نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، اليوم الجمعة، تقريرا سلطت الضوء فيه على الأميرة السعودية بسمة بن سعود بن عبد العزيز، التي أعلنت أنها تعاني من ظروف صحية صعبة بسجن الحاير، وأنها لم تحصل على أي رعاية طبية، ولم يستجب لطلباتها المتكررة.
يأتي ذلك في حين، حذّرت الأميرة بسمة خلال رسالة نشرتها بموقع “تويتر”، من وفاتها بفعل تردي حالتها الصحية، مناشدة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي عهده، لإطلاق سراحها من سجن “الحاير” المحتجزة فيه مع ابنتها “سهود”.
يُشار إلى أن الأميرة بسمة هي ابنة الملك الراحل سعود بن عبد العزيز، عم محمد بن سلمان ولي عهد المملكة، وقد اختفت قبل أكثر من عام، قبل التوجه إلى سويسرا للعلاج.
وأشارت “الغارديان” في تقرير نقلته شبكة “عربي21” إلى أن اثنين من الأمراء البارزين عبرا عن دهشتهما من خبر اعتقالها، وقالا إنهما لم يسمعا عنها منذ عام تقريبا، وكانا يعتقدان أنها في فترة نقاهة بعد نوبة مرض، في حين يعتقد أفراد آخرون من العائلة المالكة أنها “تحت الإقامة الجبرية”.
وذكرت الصحيفة أن أقارب تحدثوا مع الأميرة بسمة البالغة من العمر 52 عاما، أكدوا أنها “تتكلم تحت الإكراه”، لافتة إلى أنها من الداعيات المعروفات للإصلاح في المملكة، ودافعت عن حقوق المرأة والحقوق الإنسانية بعد فترة عمل قصيرة في الإعلام خلال إقامتها في لندن.
وأوضحت الصحيفة أنها طالبت بتحويل المملكة العربية السعودية ملكية دستورية، وهو وضع كان سيفصل العائلة المالكة عن السلطة التنفيذية، ويغير وضع العائلة بشكل أساسي، منوهة إلى أنها عادت إلى السعودية عام 2015، ودعمت العائلة الحاكمة، لكنها واصلت النقد من داخل بيت آل سعود، ودعت للانضباط في حرب اليمن والإصلاحات الجارية في البلاد.
من جانبها رأت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أن “اعتقال الأميرة بسمة يناسب أشكال إسكات المعارضين في المملكة”، مضيفة أن هذه السياسية يتبعها ابن سلمان، من أجل تعزيز قوته، بعدما أطاح بالأمير محمد بن نايف.
وقالت الباحثة في قضايا المرأة بالمنظمة روثنا بيغوم، إن “أشكال الاضطهاد انتشرت في عهد محمد بن سلمان ضد النقاد، بمن فيهم الناس الذين يبتز المال منهم”، مؤكدة أنه “لم تعد هناك مساحة للنقد، وهذا وضع النساء اللاتي تم إسكاتهن وسجنهن أو إخراجهن إلى المنفى”.
وتطرقت الصحيفة إلى اعتقال السلطات السعودية ولي العهد السابق محمد بن نايف والأمير أحمد بن عبد العزيز في آذار/ مارس الماضي، بعد اتهامهما بالتآمر ضد الملك وابنه، مؤكدة أنهما أبرز أميرين يعتقلان في عمليات “التطهير” التي بدأها ابن سلمان منذ عامين، وما يزال كلاهما في المعتقل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأميرين متهمان بعرقلة وصول محمد بن سلمان إلى العرض، وذلك عبر هيئة البيعة، معتبرة أن “اعتقالهما أثار مخاوف داخل العائلة المالكة، وكذا قطاعات في المجتمع السعودي، لأن ابن سلمان يريد ولاء كاملا من أعضاء العائلة، وعلى استعداد لسجن وملاحقة الأمراء الذي يعتبرون ألا أحد يطالهم”.
اترك تعليقاً