تنظيم القاعدة تعود للواجهة في جنوب اليمن

???????????????

وكالات

أسفرت الحملة العسكرية العربية التي بدات قبل تسعة ايام في اليمن بقيادة السعودية عن عرقلة تقدم المتمردين في هذا البلد الغارق في الفوضى حيث تمكنت القاعدة من فرض سيطرتها بشكل تام على المكلا، كبرى مدن حضرموت.

واستولت القاعدة على مقر المنطقة العسكرية الثانية في المكلا، وفرضت سيطرتها على مجمل المدينة باستثناء المطار وبعض المراكز العسكرية، بحسب مصدر عسكري وسكان.

وقال مصدر عسكري ان المقاتلين الذين دخلوا المدينة الواقعة في جنوب شرق اليمن الخميس “استولوا بعد الظهر على المقر دون اي مقاومة”.

واضاف ان “قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء محسن ناصر مثنى والجنود انسحبوا من مقر القيادة باتجاه المواقع العسكرية المجاورة للمطار” وهي المناطق الحساسة الوحيدة التي لا تسيطر عليها القاعدة.

وقبل ذلك بقليل، سيطر المقاتلون من التنظيم المتطرف على المرفا من دون مقاومة تذكر بحسب المصدر.

واكد ان “المطار والمواقع العسكرية القريبة لم تخضع لسيطرة القاعدة”.

والخميس قامت القاعدة بتحرير 300 موقوف بينهم احد قادتها كما سيطرت على مدينة جنوبية بشكل جزئي.

ويسعى الجهاديون في التنظيمين المتطرفين الى اغتنام الفوضى السائدة في اليمن منذ انطلاقة الضربات الجوية للتحالف العربي بقيادة السعودية في 26 اذار/مارس.

وبينما كانت الرياض تستعد لهذه العملية التي انضمت اليها ثماني دول، اعلن “تنظيم الدولة الاسلامية” مسؤوليته عن هجومين انتحاريين استهدفا مسجدين لشيعة اليمن في العشرين من مارس/آذار اوقعا 142 قتيلا و 351 جريحا.

واعتبر مراقبون الهجومين الانتحاريين محاولة من الدولة الاسلامية التي تسيطر على مساحات كبيرة في سوريا والعراق لفرض وجودها في اليمن معقل جهاديي القاعدة منذ اكثر من عشر سنوات.

وفي 2009، نشأ تنظيم “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب” اثر اندماج الفرعين السعودي واليمني في الشبكة التي تزعمها اسامة بن لادن.

وقال شهود ان انصار القاعدة شاركوا في تظاهرة سيارة رافعين راياتهم السوداء في شوارع المدينة البالغ عدد سكانها نحو 200 الف نسمة.

ونظرا لحالة الهلع والخوف، بدات عائلات باكملها مغادرة المكلا بحثا عن اماكن آمنة خارجها كما افاد شهود عيان.

بدوره، قال محافظ حضرموت عادل باحميد في بيان ان ما “يجري مشهد ضمن سيناريو يراد منه إسقاط هذه المحافظة وأهلها في براثن الفوضى والاقتتال”.

واضاف “أظهرت الاحداث جليا حجم الخلل المتراكم في جاهزية عددٍ من أجهزتنا الامنية ووحداتنا العسكرية الرسمية ما حال دون قيامها بواجبها”.

وندد المحافظ باعمال “السرقة والنهب وترويع الامنين” مشيرا الى “ترتيب عدد من الحراسات لبعض المرافق والمصالح العامة لمنع” ذلك.

من جهته، قال المحلل السياسي ناصر باقسوس “لقد تم تسليم مدينتنا لجماعة القاعدة من قبل قيادات عسكرية وامنية مسؤولة عنها، كما لوحظ غياب تام للسلطات المحلية”.

وقد انتشر مئات المسلحين في وسط المكلا وغربها في وقت سابق واقاموا حواجز تفتيش.

وكان عناصر القاعدة وجهوا الخميس نداء عبر المساجد “للجهاد ضد الروافض والحوثيين” بينما كان المتمردون يحاولون السيطرة على عدن.

وبين الذين فروا اثناء اقتحام القاعدة للسجن المركزي في المكلا امس ابرز قادتها خالد باطرفي الموقوف منذ اكثر من اربعة اعوام.

يذكر ان باطرفي من ابرز قادة القاعدة في ابين الجنوبية التي سيطر عليها التنظيم لمدة عام بين 2011 و2012.

وقال ماثيو غيدير خبير شؤون العالم العربي واستاذ الدراسات الإسلامية “انه نجاح رهن الظروف”.

وأضاف ان القاعدة “اغتنمت الفوضى للبروز مجددا”، مشيرا الى “ظاهرة مقلقة”: ففي كل مرة يتم فيها تحرير سجناء إن كان ذلك في “سوريا او العراق او ليبيا، فان الكلمة الحاسمة في الأحداث تكون للجهاديين المحررين”.

كما استفادت القاعدة خصوصا من تراجع قدرات واشنطن، التي شنت حربا بلا هوادة على المتطرفين في اليمن مستخدمة الطائرات المسيرة، بسبب اغلاق سفارتها في صنعاء وخروج حليفها الرئيس عبدربه منصور هادي منها الى السعودية.

كما اجلت الولايات المتحدة عسكرييها الذين كانوا متمركزين في الجنوب في 21 اذار/مارس.

وبدات القاعدة عمليتها بالتزامن مع مضاعفة الانتقادات الموجهة الى الغارات الجوية بقيادة السعودية بسبب سقوط مئات المدنيين ضحايا وحين يناشد خصوم المتمردين الشيعة التحالف ارسال قوات برية الى اليمن.

من جهته، قال جان بيار فيليو خبير الشؤون الإسلامية والاستاذ في معهد باريس للعلاقات الدولية “طالما لم يتم توضيح اهداف الحرب وسبل توجيهها، فإن الجهاديين سيغتنمون الفوضى المتزايدة على خلفية التنافس بين القاعدة والدولة الاسلامية”.

وأضاف ان “الرهان الرئيسي للتنافس هو محافظة حضرموت معقل عائلة بن لادن فالقاعدة استعادت زمام المبادرة بمواجهة الدولة الاسلامية لكن المنافسة بين هذين الفصيلين ستستمر لوقت طويل”.

وقال غيدير ان “اليمن ينزلق تدريجيا الى حرب اهلية طائفية تعيد الى الاذهان بدايات الأزمة السورية ومن ثم العراقية”، في وقت تدعو فيه القاعدة من مساجد المكلا الى “الجهاد ضد الروافض والحوثيين”.

وفي عدن، ارغمت الغارات الليلية المكثفة للتحالف العربي المتمردين الى الانسحاب من القصر الرئاسي الذي سيطروا عليه عصر الخميس اثر معارك اتسمت بالعنف.

وانسحب المتمردون باتجاه حي خور مكسر المجاور حيث قتل 12 منهم خلال اشتباكات ليلية مع انصار الرئيس عبد ربه منصور هادي، وفقا لمصدر عسكري.

وبعد سيطرة المتمردين على القصر، وهو اخر رموز الدولة اليمنية الذي لم يكن خاضعا لهم، اندلعت اشتباكات مع “اللجان الشعبية” المؤيدة للرئيس هادي.

وقالت مصادر عسكرية ان الاشتباكات استمرت بشكل متقطع في الاحياء المجاورة للقصر الرئاسي ومطار عدن الذي تعرض للقصف ليلا من سفن حربية تابعة للتحالف العربي.

وخلال الليل، استخدم التحالف المظلات لانزال اسلحة وذخائر بينها بنادق كلاشنيكوف واخرى قناصة ومعدات اتصالات في مرفا عدن، بحسب مصدر في المرفا.

واضاف ان التحالف ارسل موادا تموينية وادوية الى عدن عبر قوارب وليس بواسطة مظلات كما كان اعلن في وقت سابق.

وفي محافظة ابين المجاورة، قتل 11 متمردا في كمين للجان الشعبية الجمعة قرب لودر الخاضعة لسيطرة الميليشيات، وفقا لما قاله احد عناصر اللجان.

في غضون ذلك، ظهرت انقسامات في صفوف القوات المسلحة المؤيدة للحوثيين.

وقال ضابط “تمرد جنود من اللواء 17 مشاة المنتشر قرب مضيق باب المندب ضد قائدهم العميد محمد الصباري الذي انضم الى الحوثيين الاسبوع الحالي” مشيرا الى اشتباكات بين الجنود.

على صعيد عمليات الاغاثة، أعلنت مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس الخميس ان حصيلة المعارك في اليمن بلغت في اسبوعين 519 قتيلا ونحو 1700 جريح.

واعربت عن “قلقها البالغ” على سلامة المدنيين العالقين في المعارك الدائرة في هذا البلد، داعية مختلف اطراف النزاع الى بذل قصارى جهدهم لحماية المواطنين العاديين.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً