أعربت العديد من الأحزاب السياسية المغربية عن رفضها واستنكارها لجميع “الاستفزازات” وما وصفوه بـ “التصرفات المشبوهة” في حق المغرب، على إثر اتهام الأجهزة الأمنية الفرنسية لمدير المخابرات المغربية بالضلوع في قضايا تعذيب، بالإضافة إلى التصريحات التي أدلى بها مندوب فرنسا في الأمم المتحدة مؤخرا، والتي أسفرت عن تدهور في العلاقات بين البلدين.
وأعرب حزب التجمع الوطني للأحرار، في بيان له، عن “اندهاشه الكبير المشوب بالأسف العميق لموقف السلطات الفرنسية خلال الأيام الاولى لوقوع هذين الحدثين، حيث لم تتعامل معهما بما يلزم من حرص يناسب خطورتهما وتداعياتهما السلبية المحتملة على جودة العلاقات التاريخية المتميزة بين المغرب وفرنسا”.
وأشار إلى أن هذين الحدثين “يطعنان بعمق في تميز العلاقات المغربية الفرنسية، كما ينتهكان بشكل صارخ القواعد والأعراف الدبلوماسية ويمسان بالالتزامات الناشئة عن الاتفاقيات الثنائية”.
وأكد بيان الحزب اعتزاز المغاربة بمساهماتهم، إلى جانب فرنسا، بالدفاع عن مبادئ التحرر ضد النازية والفاشية، وطالب الحكومة الفرنسية، بتفعيل جميع الخطوات الكفيلة بإصلاح الأضرار التي لحقت بالمغرب جراء هذه التصريحات التي وفها بـ “المغرضة” ومعاقبة المتسببين فيها، وبضرورة التعامل بالحرص اللازم والسرعة المطلوبة إزاء هذه الأحداث الخطيرة التي من شأنها المساس بجو الثقة وعمق الصداقة التي تربط البلدين.
من جهته، ندد حزب جبهة القوى الديمقراطية، بهذه “الحملة الشرسة” التي تستهدف المغرب ومن يقف وراءها، لما لها من ضرر بليغ على روح الصداقة والشراكة الاستراتيجية بين المغرب وفرنسا القائمة على الاحترام والثقة المتبادلة بين البلدين، متسائلا عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذه الحملة.
وذكر بيان للحزب، أن الأمانة العامة “إذ تؤكد استنكارها للأسلوب غير الأخلاقي في إقحام مكونات الشعب المغربي في تصريحات مؤسفة ولا مسؤولة، تطالب الدولة الفرنسية بتفسير الأسباب والاعتذار للشعب المغربي وبإحالة المعنيين إلى القضاء الدولي لمحاكمتهم، والقيام بما يلزم لجبر وإصلاح الأذى التي لحق جميع المغاربة من هذه الأحداث المستفزة واللامسؤولة والتي لا تخدم سوى الجهات التي تسعى إلى افتعال وتغذية توتر العلاقات بين المغرب وفرنسا”.
أما حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، فندد بدوره بهذه التصرفات المهينة، المتمثلة في محاولة الاستماع لمسؤول مغربي بإقامة السفير المغربي بباريس، وكذا التصريحات المنسوبة لسفير فرنسا لدى الأمم المتحدة بنيويورك، معتبرا أن مثل هذه التصرفات العدائية، تتعارض مع الرصيد التاريخي لأواصر الصداقة والتعاون التي تربط بين البلدين والشعبين.
وجدد الحزب التأكيد على “أن أي تصرفات وأعمال عدائية تجاه المملكة، لن تزحزح عزم وتعبئة الشعب المغربي تحت قيادة الملك محمد السادس، للدفاع عن سيادة المملكة، وكذا عن وحدتها الوطنية والترابية”.
وتظاهر آلاف الأشخاص أمام السفارة الفرنسية بالرباط احتجاجا على تصريحات “مهينة” بحق المغرب، نسبت إلى دبلوماسي فرنسي. وشهدت العلاقات بين البلدين توترا غير مسبوق بعد توجيه القضاء الفرنسي استدعاء لمدير المخابرات المغربية، “مديرية مراقبة التراب الوطني”، للاستماع إليه في قضية تعذيب.
وتظاهر آلاف الأشخاص، بعد ظهر الثلاثاء، بهدوء أمام السفارة الفرنسية في الرباط، احتجاجا على التصريحات التي وصفتها الرباط في وقت سابق بـ “المهينة”.
وعبر حزب النهضة والفضيلة عن إدانته الشديدة للتصرف غير المسؤول الذي أقدمت عليه السلطات الفرنسية، والمتمثل في مثول قوات الشرطة أمام إقامة السفير المغربي بباريس، بدعوى وجود شكوة مزعومة في حق مسؤول مغربي، معتبرة هذا السلوك “مس بسيادة الدولة المغربية وتحد سافر لما هو متعارف عليه دوليا في القنوات الدبلوماسية في الحالات التي تتطلب تدخلات ذات طبيعة قضائية”.
كما عبر الحزب، عن استنكاره لتصريحات السفير الفرنسي في الأمم المتحدة، و”التي تنم عن سوء نية مبيتة، هدفها التبخيس من قيمة المغرب”.
وأجرى وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس اتصالاً هاتفياً بنظيره المغربي صلاح الدين المزوار، الأربعاء، على خلفية سلسلة من الحوادث ساهمت في توتر العلاقات الفرنسية المغربية، بحسب مصادر دبلوماسية.
الخارجية الفرنسية سارعت بدورها إلى نفي ما نقل عن السفير. واستدعى ذلك اتصالاً من رئيس الجمهورية الفرنسية بالعاهل المغربي، الاثنين، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية، رومان نادال في لقائه الدوري مع الصحفيين، ان فرنسا تربطها علاقات قوية بالمغرب على كل الصعد، مشيراً الى التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب.
اترك تعليقاً