تراجعت الليرة التركية إلى مستوى قياسي منخفض جديد ولامست 7.6 مقابل الدولار اليوم الاثنين، مع تنامي التوقعات بأن يُبقي البنك المركزي على سعر الفائدة الرئيسي مستقرا هذا الأسبوع على أن يواصل تقليص الائتمان عبر إجراءات أخرى، بحسب ما أفادت وكالة “رويترز”.
ويأتي تراجع الليرة التركية مع تحول الانتباه صوب اجتماع البنك المركزي المقرر في 24 سبتمبر الحالي، وإمكانية اتخاذ مزيد من إجراءات التشديد النقدي غير المباشرة، أو حتى رفع الفائدة على نحو صريح.
وفي الساعة 06:52 بالتوقيت العالمي، كانت الليرة أعلى بقليل فحسب من أدنى مستوياتها على الإطلاق لتسجل 7.5775، مقارنة مع 7.5650 عند إغلاق يوم الجمعة.
وهوت العملة أكثر من 21 % أمام نظيرتها الأميركية منذ بداية العام الحالي.
يأتي هذا التراجع رغم تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المتفائلة بشأن الوضع الاقصادي في البلاد، حيث قال إن بلاده تجاوزت قسما كبيرا من آثار جائحة كورونا عبر مواصلة الإنتاج في الربع الثالث من العام الجاري، بحسب ما نقلت شبكة “الجزيرة”.
وأكد أردوغان أمس الأول أن قطاعي العقارات والسيارات يسجلان أرقاما قياسية متتالية بفضل التمويل المناسب الذي وفرته الحكومة.
وأوضح أن هناك أيضا ارتفاعا ملحوظا في التوظيف منذ أبريل الماضي الذي شهدت تركيا فيه التأثر الأكبر بوباء كورونا، وأن بلاده ستختم “الربع الثالث بمعدل نمو يرضي جميع الفئات”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر خفضت وكالة “موديز” (Moody’s) التصنيف الائتماني لتركيا من “بي 1” (B1) إلى “بي2” (B2) مع نظرة مستقبلية سلبية، وقالت إن نقاط الضعف الخارجية للبلاد ستتسبب على الأرجح بأزمة في ميزان المدفوعات، بينما أعلن أردوغان ردا على ذلك بأن اقتصاد بلاده يحقق قفزات نحو الأعلى، واعتبر تصنيف موديز “لا قيمة له”.
من جهتها قالت وكالة “رويترز” إن انخفاضا غير مسبوق في قيمة الليرة جعل المواطنين يهرعون إلى شراء الذهب على خلفية مخاوف حيال نضوب عملات الاحتياط الأجنبية.
وطورت البنوك الحكومية التركية -بالتعاون مع “مؤسسة إسطنبول للذهب” (İAR)- نظام تثمين للذهب يمكّن المواطنين الأتراك من إخراج مدخراتهم من الذهب من تحت الوسادة إلى حساباتهم المصرفية.
وقالت وزارة الخزانة والمالية التركية، في وقت سابق، إن بقاء هذه الكميات من الذهب خارج الاقتصاد يزيد من الاعتماد على التمويل الخارجي، ويؤدي إلى عدم قدرة الدولة على استخدام كامل إمكاناتها المتوفرة.
ونقلت وكالة “رويترز” عن محللين من بينهم محللو جولدمان ساكس، قولهم، إن المركزي التركي سيقرر على الأرجح في اجتماعه المقرر يوم الخميس رفع سعر الفائدة لما يسمى بنافذة السيولة المتأخرة البالغ حاليا 11.25 بالمئة وهو من أعلى معدلات أسعار الفائدة التي يحددها.
وقد يحمي ذلك الليرة من مزيد من الانخفاض الحاد، حيث هوت العملة نحو 22% أمام نظيرتها الأمريكية منذ بداية العام الحالي وفقدت نحو نصف قيمتها منذ نهاية 2017.
اترك تعليقاً