انطلقت بمدينة بنغازي أمس السبت، فعّاليات المؤتمر الأفريقي الأوروبي للهجرة، تحت شعار “حلول مستدامة للهجرة”.
وقال النائب الثاني لرئيس مجلس النواب مصباح دومة، في كلمة له أن هذا الملف “يتطلب تعاونًا دوليًا وإقليميًا وجهودًا مشتركة لإيجاد حلول جذرية ومستدامة” حتى لا يموت الإنسان عطشا في الصحراء أو غرقا في البحر أو سجينًا في مراكز الاحتجاز.
واعتبر دومة، أن السياسات التوافقية غير الانتهازية هي النموذج الحي للتعايش السلمي، المرتكز فالكل عليه أن يتحمل المسئولية القانونية والإنسانية والأخلاقية حتى تتحقق مصلحة الجميع، مجددا الدعوة لاتخاذ خطوات حاسمة لتنسيق الجهود بين جميع الأطراف المعنية، والاستثمار في التعليم والتدريب المهني والبنية التحتية الاقتصادية، وتحسين الفرص داخل البلدان التي يأتي منها المهاجرون ،وتحسين نظم الهجرة القانونية عبر تنظيم أسواق الهجرة بشكل فعّال وتلبية احتياجات أسواق العمل في الدول المستقبلة.
وحث دومة على تفعيل الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالهجرة والعمل على تحديثها، بما يتناسب مع التحديات الحالية، وإيجاد إطار قانوني دولي فعّال يحمي حقوق المهاجرين ويسهم في تنظيم الملف.
من جهته، أشاد رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب الدكتور أسامة حمّاد، بالخطوات المتخذة في ليبيا لتخليص الآلاف من المهاجرين من قبضة عصابات الاتجار بالبشر، وتهريبهم والقبض على الكثير من أفراد هذه العصابات وتقديمهم للقضاء.
وقال حمّاد إن الحلول المستدامة لقضايا الهجرة لابد من أن تتبناها دول المصدر والعبور ودول المقصد أو الاستقبال، عبر خلق برامج تطوير وتنمية في دول المصدر، تساعد على توفير حياة آمنة ومستقرة لتفادي خيار الهجرة.
ودعا حمّاد جميع الأطراف إلى عدم التدخل في الشؤون السياسية والداخلية لدول المصدر من قارة أفريقيا، لأن التدخل أحيانًا ينتج عنه عدم استقرار سياسي واحتراب داخلي بين القوى السياسية ويؤدي إلى تردي الأوضاع، منتقدا السياسات الخطأ لبعض دول الاستقبال في الاعتراض والإنقاذ للمهاجرين، مما نتج عنه وأد وقتل أحلام هؤلاء المستضعفين الذين تركوا بلدانهم هربًا من أوضاع اقتصادية سيئة أو الحروب.
وطالب حماد بإنشاء كيان أوروبي أفريقي، مهمته مراقبة تشغيل اليد العاملة وفقًا للاشتراطات القانونية وبشكلٍ يضمن حقوق العاملين، من خلال الهجرة النظامية وفقًا لمؤشرات سوق العمل.
ويهدف المؤتمر لإيجاد حلول مستدامة لقضايا الهجرة، تتبناها دول المصدر والعبور ودول المقصد أو الاستقبال، للخروج بتوصيات في ختام المؤتمر الذي يناقش ملف الهجرة وآلية التعامل مع هذا الملف بشكل أكثر تنظيما وتطويرا.
وتعد ليبيا من أكثر الدول مُعاناة من ظاهرة الهجرة غير الشرعية، كونها دولة استقطاب وعبور في نفس الوقت، كما تستقبل فوق أراضيها أكثر من ثلاثة ملايين مهاجر، يعملون في القطاع الخاص، ويقيمون بين الليبيين ويتقاسمون معهم الطعام والماء والخدمات، ويقومون بتحويل أموالهم إلى أسرهم في المدن والقرى الأفريقية وهي تحويلات تقدر بحوالي 28 مليار دينار ليبي سنويا.
يشارك في المؤتمر رئيس البرلمان الإفريقي فورتشن شاورمبيرا، عدد من أعضاء مجلس النواب، ووزراء الدولة لشؤون الهجرة غير الشرعية فتحي التباوي، والخارجية عبد الهادي الحويج، والداخلية لواء عصام أبو زريبة، والدولة لشؤون المرأة انتصار عبود، في الحكومة المكلفة، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية خالد نجم، ورئيس جهاز الأمن الداخلي فريق أسامة الدرسي، إضافة لمشاركة برلمانية وحكومية من القارتين الأفريقية والأوروبية من أكثر من 50 دولة.
اترك تعليقاً