فاقمت السيول والبرودة الشديدة محنة النازحين السوريين في شمال غرب سوريا، إذ تسببت في تشريد ما لا يقل عن 67 ألف شخص مجددا، بحسب ما أعلنته الأمم المتحدة، أمس الأربعاء.
وأشار مكتب الشؤون الإنسانية التابع للمنظمة الدولية “أوشا” إن ما لا يقل عن 196 موقعا للنازحين في أدلب وحلب، تعرضت لأضرار بالغة، جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت بين 14 و20 يناير.
وذكر بيان “أوشا” أن الأضرار طالت “ما لا يقل عن 67600 شخص بعد تدمير أكثر من 3760 خيمة، وأضاف المكتب “تم نقل آلاف الأشخاص مؤقتا، ويحتاج الكثير منهم إلى المأوى والغذاء والمواد غير الغذائية على الفور وعلى المدى الطويل”.
وحذر البيان أيضا من آليات التدفئة المحلية، مثل حرق المواد غير الآمنة، الأمر الذي يزيد من خطر اندلاع الحرائق والأبخرة السامة.
كما نشر نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية، مارك كتس، تغريدة مرفقة بمقطع فيديو أظهرت آثار الأمطار على الخيم.
وفي الشهر الماضي، تسببت الحوادث الناجمة عن الحرائق في إلحاق الضرر بـ 28 خيمة، مما أدى الى وفاة شخص وإصابة سبعة آخرين.
ودفعت الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عقد في سوريا، الملايين لحافة الفقر، وجعلتهم في أمس الحاجة إلى المساعدة.
ومن المتوقع أن يحتاج نحو 13 مليون شخص، أي أكثر من 70% من سكان سوريا، إلى المساعدة في عام 2021.
وتقدر الأمم المتحدة أن 10.5 مليون شخص سيتم استهدافهم بالمساعدات الإنسانية خلال هذا العام بتكلفة 4.2 مليار دولار، وهو ما يزيد بنسبة 10% عن عام 2020.
وفي سياق متصل،ووثق فريق منسقو استجابة سوريا، صباح اليوم الخميس، تضرر 278 خيمة بشكل كلي و513 خيمة بشكل جزئي في 145 مخيماً من خربة الجوز غربي إدلب إلى المخيمات الحدودية باتجاه ريف حلب الشمالي، إضافة إلى محيط مدينة إدلب ومعرة مصرين وكللي وحربنوش وكفر يحمول وحزانو وزردنا.
وأكد “منسقو الاستجابة”، في بيان له نشره على معرفاته الرسمية، أن أضراراً كبيرة لحقت بما يقدر بـ 8 كم من الطرقات في مخيمات شمالي غربي سوريا، إضافة إلى انقطاع الكثير من الطرقات المؤدية للمخيمات.
وأوضح الفريق العامل في شمال غربي سوريا، أن “آلاف المدنيين أمضوا ليلتهم وقوفاً أو في العراء بسبب دخول مياه الأمطار إلى خيمهم”، كما أشار إلى “تشرد مئات العائلات ونزوح بعضها إلى أماكن اخرى وانتقال جزء بسيط إلى دور العبادة ومراكز إيواء”.
وتوقع الفريق زيادة الأضرار بشكل أكبر في حال استمرار الهطولات المطرية أو تجددها في المنطقة.
وغرق عدد كبير من المخيمات في مناطق متفرقة من المنطقة، ونقلوا عن النازحين مناشدتهم المنظمات المحلية والدولية بإنقاذهم قبل اشتداد المطر.
بدوره، قال الدفاع المدني السوري يوم أمس، إن “فرقه الميدانية استجابت للمخيمات المتضررة في إدلب وريف حلب فوراً وعملت على حفر ممرات مائية لتصريف مياه الأمطار”.
وفي الأيام الماضية نظم عدد من الناشطين في مخيمات سرمدا شمالي إدلب فعالية أطلقوا عليها “مهرجان الطين” بهدف لفت نظر العالم لمأساة النازحين.
ومآسي الشتاء تتكرر كل عام في مخيمات شمال غربي سوريا وتؤدي في بعض الأحيان إلى فقدان بعض الأرواح وتشرد آلاف العائلات وفقدانها المأوى.
وعمل عدد من المنظمات على تنفيذ عدد قليل من مشاريع الإيواء، أبرزها مساكن الطوب التي تشرف عليها تركيا شمالي إدلب والتي تهدف إلى بناء 50 ألف مسكن مؤقت، أنجز منها أكثر من النصف تقريباً.
وفي آخر إحصائية لفريق منسقو استجابة سوريا عن عدد مخيمات شمال غربي سوريا، أكد وجود 1304 مخيمات بينها 394 مخيماً عشوائياً حيث يبلغ عدد قاطنيها مليونا و50 ألف نسمة.
كما أكد الفريق نهاية الشهر الماضي عندما أجمل احتياجات النازحين، أن منطقتهم بحاجة إلى خيام بنسبة 55% وإلى حماية بنسبة 75% عدا عن الحاجات الغذائية والخدمية والصحية.
اترك تعليقاً