يستعد الليبيون لتوديع شهر رمضان المبارك واستقبال العيد بحلة جديدة تضفي على الشوارع الليبية بهجة طال انتظارها وطمأنينة طالما افتقدوها طيلة العشرية الماضية.
تقول صحيفة النّهار العربي «ألقت الحرب والانقسامات السياسية بظلالها على أجواء رمضان خلال الأعوام الأخيرة، فما إنْ يخرج البلد من أزمة حتى يدخل في أخرى أشد وطأة وصعوبة، وهو ما جعل سنوات طويلة من حياة الليبيين تُهدر سدى».
لقد عاد رمضان المعظم هذه السنة ومعه ألق الروح، وذلك بعدما نجحت الى حد ما جهود التهدئة الأممية والدولية في وقف نزيف المعارك رغم حصول بعض الانتهاكات والتجاوزات التي كانت تنغص حياة الليبيين اليومية من حين الى آخر.
ويتميز شهر رمضان برونقه الخاص والمميز في ليبيا باعتباره شهر التلاقي العائلي وصلة الرحم، حيث عاد الليبيون هذا العام إلى الزيارات العائلية والتلاقي بعد طول انتظار مستغلين الهدنة المفروضة من أجل استعادة ما فاتهم من أجواء عائلية ملؤها الدفء والرحمة التي تزين الأمسيات الرمضانية.
أجواء خاصة
يتحدث الناشط جمال المبروك لـ «النهار العربي» أنّ رمضان هذا العام بدأ يرجع الى سابق عهده في ليبيا والى نكهته المعتادة المتعارف عليها لدى الليبيين بعد أن تجاوزوا هذا العام الأزمات المتمثلة في الحروب وغيرها.
وقال المبروك إنّ الجديد هذا العام هو أن المساجد فتحت أمام المصلين لأداء كل الصلوات، وبخاصة صلاة التراويح لأن المساجد كانت السنة الماضية مغلقة بسبب وباء كورونا.
ويضيف المبروك: «بدأ الليبيون يشعرون بالأمن واستأنف التواصل الاجتماعي نشاطه مجدداً، والليبيون بطبيعتهم عرفوا بأنهم من أهل الاتصال والتواصل وصلة الرحم، إذ يأتون من مسافات بعيدة لزيارة الأحباب والأقارب والأهل في كل المناسبات وبخاصة في شهر رمضان».
ارتفاع الأسعار ينغّص فرحة العيد
إلا أن الأجواء الرمضانية تواجه بعض المنغصات، يلاحظ المبروك هذه السنة أنّ الارتفاع المفرط في الأسعار المتعلقة بشهر رمضان على غرار المواد الغذائية واللحوم بمختلف أنواعها وغير ذلك أثر سلباً في نفسية الليبيين.
وأردف قوله «نحن الآن على مشارف حلول العيد المبارك لاحظنا ارتفاعاً جنونياً في أسعار الأحذية والملابس وألعاب الأطفال وغير ذلك من مستلزمات الأفراح والأعياد».
ويمتاز الليبيون بموائدهم الرمضانية الخاصة، إذ يحرصون على أن تكون السفرة الرمضانية منوعة ومتنوعة الأصناف والوجبات ويبقى طبق الشوربة هو الرئيسي على كل مائدة ليبية في كل المناطق من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها.
وطبق الشوربة الليبية مميز ويحرص عليه الليبيون في كل البيوت إضافة الى الأكلات المتعددة التي تختلف من منطقة الى أخرى، فما تختص به المنطقة الغربية لا يوجد في المنطقة الشرقية أو في الجنوب والعكس صحيح.
ومن الأكلات الشعبية في ليبيا البازين، وهي من الأطباق الخاصة التي يقبل عليها الليبيون في رمضان، إضافة الى طبقي الكسكسي والمعكرونة، وتبقى سفرة رمضان متنوعة ومتعددة وشهية وتتبادل الأسر الأطباق، بخاصة الحلويات التي عادة ما تكون في مقدم سفرة الإفطار بعد أذان المغرب ومع انطلاق مدفع الإفطار والأذان.
وسفرة الإفطار على المائدة الليبية تتكون من تمر بالدرجة الأولى وحلويات أخرى ويتناول التمر بالحليب أو بالماء على سنّة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، إضافة الى الزلابية وبعض المرطبات مثل المهلبية وغيرها.
وبعد صلاة العشاء والتراويح هناك سفرة أخرى من الفواكه أو من الحلويات والمشروبات والعصائر الطبيعية بشكل خاص، بينما يأمل الليبيون أن يحمل عيد الفطر معه هذا العام السلام الموعود والذي طال انتظاره بعد أن مزّقت الحرب الأليمة هذا البلد وأثقلت كاهل الليبيين.
اترك تعليقاً