانت تصدر الأوامر للبعض من وراء الكواليس ، من قبل من كان يجلس خلف الكواليس لكى يصدر الأوامر لأتباعه داخل القاعة ، ونحن لم يعد لدينا دكتاتوراً يتابع الحوارمن الخلف بل لدينا رؤساء كيانات وإيدولوجيات تصدر الأوامر وربما كانت الأوامر من خارج الحدود وهى الطامة الكُبرى التى لابد أن ينتبه لها الليبيون قبل فوات الآوان.
كنت أتمنى أن أشاهد .. البعض من الثوار الحقيقيين الذين جاهدوا وقاتلوا على الجبهات وفقدوا رفاقهم فى ساحات المواجة ، وكنت أتمنى أن أشاهد من فقد جزءً من أطرافه فى سبيل الوطن يجلس مرفوع الهامة ويقول أنا هنا أنا عضو بالمؤتمر الوطنى وصلت لهذه القاعة المحترمة بفضل الشهداء ولم أسرق الثورة وأعبر على أجساد المناضلين الطاهرة الأبطال مُستخدماً دعايات وخطابات من وراء مكبرات الصوت وإنفعالات شبه وطنية فى ساحات الإعتصامات ليقول للناس (أنا قاعد هنا معكم !!!) ، كنت أتمنى أن أشاهد أولئك الأبطال بلباسهم الذى كانوا به على الجبهات تلك القيافة المُشرفة وليس البدل والكرافتات والأزياء المزركشة واللباس النسائى الذى يفوق ثمنه مرتب شهيد مرات ومرات ، ويا ليت البعض ممن جلسوا وإحتضنتهم كراسى المؤتمر كانوا بنفس المستوى الذى يتطلبه وجه ليبيا الحرة العظيمه ، فكان الكلام (تافهاً) عن الإقامة وفندق ريكسوس خمسة نجوم وتذاكر السفر وغيرها من الإمتيازات وهناك من تحدث أنه لا يستطيع أن يبتعد عن أهل بيته وكأنه يريد (جناحاً) سعره يتعدى مرتبه يومياً فى الشهر الواحد فهو ربما على أمل أن يقضى مدة تواجده بالمؤتمر كإقامة سياحية على حساب دماء الشهداء الذين لا يعلم عنهم شيئاً وربما قد وصل إلى الوطن بعد تحريره بالكامل !!! ، ويا ليتكم لم تتحدثون عن تلك التفاهات فقد نزلتم بهذا المؤتمر إلى مستوى لا يليق بليينا ولا بشعبها ولا بكرامتها ،، فالتذهب الإقامة وريكسوس والسيارات الفارهة ومصاريف الجيب إلى الحجيم فى سبيل رفع قيمة الوطن وعلوه إلى عنان السماء فنحن لسنا فى مؤتمر للغنائم أيها السادة الكبار الذى خٌدعنا فى البعض منكم وأنا أول من خُدع فى من يسمّون أنفسهم المستقلين والذين رأيتهم يتهافتون على السيد المقريف بعد فوزه يأخذونه بالأحضان ولدى علم اليقين أنهم كانوا ضده وليسوا معه على خط واحد سياسياً وأيدولوجياً وهو النفاق السياسى لا شك فى ذلك وهى بداية غير مطمنة ولا مبشرة بمستقبل ينتظره الليبيون من هذا المؤتمر !!. ولعلنى أكون مخطئاً .
وأخيراً وبعد إختيار السيد المقريف ، أتمنى منه عدم الأخذ بالآراء التى ليست فى مستوى المؤتمر والتى تصدر عن بعض من النواب الذين لا يدركون الوضع الراهن ومخاطره وهذا يأتى من كيفية إدارة المؤتمر حتى ولو أدى الأمر إلى جلسات خاصة مغلقة . وأنا لا أشكك فى ذلك فيمكن أن ألتمس له العذر والمبرر حتى صدور اللائحة التنظيمية الداخلية لعمل المؤتمر ولكن أستاذنا الذى سمعنا عنك الكثير منذ كنت رئيساً لديوان المحاسبة فى قوة شخصيتك وكاريزما القيادة لديك ، الرجاء أستاذنا الفاضل أن لا تفقد أعصابك كما حدث داخل المؤتمر ، فردك على السيد النائب المحترم الوطنى / صالح إجعوده لم يُعجبنى أبداً وما تمتمت به من كلمات على الهواء مباشرة سمعها العالم ولم تكن تليق بك فالنائب طلبه واقعياً ومن خلال حرصه على الوطن فكيف ترد عليه بقولك (هذا يريد ا، يفتح لنا مواضيع أو موضوعاً) ؟؟!! وكأنك تستخف بسيادة النائب وإسمح لى أن أقول عنه سيادة النائب لأنه يستحق ذلك بجدارة ولم يأتى لكى يظهرعلى الشاشة ليقول كلاماً تافهاً حتى يراه أهل بيته أو جيرانه ولترتفع الزغاريد فى محلته بأن فلا ن أو فلانه ظهر أو ظهرت على الشاشة … هذا قولى ولا أخاف فى إلله لومة لائم والأيام القامة حُبلى بالكثير من المفاجئات ّّ!! والله من وراء القصد .
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً