آخر تقليعات أعضاء البرلمان وبعد خراب مالطا، بدأ مسلسل التطويل في عمره بتشكيل كتل برلمانية، الكثل الفاعلة والمعطلة للبرلمان خافت على لفضها من جموع الشعب بسبب تصرفاتها المعيبة، لم تكن كتل حزبية بنيت على برامج، وليث ذلك، فلم نسمع بمن يتحدث عن سن قوانين للحد من مشكلة السيولة، ولا من مشكلة إقفال تصدير النفط من طهمة لها مؤيدون في البرلمان، ولم نرى برامج تسدي نصحا للمجلس الرئاسي، بل حتى التفكير في وسائل تضمين اتفاق الصخيرات في الدستور، بل كانت برامج على مقاس الكثل، فمثلا الكتلة الأحدث في البرلمان هي كثلة الميثاق الخارجة من عباءة الكتلة الوطنية ذات السمعة السيئة، وتضم جل الفيدراليين والصقور المنغصين للحياة البرلمانية، ومنهم من شارك في قفل قاعة البرلمان عند محاولة انعقاد مجلسها بأكثر من 102 عضو، ومنهم من يطبل للتدخل العسكري العربي والفرنسي، ومنهم من ينام النهار ويتنطع بين الإذاعات بعد مغيب الشمس ليدلي بدلوه في الحديث المعاد عن العودة للشرعية وتسليح جيش حفتر والتهديد بانفصال برقة، هذه الكثل لا تفكر إلا في بناء العمارات والقصور وقضاء الإجازات في شليهات شرم الشيخ على حساب الشعب الليبي المغلوب على أمره، وهم بطبيعتهم (ولا نلومهم بل كل اللوم لمن صوت لهم) ممن يحافظون على تنفيذ مقولة الشاعر الجاهلي وما أشبههم به
نرد الماء صفواً ويرد غيرنا كدرا وطينا
وإن كان من يحمل الطين ويعاني الكدر من أعطى لهم صوته وأستأمنه على دولة، وفتح له خزائنها لينعم بها. بالتأكيد لن يجرنا هؤلاء للكفر بالديموقراطية وصناديق الاقتراع، فهو الأسلوب الأفضل الممكن وإن أوصل قبلهم موسليني وريغن وأخيرا ترامب إلى سدة الحكم، ولكن علينا أن نتعلم أن لا ننتظر لبناً من خض الماء ولا حكمة من سفيه.
كثلة الثلاثين كما سمتهم عضو اللجنة الصحية بمجلس النواب الدكتورة سهام سرقيوة هي التي أوقفت البلاد عند عنق الزجاجة، وهي التي أوصلت بنغازي إلى ما ألت إليه عند وقوفها مع ما يسمى الجيش العربي الليبي الذي لا يعدو أن يكون مليشيا لأعقاب جيش متهالك، حرب الكرامة في بنغازي ساهمت في زهق أرواح قرابة 10 ألاف شاب ليبي في مقتبل العمر وبتر أعضاء لقرابة 26800 مشارك في الحرب القبلية بالشرق الليبي وذلك في الفترة من 16 مايو 2014 إلى نوفمبر 2016، هذه المجازر وقعت تحت تهليل وزغاريد الألة الإعلامية التي تتحدث عن النصر القادم بعد أسبوع منذ سنتين، ولم يأتي ولن ياتي ذلك الأسبوع ولن تتحرر بنغازي بقوة السلاح والقبضة الأمنية، فبعد التخلص من الإسلاميين المعارضين ستبدأ سلسلة الاغتيالات بين أخوة السلاح بالكرامة لأسباب قبلية أو بسبب الغنائم واستئثار البعض بها، وهو ما شاهدناه عند التخلص من ضباط الكتيبة 204 دبابات، وسابقا في الحرب اللبنانية، وهكذا الموت لن يفضي إلا إلى الموت والخراب والدمار.
هذه الأرقام هي التي جعلت أمريكا وروسيا تحجم عن تسليح حفتر رغم ادعاء الأخير بمحاربة الإرهاب، وشاركت فرنسا بخبرائها وطياريها وليس بالتسليح المباشر في حين أن الدول العربية المساندة لحفتر لم تتوانى عن مد السلاح ولو أفني أبناء الأبيار وبنغازي والمرج جميعا.
بالمثل في الغرب الليبي رغم التعقل الذي يبديه بعض رؤساء التشكيلات المسلحة إلا أن تصرفات البعض تنغص حياة المواطنين؛ منها غلق الشوارع وترويع الآمنين وتعطيل الحياة العامة مثل إيقاف الدراسة والعمل بالمؤسسات العامة. وبلا شك أن هؤلاء يعلمون أن هذه التشكيلات مرحلية، وللبعض منها دورا في مكافحة الجريمة ، إلا أن ما استجد عليها أنها أصبحت لا تتبع لقوى سياسية معينة، وتبعيتها للحكومة لا يتعدى تقاضي مرتباتها، وتغير انتمائها من طرف إلى آخر عسير التوقع، وهذا يجعل التنسيق فيما بينها مستحيلا، كما أن أجهزة المباحث العامة البالغة الأهمية لاستتباب الأمن، تصبح تابعة لبعض التشكيلات مما يفتح باب الصراع الدائم فيما بينها وليس مع المجرمين القتلة في الداخل والاستخبارات الخارجية الوافدة، بالإضافة إلى صعوبة تنسيق المهام والحماية في ظل غياب القيادة والسيطرة وعدم وجود عقيدة عسكرية جامعة، فمثلا كثيبه حرس الحدود متواجدة في وسط طرابلس، وكتائب بعشرات السرايا داخل المدينة لا تستطيع فتح الطريق الساحلى البالغ الأهمية لأكثر من مليون مواطن، ولا تستطيع فتح صمام الرياينة للنفط الذي كلف الخزانة العامة الليبية خسارة تقدر ب 30 مليار دولار، رغم ذلك تحتفظ هذه المجموعات بأليات ثقيلة مثل الدبابات ومدفعية الهاوزر وعربات بي إم بي في وسط المدينة للدفاع عن نفسها وليس عن مقدرات الوطن.
ذلك جميعا ينبئ بأن الانتقال من مرحلة اللادولة إلى مرحلة الدولة بالغ الصعوبة، ويضع مسئولية كبيرة على كثلة المئة واثنان من البرلمان للخروج من طبرق وانتخاب قيادة جديدة له، فالمصادقة على اتفاق الصخيرات وإجازة الحكومة، وبذلك ستجد هذه المجموعات المسلحة سبيلا لها إما بالاندماج في مؤسسات الدولة معززة مكرمة أو تسليم السلاح والشروع في الأعمال المدنية المثمرة.
بالمقابل نرى أهمية انضمام الشباب الوطني الواعي إلى حراك نعم ليبيا من أجل خلق رأي عام وطني ضاغط يوجه السياسيين ورؤساء الفرق العسكرية والمجموعات المسلحة إلى مسار بناء الدولة، ونبذ العنف والإملاءات القبلية والجهوية، وتحقير العمالة للخارج، والوقوف أما الفساد وتُجار الحروب، وأكثر من ذلك الدعوة إلى تجاوز الهياكل التشريعية الحالية والذهاب إلى انتخابات جديدة بوجوه جديدة، ولا ضير في ذلك ففي دولة مثل الكويت ثم تغيير مجلس النواب لأكثر من 6 مرات في 8 سنوات.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
يا عيسى انت واحد من اثنين ياما انت تغمس بحرى الطبيخه و مانك عارف حاجه على برقه مغير تهرّس ,
ياما عندك عداء للجيش والكرامه وبنغازى خاصه يعنى من جماعات الاسلام السياسى الارهابيه وحاشا الاسلام منهم ,انت لماتقول علي الجيش الوطنى ماليشيا انت اهنت كل سكان اقليم برقه اللذين دعموا الجيش بالمال والرجال ياهذا احترم نفسك ولا تعطى نفسك اكبر من حجمك عندما تتكلم على برقه تبا لك ولامثالك
انشر رجاء